[مساهم]

بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً يا أخ النقيب .. نحن لم نتكلم عن الحكام بقليل أو كثير ..

ويا أخي أش بك يا شيخ ..صدقني أنا أقدر لك غيرتك وتحملك لهموم أمتك المسلمة .. وكتاباتك تعبر عن ما يدور في خاطرك ..

لكن مشكلتك يا أخي هي اعتمادك على اجتهاداتك الفردية وتصوراتك للأمور التي ينقصها الكثير من التروي والدقة وبالتالي تخرج إلينا بطرح غير إيجابي وينقصه الكثير من الموضوعية ..

الجهاد يا أخي باق إلى قيام الساعة ولن يبطله أقوال المبطلين أو المتخاذلين .. يقول تعالى { ويحق الله الحق بكلماته ولو كره الكافرون } ...
ومعاذ الله أن أكون أنا منهم ... وأسأل الله أن لا يميتني إلا وقاتلت في سبيله ... فما ترك الجهاد قوم إلا عمهم الله بالبلاء .. وذلاً لا ينزعه عنهم حتى يعودوا ..

أنت قلت أن الكل يستطيع أن يعلق ولكن لا يوجد من لديه الحل .. فأنا أقول لك أن أمة لا تعرف الحل لما هي فيه ليست جديرة بالنصر .. إنما أمرنا الله تعالى في القرآن أن نعد للكفار ما استطعنا من القوة لنرهب بها عدو الله وعدونا .. فما عسى لهذه الأمة الضعيفة المتهالكة أن تواجه عدواً كبيراً وهي بهذا التفرق والتشتت والوقوع في المنكرات والكبائر .. إن حالنا اليوم لا يمكن أن يقود إلى نصر وحكام الدول العربية يعملون على قمع أهل الدين ومنع التذكير والمواعض في المساجد .. بل إن دولة عربية مثل ليبيا التي يحكمها هذا الطاغية الفاجر المسمى بالقذافي حيث يقوم بأسر كل من اتصف بصفة المتدينين لهو مثال على ضعف وتراجع الدولة الإسلامية ..

دعني أعطيك مشهداً يا أخي العزيز وهو مشهد أقرب ما يكون للواقع والذي عجزت عن تأمله أنت في الواقع ..
لو افترضنا أن علماء الحرمين أصدروا أمراً للحكومات العربية المسلمة أن تعلن الحرب على اليهود أو الأمريكان في العراق .. والأمر سيان كما تعلم .. ولو افترضنا السعودية أعلنت قرارها للحرب استجابة لرأي علمائها .. وقررت خوض معركة مع اليهود .. وبالتالي فهي لن تحارب اليهود وحدهم بل ومعهم أمريكا وبريطانيا .. السؤال هنا ... من من الحكومات العربية من سيقف مع السعودية ؟ ( أنا طرحت السعودية هنا كمثال وإلا بالإمكان تطبيقها على أي دولة ) نعم .. هنا التساؤل .. إن قرار الحرب على مثل هذه الدول لهو قرار مصيري لهذه الدوله .. فهي ستكون في عرضة لأن تدمر عن بكرة أبيها في صواريخ معدودة .. هذا إن رحمتها أمريكا ولم تستخدم أسلحة الدمار الشامل .. وهذا أسهل جداً على الأمريكيين من حرب العصابات التي تكون في الشوارع .. لأنها لا تستطيع تحديد أماكن مقاومي العصابات وبالتالي سيكلفهم هذا الكثير .. وأما في حرب الدولة .. فلن يستدعي الأمر عندهم إلى مزيد جهد لإخمادها في ساعات ..

إن أي دولة تتشجع وتعلن حربها على دولة مثل أمريكا لهي في حاجة إلى قوة مساندة .. أي ما لا يقل عن اتحاد دول المسلمين جميعاً .. وهذا هو عين المستحيل .. ولا ينكر هذا إلا مكابر أو جاهل ...

إن مُدارات أحول المسلمين والسعي إلى رفع قوتهم وهممهم .. هو بداية النصر لهذه الأمة .. ولكن أكثر الناس لا يعلمون ... ويكون رفع قوتهم أولاً بنشر التوعية الدينية بين أوساط الناس ... فما نرى من حالهم اليوم ليندى له الجبين ويحزن الخاطر .. أنت ترى انشار العهر والسفور .. والربى والفواحش .. والغفلة والطرب ومعاقرة الخمور .. وهذا لا يخص فئات قليلة من المسلمين مع الأسف ... إنما البداية تكون بنشر الوعي الديني في وسائل الإعلام المختلفة .. والدخول على الشباب من خلال قنواتهم المفضلة .. ودعوتهم بالحكمة والموعضة الحسنة .. حينها سيصلح العباد بفضل الله .. فإذا صلح العباد صلحت البلاد .. وهذا ما تخشاه الدول الكافرة لعلمها بأن تمسك الشباب بدينهم هو مصد نصرهم .. لذلك نحارَب فكرياً وسياسياً خوفاً من ذلك .. والكل منا على ثغر .. ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. ولم يكن الله مهلك القرى القرى بظلم وأهلها مصلحون ..

هذا هو الرأي يا أخي العزيز .. لكننا وللأسف نطلب النتائج السريعة ... وإذا أردت المزيد فبإمكانك الرجوع إلى موضوع الأخ الهادئ بعنوان ( هذه هي الحقيقة ولا أعلم غيرها ) وذلك في حواره مع الأخ عبود ..

وشكراً ..