أخي الفاضل / بلال نبيل
في فترة من الفترات كنا ( نصفق ) لصدام حسين
وتصفيقنا له ليس إلا نتاج ( تخدير إعلامي ) وقعنا تحته من أطراف عديدة أحدها إعلامنا نحن
ولعلنا تنبهنا لخطورة الأمر بعد إنشاء ( مجلس التعاون العربي )
فذلك المجلس أنشئ في الأساس ليشكل طوقا على دول الخليج العربية ، والسعودية على وجه الخصوص ، وتعامل السعوديون والخليجيون عمووما مع هذا المجلس وباركوا إنشائه ، وهم قد علموا مسبقا أهدافه وأغراضه التي أنشئ من أجلها
وبعد أن اتضحت خيوط المؤامرة من ( الحكومة العراقية ) آنذاك ، خرجت مصر من المجلس بطريقة أو بأخرى واستمر الحلف بين الحكومات العراقية والأردنية والسودانية واليمينية
ولكل حكومة من هذه الحكومات مصالحها الخاصة من الإنضمام إلى ذلك المجلس، ولها أجندتها الخاصة التي تريد أن تحصل عليها من وراءه
ولأنني أعلم أن سرد التاريخ غير مقبول عند البعض ، ولكنني أسوقه لأصل إلى أمر مهم جدا
وهو " أن فكرة المجلس ودعمه إعلاميا وماليا " كان من الحكومة العراقية لأمر بيتته مسبقا
وكان بعد ذلك إحتلال الكويت
وسمعنا ورأينا ما حدث أثناء تلك الفترة في الدول التي أسست مجلس التعاون العربي من تأييد مطلق لصدام وما يقوم به من إحتلال للكويت وطرد لشعبها ونهب لمقدراتها
وما يهمني من الأمر كله هو ( إحتلال الكويت ) و ( صدام حسين )
لأن هذا الرجل قد أعادنا في الخليج إلى أكثر من ثلاثين عاما للوراء ، وكان سببا في أن تتغير الخارطة في المنطقة عموما ، وأنا أعلم أنه كان ينفذ ما خطط له مسبقا إما عن معرفة ودراية أو عن ( غباء وجهل ) ، وفي كلا الحالتين هو ( نفّذ ما طُلب منه )
أذكر أنني تحدثت مع بعض الإخوة إبان التحضير لغزو العراق قائلا لهم " هل أنتم مع صدام أم مع الأمريكان ؟؟؟ "
وكثيرون من أبناء الأمة العربية والإسلامية سألوا أنفسهم هذا السؤال
وللأسف كانت الإجابة تتبع الهوى والميل ، وأنا أعلم أن ذلك الوقت كان وقت ( فتنة ) تجعل الحليم حيرانا
فإن أيدت الأمريكان فأنت تؤيد إحتلال بلد مسلم ، وإن ناصرت صداما فأنت تناصر من إحتل بلدك وأدخل الأمريكان إلى المنطقة ، وأعاد إقتصادك إلى ثلاثين عاما مرت
واليوم ... لازالت تلك الأسئلة تراود الكثيرين وأنا واحد منهم حتى هذه اللحظة
لأن ما حدث ويحدث في المنطقة عموما أشبه بكابوس لم نفق منه بعد
فقد ضاعت فيه كثير من ( القيم ) وتهدمت فيه كثير من ( الثوابت )
وأصبحت الأوضاع في المنطقة ( عمل ) من لا عمل له .. والعياذ بالله
أعتذر عن الإطالة ، ولكنني أتمنى أن يكون المراد قد وصل
تحياتي
