الموضوع: في رحاب آية
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 14-05-2007, 09:33 AM
محمد طه محمد طه غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 31
إفتراضي في رحاب آية

إن الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر والصلاة والسلام على خير البشر محمد بن عبدالله وعلى أصحابه أجمعين وعلى من اتبع الهدى.
قال تعالى(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ).
يقول عز وجل(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ) أي دعا عباد الله إليه (وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) أي هو في نفسه مهتد بما يقوله فنفعه لنفسه ولغيره لازم ومتعد وليس هو من الذين يأمرون بالمعروف ولايأتونه وينهون عن المنكر ويأتونه بل يأتمر بالخير ويترك الشر ويدعو الخلق إلى الخالق تبارك وتعالى وهذه عامة في كل من دعا إلى الخير وهو في نفسه مهتد ورسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بذلك كما قال محمد بن سيرين والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن اسلم وقيل المراد بها المؤذنون الصلحاء كما ثبت في صحيح المسلم (المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة) وفي السنن الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين وقال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن عروة الهروي حدثنا غسان قاضي هراة وقال أبو زرعة حدثنا إبراهيم بن طهمان عن مطر عن الحسد عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال سهام المؤذنين عند الله تعالى يوم القيامة كسهام المجاهدين وهو بين الأذان والاقامة كالمتشحط في سبيل الله تعالى في دمه قال وقال ابن مسعود رضي الله عنه لو كنت مؤذنا ما بالبيت أن لا أحج ولا أعتمر ولا أجاهد قال وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو كنت مؤذنا لكمل أمري وما بالبيت أن لا أنتصب لقيام الليل ولا لصيام النهار سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اغفر للمؤذنين ثلاثا قال فقلت يارسول الله تركتنا ونحن نجتلد على الآذان بالسيوف قال صلى الله عليه وسلم كلا ياعمر إنه سياتي على الناس زمان يتركون الأذان على ضعافهم وتلك لحوم حرمها عزوجل على النار لحوم المؤذنين قال وقالت عائشة رضي الله عنها ولهم هذه الآية ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين قالت فهو المؤذن إذا قال حي على الصلاة فقد دعا إلى الله وهكذا قال ابن عمر رضي الله عنهما وعكرمة أنها نزلت في المؤذنين وقد ذكر البغوي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال في قوله عزوجل وعمل صالحا يعني صلاة ركعتين بين الأذان والإقامة ثم أورد البغوي حديث عبد الله بن المغفل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين كل أذانين صلاة ثم قال في الثالثة لمن شاء وقد أخرجه الجماعة في كتبهم من حديث عبد الله بن بريدة عنه وحديث الثوري عن زيد العمي عن أبي إياس معاوية بن قرة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال الثوري لا أراه الا قد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لايرد بين الأذان والإقامة ورواه أبو داود والترمذي والنسائي أيضا من حديث سليمان التيمي عن قتادة عن أنس به والصحيح أن الآية عامة في المؤذنين وفي غيرهم فأما حال نزول هذه الآية فانه لم يكن الآذان مشروعا بالكلية لأنها مكية والأذان إنما شرع بالمدينة بعد الهجرة حين أريه عبد الله بن عبد ربه الانصاري رضي الله عنه في منامه فقصه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يلقيه على بلال رضي الله عنه فإنه أندى صوتا كما هو مقرر في موضعه فالصحيح إذن أنها عامة كما قال عبد الرزاق عن معمر عن الحسن البصري أنه تلا هذه الآية ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين فقال هذا حبيب الله هذا ولي الله هذا صفوة الله هذا خيرة الله هذا أحب أهل الارض إلى الله أجاب الله في دعوته ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحا في إجابته وقال إنني من المسلمين هذا خليفة الله.