[الذهبي]

جزاكم الله تعالى خيرا يا أحبابنا ، أتعلمون ما الذي حل بي ؟؟
إنني كحال الذي شم رائحة وردة جورية فقال : ليس بعد رائحتها رائحة . فما إن تناول الزنبق وشمه حتى كاد أن ينسى رائحة الوردة ، فلما قدم لأنفه الياسمين قال : لقد وقعت في حيرة ، فأيها أقدِّم ، وأيها أحبذ ؟ فما كان منه إلا أن جمع باقة منها جميعا لكي لا يحرم من رائحة الجميع .
أو كالذي قدم له أصناف من الطعام الشهي ، فلما أكل من الأول قال سأكتفي بهذا ، فلما ذاق الثاني قال : لماذا أحرم نفسي من هذا ، فلما قدم الثالث وذاقه قرر أن يجعل لمعدته نصيبا من كلٍّ .
واسمحوا لي أن أختم بهذا التشبيه الثالث ، وهو كمن أراد أن يتزوج ، فلما رأى الأولى سحر بجمال وجهها ونعومته ، وزاد جماله تلكما العينان الساحرتان الكحلاوان ، فلما أراد أن يتم بحثه حتى لا يندم - فهذه زيجة العمر - رأى أخرى فطار صوابه بطولها ، وقدها المياس ، فقال : هذه ، لا غيرها!! فلما تذكر قول المثل : ( الثالثة هي الثبَّاتَة ) أراد أن لا يفوته فضل تطبيق هذا القول ، فنظر للثالثة ، فإذا بها صنو القمر ، يتلألأ وجهها بريقا كبريق النضار ( الذهب ) . أتعلمون ماذا فعل ؟؟؟
لقد تزوج الثلاثة معا .
والله يعين ويستر .