عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 14-09-2004, 02:58 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

لقد أنكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه الذين قتلوا من عنده شبهة إسلام لعظم الدماء والأرواح عند الله أن تزهق بغير حق.
يقول أسامة بن زيد - رضي الله عنه -: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الحرقة من جهينة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف عنه الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: "يا أسامة، أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله" قلت: يا رسول الله إنما كان متعوذاً – أي قالها: ليتقي سيوفنا – فقال - صلى الله عليه وسلم-: "أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله" قال أسامة: فما زال يكررها عليّ حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم" [متفق عليه].

فانظر إلى هذا الموقف، على الرغم من أنه كان في جهاد حق، وقتل رجلاً مشركاً في ظاهره ومحارباً لهم، أنكر النبي - صلى الله عليه وسلم - قتله لشبهة إسلامه، فكيف بمن يقتل المسلمين الغافلين بشبهة باطلة، أو لدعاوى فاسدة، مع أنهم مسلمون يصلون ويصومون ويزكون.

إن أمر الدماء عند الله عظيم، فقتل الكافر بغير حق جرم عظيم، وقد روى البخاري حديث عمر - رضي الله عنه -: "من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة".
و لقد عد موسى - عليه السلام - قتله لرجل من آل فرعون كافراً خطأً معصية يعتذر بسببها عن الشفاعة العظمى يوم القيامة، وقال كما حكى الله في القرآن: "فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ" (الشعراء:20)، وثنى إثر مقتل الرجل بقوله: "رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ" (القصص: من الآية16)، وكل ذلك يدلك على أن سفك الدماء المعصومة بغير حق ورطة كبرى وجريمة عظمى.

وأما يفعله هؤلاء الخوارج ، فالتاريخ شاهد على مثل هذه الفتن، فالخوارج ابتدأت بدعتهم يوم أن أنكر كبيرهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قسم، وانتهت بقتل الخليفتين الراشدين عثمان وعلي - رضي الله عنهما - وقتل عدد كبير من أجلة الصحابة والتابعين.

الشيخ / فهد العيبان ( بتصرف )
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }