عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 13-11-2006, 08:04 PM
abunaeem abunaeem غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 660
إفتراضي حوار جديد مع الشيخ : صبحي الطفيلي

الطفيلي لـ «الرأي العام»:

إيران خطّطت للحرب الأخيرة و«حزب الله» نفّذ ونتائجها أنهت المحكمة الدولية... وقد تطيح الحكومة ومجلس النواب

13/11/2006

بيروت - من عفيف دياب: اعلن الامين العام السابق لـ «حزب الله» الشيخ صبحي الطفيلي ان ايران كانت تخطط للحرب التي حصلت في يوليو الماضي، و«حزب الله نفذ»، لافتاً الى ان «لايران مصلحة في هزّ العصا، وأرادت ان تقول ان في استطاعتها ان تهزّ الدنيا من طهران فترتجف العواصم بحكامها مما يجري على خطوط المواجهة مع العدو الاسرائيلي».
واذ اكد انه يرفض «ألا تكون قضايانا المركزية المقدسة هي الغاية الحقيقية»، ولفت الى «ان هذه مسألة ضارة إن كانت من طهران او غيرها»، وقال: «اذا ارادوا فعلا ان يحرروا قدسنا فليشرّفوا واهلا وسهلا بهم، وانا اول الحاضرين للتضحية بكل شيء من اجل القدس. ولكن لا نقبل بان يحرّك أحدهم الجبهة في لبنان لان هناك نزاعاً ما او الماً ما في الخليج، ولانه أراد ان يزعج صاحبه، فلسنا صدى لالم ما في مكان ما من العالم. نحن هنا الجبهة الحقيقية، وهذه الجبهة للاشراف وللكرام، وهؤلاء اسرائيليون وقاتلناهم شهرا، جيد ولكن توقفنا. يجب ان نقاتلهم دائما وليس شهراً (...) ولا يمكن ان تكون شريفا في لبنان وعميلاً في العراق».
وقال في حديث الى «الرأي العام» «إن الشيعة في لبنان في شكل عام هم تحت العباءة الايرانية بحكم المال الايراني والحماية، والسنّة زعامتهم معقودة في شكل او بآخر لآل الحريري في لبنان، وباقي الطوائف في لبنان اصبحت تميل لهذا الفريق او ذاك»، لافتاً في هذا الاطار الى «ان بعض تجليات الصراع الايراني - السعودي نراه في لبنان».


وفي ما يأتي نص الحوار كاملاً:


ما قراءتك للاوضاع في لبنان بعد العدوان الاسرائيلي الاخير؟

- من الواضح ان الوضع في لبنان لا يذهب نحو الاستقرار ولا نحو التفاهم بين اللبنانيين بل على العكس، الوضع في شكل عام في لبنان يتجه نحو وجوه اخرى من الصراع. وهذا طبيعي ليس لان المتكلمين باسم الطوائف غير جديين في تسوية نزاعاتهم وخلافاتهم فقط، بل هناك شيء اهم واخطر، وهذا شأن لبنان منذ ما يزيد على قرنين من الزمن او نحو قرنين. فاليوم طوائف لبنان، كما كان الحال في السابق، تنتمي الى تيارات والى دول خارجية، وكل طائفة تسعى كما كل فئة وحزب ويكاد ان يكون كل مختار ورئيس بلدية ايضاً، الى الارتباط بدولة ما ويتعهد بتنفيذ غاياتها وسياساتها، وفي المقابل هي تتعهد بحمايته. وكما هو معروف فان لكل من الاميركيين والفرنسيين والايرانيين والسعوديين وايضا لسورية مناطق نفوذ في لبنان، ومن الطبيعي ان هذه الدول تفتش عن مصالحها، ومن الطبيعي ايضا ألا تهتم بمصالح اللبنانيين.

• انت متشائم؟

- لست متشائما، هذه الحقيقة.

• أفق الحل اذاً مسدود في لبنان؟


- افق الحل ليس في يد اللبنانيين بل في يد الاطراف الدوليين والاقليميين. وهؤلاء الاطراف، اذا افترضنا انهم سيتفاهمون، يمكن ان تحل المشكلة في لبنان. لكن الجميع يعلمون ان هؤلاء الاطراف ليس من السهولة ان يتفاهموا، بل المناخ بين هذه الاطراف تصعيدي ويحكمه صراع مستمر وهذا سينعكس على لبنان. ولهذا في استطاعتنا ان نقول ان الشأن السياسي في لبنان اليوم، او الاوضاع السياسية في لبنان، حبلى وتنتظر ان تضع مولودها المأسوي في اي لحظة.

• برأيك هل سيكون المولود حربا اهلية؟

- عليك ان تسأل اصحاب الشأن خارج لبنان، وان تسأل اصحاب القرار في القتال والحرب في لبنان، وهم ليسوا لبنانيين قطعا، وهذه الحقيقة!

• يعني ان اللبنانيين اداة بيد الخارج؟

- هؤلاء فقط للموت، وسبق ان فعلوا ما يفعلونه اليوم في الماضي القديم والحديث، وشأنهم ان يموتوا لخدمة مصالح واهداف ومطامع الدول الاخرى، وحين ترى تلك الدول ان من مصلحتها ان تقف الحرب في لبنان تتوقف الحرب فورا.

• ما المخرج من هذه الحال؟

- هناك صيغتان للخروج مما نحن فيه. الأولى ان نحدد طبيعة دورنا في المنطقة كجزء منها ونخوض معركة استقرارها وتطهيرها من كل التدخلات الدولية، اي بمعنى اخر نحدد موقفنا من موضوع الوجود الاسرائيلي في فلسطين والوجود الاميركي في العراق ونقول ان هذه منطقتنا ونحن اولى بها، وحينها يصبح لبنان جزءاً من منطقة مستقرة لان الشرق اليوم غير مستقر وهو مضطرب لانه محتل بطريقة او بأخرى. ولبنان من هذا الشرق، وهذا حل صحيح ولكنه ليس في الامد القريب، ولا للأمد شبه القريب او الوسط، وانما هو حل قائم ولكنه يحتاج الى زمن طويل. اما الحل الثاني، وهو ايضا شبه حلم، فيتمثّل في ان يقلع جميع اللبنانيين عن الارتهان للخارج ويتعاهدوا فيما بينهم على ان يتعاونوا على بناء بلدهم وحماية ارضهم وشعبهم. ولكن هذا الامر كما قلت اشبه بالحلم، لهذا لبنان اليوم ليس دولة وليس نظاما وليس شعبا، لبنان اليوم هو مجموعة من المستأجرين لاغراض دولية واقليمية.

• جميع الاطراف من دون استثناء؟

- نعم، جميع الاطراف من دون استثناء

• اذن كل الحوارات والمشارورات برأيك لا طعم او لون لها؟

- هذه لتقطيع الوقت وإلهاء الناس وخداعهم والايحاء لهم بالعظمة والشأن والحركة الاعلامية. الكل يعلم ان هذا ليس له طعم.

• هل تتخوف ان يصل لبنان الى مرحلة الصِدام يوماً ما؟

- سيأتي الاسوأ. ولكن طبيعة هذا الاسوأ ليست بالضرورة حرباً اهلية او حرباً مع العدو الاسرائيلي او حرباً من هنا او هناك، او حرباً مع قوات دولية او تقسيم البلد الى كانتونات كل طائفة في كانتون. المهم ان هناك احتمالات كثيرة حتى نقف على حقيقتها ويجب ان نقرأ ما في ذهن الادارة الاميركية.

• وهل في رأيك ان في ذهن الادارة الاميركية تفجير حرب اهلية بين القوى اللبنانية المرتهنة للخارج كما قلت؟

- الاميركيون عندهم رؤية ليس للبنان فقط، بل للشرق الاوسط في شكل عام. ولبنان هو تفصيل صغير جزئي متواضع في الخريطة السياسية والبرنامج العملي للاميركيين، ويمكن ان ينقلوه (لبنان) من مكان الى آخر بحسب الحاجة. الاميركيون اليوم بعد الحرب العالمية الثانية بدأوا يرثون العالم، المستعمرات اولا، وهم اليوم على مشارف ان يرثوا حتى الدول التي كانت مُسَتعمرة. وعلى ما يبدو ان الاميركيين يعتمدون، او بدأوا، يعتمدون سياسة التناحر الطائفي في المستقبل القريب، فيغذون الجاهلية السنية والشيعية. وما يجري في العراق لا يخرج عن دائرة التوجيه الاميركي، وللاسف الشديد ان الكثير من الدول العربية والاسلامية منخرطون في هذا النزاع ويعلمون ان هذا يخدم السياسة الاميركية.

• بما في ذلك ايران؟

- بما في ذلك ايران والسعودية.

• واين سورية في هذا الامر؟

- الدور السوري في الحقيقة دور اعلامي اكثر مما هو فعلي او حقيقي. يعني ان الحضور السوري في العراق تستطيع ان تقول عنه متواضعاً جدا، هذا إذا بالغنا في هذا الحضور. الحضور السوري في العراق امني بينما الحضور الاخر، الايراني والسعودي، حضور مذهبي فعلي.

• ايعني ذلك ان ايران والسعودية تسيران في المشروع الاميركي بطريقة غير مباشرة؟

- انهما تسيران في المشروع الاميركي في العراق بطريقة مباشرة، وتساهمان فيه وفي اقتتال المسلمين في العراق. للاسف الشديد هذا امر خطير جدا. وكان على هاتين الدولتين وغيرهما ان يعملوا لوحدة صف المسلمين في العراق وجمع الشمل وإبعاد الفرقة وطمأنة بعضهم البعض، ولكن يبدو ان مصالح الاميركيين هي الاولى. وطبعا للاميركيين خذ مثلا حديث الملك الاردني (الملك عبدالله الثاني) عن الهلال الشيعي من ايران الى لبنان أهداف لاثارة مخاوف السنّة، وحديث الرئيس المصري حسني مبارك عن الولاء الشيعي لايران في العالم العربي لاثارة الحفيظة السنية. وبالامس القريب كانت هناك محاضرة لاحد مساعدي وزيرة الخارجية الاميركية في استراليا، تحدث عن نتائج الحرب في لبنان وانها اثبتت ان الخطر الشيعي على السنّة كبير، وان على السنّة ليحفظوا مستقبلهم ووجودهم وحاضرهم عليهم ان يتحالفوا مع الاميركيين والاسرائيليين لحماية انفسهم من الخطر الشيعي، وكذلك ذكرت هذا الامر وزيرة الخارجية الاسرائيلية لاحقا. وهذا كله يعطي انطباعا عن طبيعة المنحى السياسي والمخطَّط له من الادارة الاميركية. المشكلة اننا لا نعتب فقط على هؤلاء صغار الكسبة الذين يتناحرون في العراق، لكن نتألم من كبار الكسبة الموجودين في الرياض وطهران.

• ما المطلوب من الرياض وطهران لحل ازمة الاقتتال في العراق؟

- هما يدعيان انهما قيمان على المسلمين. وانا اسأل لماذا لم يجتمعا ويحلا مشاكلهما فيما بينهما ويشكلان معا منحى توحيديا بين المسلمين؟ نحن نعرف ان 99 في المئة من الخلافات الحقيقية السنية والشيعية، ليست لها علاقة لا بالقرآن الكريم ولا برسول الله (صلى الله عليه وسلّم) ولا بديننا، هي مجرد مخلّفات لفترات صراع السلاطين الشيعة والسنة من أتراك ومماليك وبني العباس ومغول وصفاويين وفاطميين الخ... مسألة صراع دنيا وليس دين، ولا علاقة لها بالدين وغالبية المسائل الدينية ليس عليها خلاف. من هنا على ايران والسعودية بشكل اساسي، والدول الاسلامية والعربية الاخرى، إن كانوا يريدون خيرا للمسلمين ان يجتمعوا ويوحدوا صفوفهم. انا اضرب مثالاً بسيطاً على حجم اللامبالاة، او بالاحرى حجم الرغبة في الخلاف، فهل يعقل اننا حتى اليوم لا نستطيع ان نتثبت من رؤية الهلال لشهر رمضان او ان كل فريق يحب ان يخطف مجموعة من المسلمين ويقول انا زعيم على هؤلاء، فأفرض عليهم الصوم متى اشاء وافرض عليهم الافطار متى اشاء وهم اتباعي واشياعي؟ الامور اليوم هكذا، والا ما المشكلة؟ ليست هناك مشكلة ان تشكل لجنة من اهل الخبرة والعلم والمعرفة وتتثبت من رؤية الهلال وتقول انه مثلا ثبت لدينا رؤية الهلال في المكان الفلاني على الأفق الفلاني في الزمان الفلاني.
حتى هذا لا يحدث، هذا دليل ماذا؟ دليل نية حسنة ورغبة في وحدة المسلمين؟ لا، اليوم في العراق المسلمون، سنّة وشيعة على السكين، وتحت السكين يوميا، ونتباهى بقطع رؤوس المسلمين، ونتباهى بقتلهم في الاسواق والمساجد ونتسابق اي فريق استطاع ان يدمّر من مساجد الفريق الاخر اكثر. هل هذا معقول؟ انها مساجد الله وانتم مسلمون

• هل نفهم ان هذا الاقتتال في العراق يتم بتحريض مباشر؟

- لنكن اكثر دقة. هذا مشروع اميركي ومموَّل منها، واميركا تملك عصابات منظمة من الشيعة والسنة في العراق لتنفيذ هذه الامور. ايران والسعودية تتماهيان مع المشروع الاميركي تماما. والاميركيون لم يدخلوا العراق الا بعد التنسيق مع الايرانيين واخذ المواثيق والاطمئنان الى ان الايرانيين لن يحركوا من يستطيعون تحريكهم ضدها في العراق. اليوم لو ارادت ايران فعلا ان ترفع الحظر عمن يطيعها في العراق وتسمح لهم بمحاربة الاميركيين، لكان الجيش الاميركي رحل من العراق منذ زمن، ولكان تحوّل الى مقبرة حقيقية للاميركيين، لكن الامر واضح، الايرانيون ما كانوا يخجلون من هذا، هم كانوا يجلدون المنظمات والاحزاب العراقية حتى تذهب وتنسق مع الاميركيين. انا لا أتحدث عن تخمين او احتمالات، بل عن معلومات وكشاهد عيان عن هذا الامر.