[صلاح الدين القاسمي]

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه
و سلم .
***
الإخوة الكرام و الأخوات الفاضلات في الخيمة العربية : السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
أما بعد ،
فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه أن مـــن على أخيكم العبد الضعيف ، خاط هذه الأسطر ، بالرجوع إلى هذا المنتدى الذي احببناه بالرغم من كل شيء ...
كالوطن الصغير - القطر الذي كل واحد منا كتب الله أن يكون فيه -
او الوطن الكبير الذي شرفنا الله جميعا بالإنتماء اليه - وطن الإسلام و المسلمين - :
الكل مطالب شرعا و فطرة بمحبة الوطن بالرغم من كل الأشياء التي تحدث فيه سواء من الراعي أو الرعايا و التي قد لا تعجبنا ...
و لكن هل يمكن أن نجلد ذواتنا صباحا و مساء ؟
و نعلنها حربا لا هوادة فيها بيننا لمجرد الإختلاف ؟

أيها الأحبة في الخيمة العربية :
من البداهة تذكيركم أن الإختلاف في الرأي سنة إلاهية جارية إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ...
بل الإختلاف موجود حتى في العقل و الجسم و الإستعدادات الروحية بين أخوين توأمين ، فمابالك بغيرهما ؟

و التحدي الحقيقي للجميع هو كيف نمارس هذا الإختلاف دون أن نقلبه إلى كوارث تأتي على الأخضر و اليابس ، على الضحية البريء و المجرم المتربص ،على العالم و الجاهل ؟؟؟

إننا نعيش جميعا ، أحس بذلك من أحس أو جهله من جهل ،
نعيش في قارب واحد ...
البعض منا توطن شرق القارب و الآخر غربه ...
البعض أعلاه و الآخر أدناه ...ولكن كلنا نقول :
لا إله إلا الله محمد رسول الله .
و هذا القارب يمر هذا العصر في بحر محيط ...عاتية جدا أمواجه ...
و شديدة عواصفه و أنواءه ...
أما عن قراصنته المتربصين بنا فحدث و لا حرج .

لا أريد أن أطيل عليكم بما يعتلج بالتأكيد في صدر كل واحد منكم أيها الأحبة ...
فقط أردت أن أذكر نفسي و إياكم بالثوابت في ديننا :
الأخوة الإسلامية
و الخلق المحمدي الإسلامي ...

دعوة للإرتفاع بالحوار إلى مستويات أخلاقية أرفع ...
دعوة للتحابب في ما بيننا لأننا جميعا ، بإذن الله و فضله ، مسلمون ...
دعوة للتركيز أكثر على ما يجمعنا و يقربنا ، في هذا الوقت الذي تداعت فيه علينا الأمم ...
دعوة للتذكير بتوصيات ربنا سبحانه لنا بالتواصي بالحق و التواصي بالصبر و الإعتصام بحبل الله و عدم التفرق ...
دعوة للتذكير بوصايا الرسول القائد لنا جميعا ، و لا قائد لأحد منا سواه صلى الله عليه و سلم ، بإتقاء الفتن و التراحم في ما بيننا و الكلمة الطيبة ...

و للحديث تتمة إن شاء الله تعالى ،و أستغفر الله لي و لكم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ...

أخوكم : صلاح الدين القاسمي