[أبو إيهاب]

أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس من أمتي ، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا . فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فنيت حسناته ، قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه . ثم طرح في النار
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2581

1 – ذكرت الحديث الشريف أعلاه لأنه العمدة فيما سأذكره بعد .

2 – إساءتك لأخيك لن تفيدك ولن تضيف مقتنع لقولك ، إلا من هو على خطك الذى قد يكون غير صحيح . وهذا السباب يعتبر تزكية لنفسك ، وقد نهانا سبحانه وتعالى عن أن نزكى أنفسنا "....... هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى" .

3 – حينما تكون الإساءة شفهية أى وجها لوجه ، فستأثم عليها إثما واحدا ، أما إذا كانت كتابة تعرض على آخرين فالإثم يكون فى تزايد ... كعداد التاكسى الذى أطلق ليعمل ، ولن يتوقف تراكم الإثم إلا بزوال ما كتب على الإنترنت ... وكذلك تراكم الحسنات لمن سببته ، فأنظر أين تقف أنت ؟؟؟ وأعلم أنك فى الحالة الثانية أنت الرابح ربحا كبيرا جدا ، وفى الحالة الأولى أنت الخاسر خسرانا ما بعده خسران .

4 – نظرا لأن السباب والتعليقات الغير ملائمة معروضة ليقرؤها الجميع من جنسنا ومن أجناس أخرى فهى صورة قميئة تدل على التخلف وعلى أننا كأمة غير مؤهلين لأن نأخذ موقعا مناسبا بين الأمم الأخرى .

5 – أخيرا ... أوصيكم بألا تستهينوا بالموضوع ولتعلموا جميعا أن الله سبحانه وتعالى لا يغفر الذنوب ضد العباد إلا بمغفرة العباد لها ... وكونوا على يقين بأنكم لستم أهلا لتصنيف الناس ، فقد يكونوا أفضل منكم وأنتم أدنتموهم بالخطأ ، وذلك لأننا محدودون فى معرفة حقيقة الخلق ، وحسابهم فقط على الله سبحانه وتعالى ، فلا تنازعوه سبحانه هذا الحق .