عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 11-07-2000, 01:58 PM
المعتمد بن عباد المعتمد بن عباد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 392
Lightbulb كواشف الظّلمات

طلبت منّي الأستاذة ميموزا رعاها الله أن أزوّدها بما يمكنني الحصول عليه من قصائد الشّاعر الدّكتور عبدالرحمن العشماوي ممّا لم ينشر .فاستجبت لطلبها على ما فيه من مشقّة لشخص بطيء الكتابة مثلي ولعلّ الله ييسّر كتابة البقيّة فيما بعد.
وبالمناسبة أجيب عن ذلك السّؤال وأقول نعم لقد منع من التّدريس في الجامعة ولا أدري إن كان أعيد إليها أم لا .
وكان السّبب كما تعلمين قصيدة (رسالة إلى فرعون) بعد (رسالة إلى البائع الخاسر)

كواشف الظلمات – شعر : د.عبد الرحمن صالح العشماوي
الرياض – الازدهار 21/1/1421هـ
(( مع التحية إلى كلّ بقعةٍ من بلادنا الغالية ))
قلمي وأوراقي وحبر دواتي *** ومنابع الإلهام في نبضاتي
وقصائدي العطشى إلى ألحانها *** وإلى الرحيق العذب في كلماتي
وسوانح الذكرى التي لا تنتهي *** حتى تحرّك كامن الخطراتِ
والكعبة الغرّاء يحمل قلبها *** أسمى معاني الطهر في الصلواتِ
ومآذن البيت الحرام ، شموخها *** رمزٌ لمجد رعيّةٍ ورعاةِ
وجبال هذي الأرض وهي شوامخٌ *** ووهادها والرمل في الفلواتِ
والنخل فيها باسقاتٍ ، طلعها *** طلعٌ نضيدٌ فاض بالبركاتِ
ورياضها الغنّاء تروي قصّةً *** لأصالةٍ عربيّةِ القسماتِ
وشموخ قافيتي وعطر حروفها *** وسمو ما فيها من الومضاتِ
تهدي إلى بلدِ الرسالةِ والهدى *** أزكى تحايا حبّها العطراتِ
وإلى الرجال الصاعدين إلى العلا *** بعزيمةٍ وتألّقٍ وثباتِ
ممن يصونون الجزيرة من لظى *** نار الخلاف ومن جنوح بغاةِ
ويرون نور الحقّ أبلج واضحاً *** كالشمس حين تلوح في الضحوات
ويسافرون إلى مدائن عزّهم *** بتلاوة الأنفال والحجراتِ
وبرفع راية هذه الأرض التي *** لم ترتفع إلا بعزم أباةِ
وإلى النساء رعين كلّ فضيلةٍ *** وأبين أن يسقطن في الهفواتِ
إني أناديهم ، ووجه قصائدي *** طلق المحيّا مغرق النّظراتِ
يا رافعين لواء منهجنا اثبتوا *** فالمجد يعشق ثابت الخطواتِ
لا تيئسوا مما تراه عيونكم *** من أوجهٍ ممسوخة القسماتِ
فبلادكم حصن الفضيلةِ لم تزل *** تبني قلاعاً في وجوه غزاةِ
هي قلعة الإسلامِ ، من بطحائها *** كان انبثاق (كواشف الظلماتِ)
هي في خضمّ الموج خير سفينةٍ *** تجتاز ما في البحر من عقباتِ
تجري بنا في كل موجٍِ عاصفٍ *** وبها نخوض مجاهل الغمراتِ
ونصدّ من يسعى ليخرق أرضنا *** ونصونها من عابدي الشهواتِ
ممن يثيرون الزوابع حولها *** ويعرّضون الدين للهجماتِ
ويهرّبون إلى عقول شبابنا *** فِكراً دخيلاً بائن الشّطحاتِ
نادوا بتحرير النساء ، وإنما *** غرسوا لهنّ الشّوك في الطّرقاتِ
نصبوا الشباك لصيدهنّ ووزّعوا *** قصد التّآمر زائف البسماتِ
لبسوا لبوس المنقذين وإنما *** ستروا بما لبسوا قلوب جناةِ
أبيوتنا سجنٌ ، وما فيها سوى *** حبٌّ يظلّ بنينها وبناتِ
أبيوتنا سجنٌ ، وفيها واحةٌ *** خضراء تمنح أطيب الثمراتِ
كذبت دعاوى المبطلين فإنما *** تشكو تعاستها بيوت عصاةِ
ممن يميتون الليالي بالهوى *** وأمامهم سيلٌ من القنواتِ
يا شاربين الوهم في كأس الرّدى *** ستزيدكم عطشاً عيون سقاةِ
رحلت بكم أهواؤكم وستنتهي ** خطواتكم في الدّرب بالعثراتِ
أتحرّرون نساءنا من ديننا؟ *** عجباً لهذي الأنفس الجشعاتِ
إن النساء مدارس الجيل الذي *** يقضي بهمته على الأزماتِ
في ديننا حرّيةٌ محمودةٌ *** ترقى بهنّ أعاليَ الدّرجاتِ
يا من يسافر في مدائن لهوهِ *** سفرَ العناءِ المرّ والحسراتِ
أرأيت أمراً يستقيم على الهوى *** وعلى جنوح الطبع والنزواتِ
إن كنتَ ممن يركبون ضلالهم *** فلنا أعزّ الخيلِ والصّهواتِ
ركضت بنا في ساحِ كلّ فضيلةٍ *** والمجد يرقبنا من الشّرفاتِ
فتحت لنا بوّابة الأمن التي *** كانت تغلّقها يد النّعراتِ
ما أخلفت أرض الجزيرة وعدها *** للمجدِ منذ انهدّ ركن (مناةِ)
هي منبت الأخلاقِ يأبى طبعها *** أن يستجيب لساقطِ الدّعواتِ
جُبلت على رمي الدّعاةِ إلى الخنى *** والفسقِ مثل الرّمي للجمراتِ
هذي بلاد الخير ، ترفع رأسها *** برجالها ونسائها الخفراتِ
هذي بلاد الخير ، فيها مكّةٌ *** ومنىً ، وفيض النّور من عرفاتِ
لمّا تلاقى سيفها وكتابها *** سلمت عقيدتها من الشّبهاتِ
هذي روابيها تقول لمن نّوى *** كيداً بها أو رامها بشتاتِ
قد يكشف الله البلاء بدعوةٍ *** من قانتٍ لله في الخلواتِ

وتقبلوا تحيّات المعتمد

الرد مع إقتباس