عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 12-03-2006, 06:39 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

عندما تضعف أمة الإسلام فإن كلاب الأمم تطمع بخيراتها ومقدّراتها
بل تتجرأ إلى غزو ديارها
وإن كلاب الأمم بعامة لا يُجدي معها سوى لغة إلقام الحجر !
ولا يردعها سوى لغة ( خمس فواسق يُقتلن في الحلّ والحرم ) !ولا يردّها خاسئة ذليلة حقيرة إلا

منطق سليمان عليه الصلاة والسلام ( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ )

ولا يقطع دابرها سوى مقولة : ( مَنْ لِكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله )

ولا يردّها عما عزمت عليه غير منطق ( الجواب ما تراه لا ما تسمعه ) !

لقد كان هذا هو منطق أمير المؤمنين وخليفة المسلمين في زمانه هارون الرشيد يوم أطلقها مُدوّية من بغداد
لقد تجرأ نقفور ملك الروم فكتب ( مُجرّد كِتابة !!! ) إلى هارون ملك العرب أما بعد : فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق ، فحملت إليك من أموالها وذلك لضعف النساء وحمقهن ، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك وافتد نفسك وإلا فالسيف بيننا !
فلما قرأ الرشيد الكتاب اشتد غضبه وتفرق جلساؤه خوفاً من بادرة تقع منه ، ثم كتب بيده على ظهر الكتاب :
من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم !
قرأت كتابك يا ابن الكافرة ! والجواب ما تراه دون ما تسمعه .
ثم ركب من يومه وأسرع حتى نزل على مدينة هرقلة وأوطأ الروم ذلاً وبلاءً ، فقتل وسبى وذل نقفور ، وطلب الموادعة على خراج يؤديه إليه في كل سنة ، فأجابه الرشيد إلى ذلك .

لله أبوك يا هارون الرشيد !
ألا يوجد مثلك اليوم رَجُل رشيد ؟!!

والله إن الأمة بحاجة إلى مُخاطبة كلب الروم – اليوم – بهذا الخطاب ، وبهذه القوّة ، وبهذه اللغة .
وكم هو والله بحاجة إلى أن يُعرّف قدره .
إن طلب الروم يعيث اليوم في الأرض فساداً ولا هارون !
أليس مِنا القائد الرشيد ؟؟؟
بلى
ولكن الأمة استنوقت ! إلا من رحم الله وقليل ما هم .

يا ألف مليون تكاثر عدّهم = إن الصليب بأرضنا يتبخترُ
فالحرب دائرة على الإسلام يا = قومي ، فهل منكم أبيٌّ يثأرُ
إنا سئمنا من إدانة مُنكـرٍ = إنا مللنا من لسـانٍ يـزأرُ
يتقاسم الأعداء أوطاني على = مرأى الورى وكأننا لا نشعرُ
أين النظام العالمي ألا ترى = شعباً يُباد وبالقذائف يُقبرُ ؟
أين العدالة أم شعار يحتوي = سفك الدماء وبالإدانة يُسترُ ؟
ما دام أن الشعب شعب مسلمٌ = لا حل إلا قولهم : نستنكرُ !
يا أمتي والقلب يعصره الأسى = إن الجراح بكل شبرٍ تُسعِرُ
والله لن يحمي ربى أوطاننا = إلا الجهاد ومصحف يتقدّر

لقد تعادت كلاب الرّوم على أمتي

لقد عادت الرّوم في عتمة الليل = ولم يُحسن المسلمون البدارا

ولقد عَوَت بنا ذئاب الروم

تعدو الذئاب على مَن لا كِلاب له = ويتّـقين صولة المستأسد الضاري

فمتى نسمع زئير المستأسد الضاري ؟؟؟
عسى أن يكون قريبا .

كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم