عرض مشاركة مفردة
  #42  
قديم 07-12-2005, 01:23 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Wink

أخوتي إن ما تكتبونه وتعصبكم الزائد عن الحد لا يخدم سوى اليهود ومن تبعهم من طابور خامس وما نحوه ومعروفة مصادر الكتابات المنقولة من الحاقدين على الشرف والأمانة ... لن أدافع عن أشخاص ولن أبرئهم لأنهم ليس متهمين ما لم يثبت العكس ولكنكم تتهمون بلد كامل وشعب كامل قدم التضحيات تلو التضحيات والمقاومة التي كانت تدعي أنها مقاومة وهي بالعكس من ذلك كلياً كانت أطماعها تتجاوز الحدود بعد أن وجدت دعماً من بعض الخائفين على كراسيهم وأخذت تتيح المكائد للأسف الشديد التي لم تكن موظفة للعدو المعروف ولكن لدي الكثير ما أقوله وآثرت دائماً ألا أتعرض لأحد بكتاباتي سواء بقولي المباشر أو وأنا وراء إسم مستعار ولي آراء كثيرة ووجهات نظر كثيرة فيما يكتب هنا وهناك ولكن في هذه المواضيع أدع الخلق للخالق ...
أخوتي من أروع الأساطير التي يمكن للإنسان أن يجعل منها حكمته الرائعة ودرسه الذي لا ينساه أبداً تلك التي قصها على مسامعي والدي رحمه الله وأنا طفل صغير فيقول : ان الشمس والرياح اختلفتا فهذه تقول أنها أقوى وأفضل وأشد بأسا وتلك تزعم هذه الصفات لنفسها دون الأخرى ، وأخيرا قالت الرياح للشمس أترين هذا؟ وأشارت إلى رجل عجوز كان حافي القدمين متدثراً بمعطفه - أتحداك - أن تجعليه يخلع معطفه بأسرع مما أستطيع ، فقبلت الشمس التحدي وأهابت بالرياح أن تثبت قولها، وأسرعت الشمس فاختبأت وراء غمامة ثقيلة بينما زمجرت الرياح وراحت تصول وتجول ولكنها كلما ازدادت عصفا كلما أحكم الرجل معطفه حول جسده وشد اطرافه غليه .. فلما يئست الرياح سلمت بإخفاقها وألقت سلاحها ، هناك بزغت الشمس وراء الغمامة وابتسمت في دعة ورفق للعجوز ومدته بالدفء فما لبث أن تخلص من معطفه وعندئذ قالت الشمس للرياح : " إن للرفق قوّة وللين قوة تفوق ما للعنف والغضب " .
فرفقا ببعضنا البعض وللنظر إلى حسنات بعض أيضاً ولليس للجانب السيء فيذهب السيء بأدراج الحسن ولنترفع عن الشتم والقدح والذم ، وإنما ننقد والنقد يكون بذكر الحسنات والسيئات ونتقي الله فيها ، أما التعصب الأعمى والإنتقاد من أجل الإنتقاد فلا يؤدي إلى نتيجة ...
إن أخلاق االمؤمن سامية جداً عند الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام حيث يقول: (إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق) فهي غاية بعثة الرسول والهدف الأسمى إذ يقول الحق جل : "وما أرسلناك إلا رحمة للعلمين " (الأنبياء 107) ... فهل سمعتم إخوتي عن الصدقات الأخلاقية!؟ إنها صدقات لها مذاق خاص ...!! يقول النبي صلى الله عليه وسلم :"تَبسُّمك في وجه أخيك صدقة" .. فنحن بحاجة لفهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من جديد .. إننا نحفظ هذا الحديث عن ظهر قلب، ولكن هل نستشعر معناه... هيا لا تبخل بالابتسامة وتصدق...!! وإليك تكملة الحديث:"تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وإفراغك منك دلوك في دلو أخيك لك صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وأعظم الصدقة لقمة يضعها الرجل في فم زوجته" ... حقاً إن مفهوم الصدقات قد تغير الآن ... فإنها تؤدي إلى أحسن الأخلاق، ومعناها اللطيف "صدقات أخلاقية" لهو إسم على مسمى ...

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع له، قال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا: وقذف هذا، وأكل مال هذا، وضرب هذا وسفك دم هذا، فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل يقضى ما عليه أُخذَ من سيئاتهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار" إن ما أود قوله من هذا أخوتي أن الأخلاق والعبادات لا انفصال بينهما وإليكم هذه المفاجآت.. إنها من كتاب الله القرآن الكريم ... حيث تجد أن الله يتحدث عن صفات المؤمن بقوله عز وجل في سورة المؤمنون: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) <عبادة> وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) <خُلق> وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) <عبادة> وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) <خُلق> إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) <خُلق> وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) <عبادة>...
وقوله تعالى في سورة الماعون: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) <عبادة> الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7) <خُلق> ...
فما علاقة الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) بـ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7) !؟
إنها علاقة التكامل بين الأخلاق والعبادات ... سبحان الله
يقول النبي عليه الصلاة والسلام:" إنكم لن تَسَعوا الناس بأموالكم، فسَعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق"
كان من دعائه أيضاً: "اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت" بالرغم من قول الله :"وإنك لعلى خلق عظيم"القلم 4
ومن أدعيته العجيبة أيضاً :"اللهم كما حسنت خَلقي فحسّن خُلُقي"...
وصدق الله تعالى إذ يقول في سورة الأحزاب ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة))..
ويقول رب العزة:"وجادلهم بالتي هي أحسن"النحل 125
من هنا أدعوكم إلى الترفع عن تلك الكلمات التي لا تؤدي إلى نتيجة والتحقق من المصادر جيداً قبل أن أحارب أخوة لي بدل من إستغلال وقتي فيما هو مفيد ونافع لمصلحة الإسلام والمسلمين .. إذ يقول رب العزة ""يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات"...
واخيراً إخوتي انظروا ماذا فعل أخوة يوسف بسيدنا يوسف وماذا قال لهم في النهاية قال :وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)

والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________