عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 18-01-2007, 08:33 AM
بلوشستاني للأبد بلوشستاني للأبد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 177
إفتراضي أهل السنة والجماعة في إيران (الحلقة الأولى)

أهل السنة والجماعة في إيران (الحلقة الأولى)






حقائق تاريخية:

قال أحد المستشرقين: "لولا الصفيون في إيران لكنا اليوم في فرنسا وبلجيكا وأوربا نقرأ القرآن كالجزائريين".


التمهيد:


صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: "لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس أو قال: من أبناء فارس".


وفي رواية ثانية قال أبو هريرة: "كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ: ﴿ وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ﴾ [1] قال رجل من هؤلاء: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يراجعه النبي صلى الله عليه وسلم، حتى سأله مرة، أو مرتين، أو ثلاثاً، قال: وفينا سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان، ثم قال: ( لو كان الإيمان بالثريا لناله رجال من هؤلاء ).[2] هذا لفظ مسلم.


ولفظ الترمذي: ( والذي نفسي بيده لو كان الإيمان بالثريا لتناوله رجال من هؤلاء ) [3].


وفي رواية أحمد بلفظ: ( لو كان العلم بالثريا لتناوله أناس من أبناء فارس ) [4].


لا يخفى على حضراتكم أن لبلاد فارس تاريخاً مشرقاً وماضياً يفتخر به كل مسلم حيث كانت مركز العلم وموطن المحدثين والفقهاء والشعراء، موطن الإمام مسلم والحاكم ابن عبد الله النيسابوري، والإمام الطبري، والإمام الغزالي، والإمام الفخر الرازي، والسرخسي والبيروني، والشهرستاني، والفارابي، وسيبويه، وغيرهم.


بل كانت - مدن المشرق خاصة - معظمها من المراكز الرئيسية لرواة الحديث، ولا سيما منطقة خراسان الواسعة التي كانت تشمل: بست، وهرات، نسا، بلخ، بخارى، سمرقند، ومرو، جرجان، نيسابور، سرخس، وشهرستان، وأضف إلى ذلك: الري، وطوس، وغيرها.


فكانت هذه المدن دار الآثار وكان لأهلها اليد الطولى في تدوين الحديث وعلومه، بل فاقوا وسبقوا غيرهم في جميع العالم الإسلامي بلا استثناء في القرن المذكور.


فلو استعرضنا المدونات في الحديث وعلومه، لرأينا أن معظم كتب السنة وكتب الرجال يعود الفضل في تأليفها إلى علماء هذه المناطق، فصحيحا البخاري ومسلم - وهما أصح الكتب بعد كتاب الله -والسنن الأربع، وصحيحا ابن خزيمة وابن حبان، ومعاجم الطبراني وغير ذلك من الكتب آثار أولئك الجهابذة العلماء، وفي هذا دليل واضح على سعة ثقافتهم العلمية التي انتشرت وعمت في تلك البلاد.


وبهذه المناسبة وقبل الدخول في الموضوع الأساسي أريد أن أعطي لمحة موجزة عن تاريخ إيران بعد شروق الإسلام، وسطع نوره فيها على مر العصور لنقف على حقائق تاريخية تحدد الفترة الزمنية لتقلب الأحوال فيها وتحول البلاد من السنة إلى الشيعة وهاهي أمامكم.


ونقسم الموضوع إلى فصلين، وخاتمة، وفي كل فصل عدة مباحث، وهي:


الفصل الأول: نبذة تاريخية عن إيران من بداية الفتح الإسلامي إلى عصرنا الحاضر.


1 - فتح إيران منذ شروق الإسلام.


2 - إيران في العصور السنية.


3 - إيران بعد سقوط الخلافة العباسية.


4 - كيف تحولت إيران من السنة إلى الشيعة، وكيف تمت الأغلبية لهم.


5 - هناك اتجاهان لتاريخ إيران.


الفصل الثاني: واقع أهل السنة قبل الثورة وبعدها.


1 - جغرافيا مناطق أهل السنة.


2 - السنة قبل الثورة.


3 - السنة بعد الثورة.


الخاتمة: نداء إلى مسلمي العالم.


والذي ذكرناه في استعراض سريع لما جرى من التحول التاريخي على أهل السنة، وندخل الآن فيما يمر على أهل السنة من أحوال صعبة وعيشة مرة لنبين الواقع التاريخي الحديث الذي يعيد ماضي الصفويين في ثوب جديد، وأشد مما كان.


1 - فتح إيران منذ شروق نور الإسلام:


إيران (فارس) كانت دولة مسلمة، عرفت الإسلام منذ شروق شمسه على شبه الجزيرة العربية حين أرسل محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة إلى كسرى فارس يدعوه إلى الدخول في الإسلام، دين الله الحق، الذي رضيه لعباده أجمعين، لكن ملك فارس أبى واستكبر، وكان من الخاسرين.


غير أن أشعة شمس الإسلام بدأت تتجه إلى إيران بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد بدأ الفتح الإسلامي لهذه البلاد في عام 13 هـ في أواخر عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، واستمر في عهد خليفته عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وحقق المسلمون نصراً مبيناً في موقعة نهاوند في عام 21 هـ، فسميت هذه الموقعة (فتح الفتوح)، لأن دولة الساسانيين لم تقم لها قائمة بعدها، فاستكمل المسلمون فتح سائر أرجاء إيران في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقتل يزدجرد الثالث آخر ملوك الساسانيين في عام 31 هـ فطويت صفحة الساسانيين وأصبحت إيران من ديار المسلمين.


وعاشت إيران في ظل الإسلام منذ شروق شمس الإسلام على جنباتها في عام 21 هـ إلى 907 هـ وهي سنية المذهب في عصور الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين وظلت سنية المذهب بعد سقوط الخلافة العباسية إلى أن قامت للصفويين دولة فيها في عام 906 هـ ثم أعلن الصفويون في عام 907 هـ المذهب الشيعي الإمامي مذهباً رسمياً لدولتهم، فأخذت إيران منذ ذلك التاريخ تصطبغ بالصبغة الشيعية، ولا تزال غالبة عليها إلى يومنا هذا.


2 - إيران في العصور السنية:


غلبت الصبغة السنية على إيران المسلمة ما يقرب من تسعة قرون من الزمان - من عام 21 إلى 907 هـ - لأن موقعة نهاوند التي سميت فتح الفتوح قد حدثت في عام 21 هـ وكانت موقعة حاسمة، لم تقم لدولة الساسانيين بعدها قائمة، فتحت بعدها أبواب إيران على مصراعيها أمام جند المسلمين، فأخذوا يسيطرون على الأقاليم الإيرانية المختلفة إقليماً في أثر إقليم، حتى تمت للمجاهدين المسلمين السيطرة على جميع أنحاء إيران في سهولة ويسر، ودون مقاومة تذكر بعد أن تمزق جيش يزدجرد الثالث آخر ملوك الساسانيين، وهرب إلى خراسان ومنها إلى مرو في إقليم ما وراء النهر في محاولة يائسة لجمع الجند، وانتهى أمره بالقتل عام 31 هـ فيعد هذا العام نهاية فعلية لزوال الدولة الساسانية، وإن كانت هذه الدولة قد زالت حقيقياً بعد موقعة نهاوند في عام 21 هـ.
__________________
ان يسرقوك{بلوشستاننا} من تاريخنا
لن ينزعوك من صدورنا{ بلوشستاني... الهوية و الانتماء..حتى الممات}
{هدفنا اعادة البناء و تصحيح المسار لهذة الصحوة}
:: احرام على بلابله الدوح،حلا ل على الطير من كل جنس::http://www.peakbagger.com/map/r434.gif