عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 21-06-2006, 04:52 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي

الإنسياق وراء الحجج الأمريكية
ولقد رأينا كيف أن بعضا من ذوى النفوس الضعيفة قد انساق وراء الطروحات الأمريكية بحجج ومبررات مختلفة "فهناك أمر واقع يفرض نفسه وعلى الجميع التعامل معه من أجل تحقيق الحاجات الضرورية للناس، تدبير لقمة العيش، وتحقيق الامان عن طريق الاحتماء بالطائفة التى يجب على رموزها الاشتراك فى العملية السياسية والحصول على أكبر قدر ممكن من الحقائب الوزارية وخصوصا الأساسية "الرئاسية"، وصولا الى تحقيق مصالح الطائفة وحماية أفرادها. ثم رأينا كيف التحقت بعض المنظمات السنية بالعملية السياسية التى كانت رافضة لها فى السابق، مع علمها الأكيد بأن انخراطها ذاك لا يمكن أن يخدم أحدا سوى المخططات الأمريكية ـ وكذا الفارسية ـ الرامية الى عزل المقاومة ثم تصفيتها. وعندما ظهر واحد من الرموز القيادية: الحزب الاسلامى السنى على احدى الفضائيات العربية التى تم "تسميتها" بشحوم "الوطنية" على مدار عدة سنوات كى تكسب ثقة المشاهدين تمهيدا لتسخيرها لاحقا، بالتأثير على آرائهم وهى تدس السم فى العسل.. عندما أطل علينا هذا القيادى ليتوجه بحديثه الى المقاومة الوطنية، مناشدا إياها الموافقة على الجلوس مع أمريكا على طاولة الحوار وبعبارات تنقط سكرا وعسلا، معترفا بالورطة التى غرقت فيها أمريكا فى العراق، مدعيا بأن أمريكا راغبة فعلا فى الخروج من العراق. وان كل ماهو مطلوب منها "المقاومة" هو ايقاف حالة الرعب الفظيع التى تعيشه الجماهير، وذلك بالسماح للعملية السياسية أن تأخذ أبعادها كى تنبثق عنها حكومة وحدة وطنية قوية وقادرة على توفير الأمان ولقمة العيش للمواطنين، وكذا من أجل توفير المناخ المناسب للحوار من أجل رحيل المحتل على أن "لا تقبل المقاومة الوطنية بأقل من تحديد جدول زمنى لانسحاب القوات المحتلة"، لم نستغرب كثيرا، اذ أنه لم يعد خافيا على أحد بأن هذه المجموعات الدينية "المعتدلة" هى التى وقع عليها الاختيار كى تركب الموجات الرافضة فى العديد من الساحات العربية أما بهدف الضغط على الحكومات كى تعطى مزيدا من التنازلات رغم عدم وجود مثل هذا المزيد على أرض الواقع، وأما بهدف اسقاط هذا النظام أو ذاك كما نراه يحدث فى سوريا على سبيل المثال. واذا ما استطعنا إزالة القشرة الحلوة التى تغلف الخطاب فان ما سيبقى بين أيدينا هو ذات المنطق الذى تطرحه كافة القوى السياسية المنخرطة فى العملية السياسية: فحالة الرعب التى يعيشها الناس سببها المقاومة، وليس فرق الموت التى أمر نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "تشيني" نفسه بتشكيلها، وليس الفرق الأخرى المرتبطة بالمخابرات الايرانية والفوضى الأمنية أيضا، وكأن أحدا لم يسمع بخطط "الفوضى الخلاقة" التى تتبناها أمريكا لتفتيت الأوطان وإعادة تشكيلها وفقا لمصالحها ولمصالح اسرائيل . سوى ان المرارة التى تملأ أفواهنا تجعلنا غير مؤهلين لنذوق أى حلاوة مصطنعة. ومن هنا فاننا لم نستغرب.. ولم نتعجب.