عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 25-01-2006, 10:12 PM
معلم إعدادي معلم إعدادي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
المشاركات: 73
إفتراضي الرائعة: "أفيقوا بني القرآن"


الشيخ أبو مسلم ناصر البهلاني العماني


ألا هل لداعي الله في الأرض سامع=فاني بأمر الله يا قوم صادع
وهل من يرى لله حقا ومرجعا =اليه وأن الدين لا شك واقع
وهل من يرى أن الحقوق التي دعا= اليها رسول الله غفل ضوائع
وهل من يرى الشرع الشريف تدرأت=عليه حثالات مبير وخانع
وهل من يرى أن الحنيفة سامها=بما شاء من ضيم لعين مخادع
تمالأ ظلما خيله ورجاله=وليس لهم حد سوى الله مانع
يدوسونها دوس الحصيد كأنها =لقى وأخو الايمان في الأسر خاشع
أفيقوا بني القرآن إن هداكم= الى الجبت والطاغوت في الذل ضارع
أفيقوا بني القرآن إن كتابكم= يناقض في أحكامه وينازع
تعيث قرود الجبت في سنة الهدى= اذا عقدوا شنعاء جاءت شنائع
يعدون دين الله بهتا وهجنة= وان ليس من صوب الاله شرائع
وأن وقوع الدين في الأرض مفسد= وان قوانين السماء فظائع
وان الذي جاءت به الرسل كله=مضر لأسباب الرقي مصارع
وان هدى الاسلام في الأرض ظلمة =ولو زال بانت للرقي سواطع
وان بني الاسلام في همجية= وحوش تعادي في الفلا أو صفادع
وان بني الانسان في الأرض طائر=على شرك عز الجناحين واقع
ولولا عرى إشراكه لتوسعت=مداركهم حيث الحدود الموانع
هلم بنا نقطع حبالة ديننا=اذ الدين عن نور التمدن قاطع
ونرسل أطيار النفوس إلى الهوى= فان هواها للسعادة جامع
ونذروا وصايا الله في الريح تربة= فليس بها ، استغفر الله، نافع
وفي دولة التعطيل مرعى ونضرة= وفي دولة الدين الديار البلاقع
ولا كون الا للطبيعة انها=لها الضر في أكوانها والمنافع
وأن ننتحل شبها لدين سياسة=ففي دولة التبشير فعل مضارع
حبالة صياد ودين ودولة=وتعطيل انسانية وخدائع
فيا لبني القرآن أين عقولكم= وقد عصفت هذي الرياح الزعازع
أمسلوبة هذي النهى من صدورنا=وهل فقدت أبصارنا والمسامع
أما كذبوا لا قبح الله غيرهم= ولا أفلحت تلك الوجوه للواكع
لقد ملأوا الآفاق افكا وخزية= وبغيا ولا مقصود الا المطامع
نفوا ملة الاسلام اذ منعتهم= محارم في حكم العقول فظائع
ولو قلدوا الاسلام ضاق عليهم=سبيل الى ما تشتهي النفس واسع
ولا أطلقتهم في الرذالة رتعا =نذالتهم مهما اقتضته الطبايع
ولا حرشتهم شرة وفظاظة= لهم كلب في نهبنا وتنازع
كأن بني الاسلام صيد رماحهم=وأملاكهم إرث لهم أو قطائع
فلا غرو أن يستنكفوا من ديانة=وقد اسلبت فيها عداها الزرايع
وليتهم اذ عطلوا الدين سايروا=طبيعة تكوين العمار وتابعوا
فأي عمار قام والظلم أسه= وتلكم ديار الظالمين بلاقع
وليت بني الاسلام قرت صفاتهم=فما زعزعتها للغرور الزعازع
وليتهم ساسوا بنور "محمد"= ممالكهم اذ باغتتها القواقع
وليتهم لم ينحروا بسلاحهم= نحورهم اذ جاش فيها التقاطع
لقد مكن الأعداء منا انخداعنا =وقد لاح آل في المهامه لامع
وسورة بعض فوق بعض وحملة=لزيد على عمرو وما ثم رادع
وتمزيق هذا الدين كل لمذهب =له شيع فيما ادعاه تشايع
وما الدين الا واحد والذي نرى=ضلالات أتباع الهوى تتقارع
وما ترك المختار الف ديانة =ولا جاء في القرآن هذا التنازع
فياليت أهل الدين لم يتفرقوا= وليت نظام الدين للكل جامع
لو التزموا من عزة الدين شرطها= لما اتضعت منها الرعان الفوارع
وما ذبح الاسلام الا سيوفنا= وقد جعلت في نفسها تتقارع
ولو سلت السيفين يمنى اخوة=لدكت جبال المعتدين المصارع
وما صدعة الاسلام من سيف خصمه =بأعظم مما بين أهليه واقع
فكم سيف باغ حز أوداج دينه=بأفظع مما سيف ذي الشرك باخع
هراشا على الدنيا وطيشا على الهوى =وذلك سم في الحقيقة ناقع
وما حرش الأضغان في قلب مسلم= على مسلم الا من النعي وازع
ولو نصع القلبان لم يتباغضا =ولا ضام متبوع ولا ضيم تابع
وما هذه الدنيا لها قدر قيمة= يضاع له ذخر من الله نافع
وما نال منها لهائلا غير اثمها =وأكدارها المستأثرون الأمانع
ولو بعدت في النفس منزعة التقى=لما نزعت نحو الشقاق المنازع
ولا ضبحت تعلو بأسباب وهمها=على غير ذي ثبت جداه القوارع
أما هذه الدنيا التي يقتنونها= ستقتضب الاعمار منها الفجائع
قراضة آجال ومطلب جاهل= ونحن لناعيها الينا ودائع
فما بيعنا الحسنى ومرضاة ربنا=بها بيعة ينمى بها الربح بائع
على أي شيء يقتل البعض بعضنا=وتذكي فظاظات النفوس المطامع
ولسنا برغم العقل نطلب وادعا=ولا أحد منا وان عاش وادع
ويكشف عن ساق لنا الحتف دائبا=ونعجله في باطل نتقارع
أليس الذي يأتي من العمر مقبلا =كمثل الذي ولى وفيه المصارع
ولو أشربت منا النفوس تبصرا=لما كان منها للشرارة ناقع
بلى أشربت داءا دخيلا اصارها=كما كمنت في حجرهن الاقارع
ولو بحثت عن دائها كان كبرها=فمنه بلا قيد تثور الشنائع
ولو فكرت في أصلها ومصيره=لدافع داء الكبر منها التواضع
رويدا بني الانسان ان شروركم=يعود عليكم ويلها المتتابع
فما أرسل الانسان سهما محرما=سوى أنه في نحر راميه راجع
ولست وان برأت نفسك خالصا=من الشر والدعوى اليه ذرائع
أنلزمها الاشرار والداء شامل =وننفي اشتراكا فيه والسم نافع
ولو سلمت من صبغة الشر نسمة=لما راع في أوكاره الفرخ رائع
وكل لجاج المرء في الشر نهمة=من النفس تغريها عليه الطبائع
أليس عجيبا زرع نفس شرورها=وعند حصاد الزرع يحصد زارع
ولولا نواميس السماء لما زكت=نفوس ولم يعرف مضر ونافع
ومن سنن الله التدافع بيننا=ليصلح مدفوع ويصلح دافع
ومن سنن الله اختبار عباده= وابلاؤهم وهو الحبى والصنائع
يصب على من شاء صبا بلاءه=وذاك بلاء للمواهب جامع
ومن سنن الله اختفاء اصطناعه=فكم شق أمر ضيق وهو واسع
ومن سنن الله التفاضل في العطا=فذو الجهل موفور وذو العقل جائع
ومن سنن الله التأني بمن طغى=وتعجيل عقبى هفوة اذ تواقع
ومنها انتقام من ظلوم بظالم= وهذا حسام للمظالم قاطع
ألم تر أن الله سلط مشركا=على مسلم والعدل للكل وازع
فما الشأن الا العدل في أي حادث=والاخفي اللطف للزيغ رادع
وفي الشأن أسرار تجلت لذي النهى= عليها جمال الله باللطف شايع
ترى سلطة لا تعرف الله أفظعت=بعارفه والعدل تلك الفظائع
فأنت اذا فكرت لم تلف ذرة= من الظلم في شيء له الله صانع
وما يوجب المقت الالهي عدوة=عدوت بها في خرق ما هو شارع
ولو ثبتت رجلاك دون حدوده =لما كان عن رضوانه لك قاطع
وما يوجب الجود الالهي رحمة=وفضل وتوب منه للتوب زارع
أيحظر أمرا ثم تهتك حظره= كأنك مدعو بما هو مانع
وأنت مع الايعاد للسخط تنتحي=ومن حيث اتيان المساخط طامع
فما من وعيد الله يمنع عاصم=اذا لم يزع من حرمة الله وازع
نضج ضجيج النيب مما ينوبنا =ونحن الى ما تقتضيه نسارع
نطاوع أسواء المغبة رغبة= ولسنا لمحمود الجزاء نطاوع
وما هذه الأوقار فوق رقابنا= يدافع عقابهن عنا مدافع
وبعض عقاب الاثم أخذ معجل=وبعض على الاملاء جانيه وادع
ولو أمحض التقدير عقل لأظهرت= شوارقها بالحكمتين مطالع
فما هو في تعجيله البطش عابث=ولا عارضته في التأني موانع
ولا هو بالاعجال يحذر فائتا =سواه تعالى قبل فوت يسارع
فجل في مجاري حكمه وشئونه=تبن لك فيها حكمة وبدايع



__________________
صورة من صلالة

الرد مع إقتباس