عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 12-05-2006, 01:18 AM
مُقبل مُقبل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 461
إفتراضي خطــــوات الغضـــــب

- 1 -

لوهله جال بخاطره أن يتراجع وأن يعود من حيثُ أتى ..
للحظه شعر بالتردد .. والخوف ..
ولكنه ما لبث أن رفع كفه ليمسح حباتٍ من العرق تسللت من تحت خصلات شعره الفاحم المُتناثره ، فتجمعت كحبات اللؤلؤ على جبهته العريضه ثم ما لبثت أن كونت خطاً إتصل بعينيه مما جعله يشعر بحرقه فيهما ..
حاول أن يبلع ريقه الجاف .. ولكن دون جدوى فالطقس كان شديد الحراره ، ووضعيته الملتصقه بهذا الكثيب الرملي الذي يختبيء خلفه يزيد الأمر سوءاً ، فالرمال تكاد تشتعل أسفل بطنه من لهيب القيظ في هذه المنطقه المُقفره ..

جال بخاطره فجأه أن موضعه قد إنكشف فتجمد وسكنت حركته تماماً ، وأرهف سمعه وحاول أن يغوص أكثر فأكثر في الرمال ، مضت فتره من الوقت على وضعيته الساكنه هذه حتى تأكد تماماً أن أحداً لم ينتبه له ، عندها أعاد منظاره المُقرب على عينيه وإستأنف المراقبه لذلك المعسكر ..

كان يحاول أن يحفظ توزيع المباني الصغيره التي تناثرت على مساحه واسعه من أرض الصحراء وأحاطت بها أسلاك شائكه من جهاتها الأربعه ، وإرتفعت في زواياه أبراج خشبيه يقف على كل منها إثنين من الجنود بمدافعهم الأليه وأصابعهم التي تتحرق شوقاً لمعانقة الزناد ..

" حسناً ، يبدو أن المبنى الذي يتوسط المباني الأربعه الأخرى هو مبنى القياده " هكذا خاطب نفسه وهو يحاول إكتشاف مواقع كميرات المراقبه الإلكترونيه ، ويعتمد على ذاكرته في تدوين هذه المعلومات ..

" لا أوراق ، ولا أقلام ، إعتمادك على ما تحفظه بعقلك فقط " هكذا قال له مدربه وهكذا تدرب عقله ..

" الأوغاد ، لقد أحسنوا إختيار المكان فعلاً !!؟ " ، شعر بالحنق وهو يتفحص المنطقه المُحيطه بالمعسكر ، فالأرض شبه مستويه وحتى الطريق الوحيد الذي يصل إلى البوابه خال ٍ من التعرجات ويسير في خط مستقيم من بعدٍ لا يقل عن المئتين متر تقريباً ، مما يُسهل على حراس البوابه وجنود الأبراج كشف أي مركبه تسير على الطريق بمجرد تجاوز هذا الكثيب الرملي الذي يختبئ خلفه ، عاد يتفحص البوابه الضخمه والمبنى الصغير المُلاصق لها ، والذي يرتفع فوقها ذلك العلم المُستفز بنجمته السُداسيه الزرقاء ..

رفع منظاره المُقرب عن عينيه عند هذه النقطه وشعر بحراره داخليه تفجرت في أعماقه تفوق حرارة الطقس من حوله ، حاول أن يسترخي قليلاً .. لذا أغلق عينيه المتعبتين وهو يتأكد من تخفيه المُحكم ، وذكرياتٍ مُتداخله تـُداعب عقله المُنهك وإبتسامه حزينه ترتسم على شفتيه ....

***

يتبع بإذن الله
__________________
أما آنَ للقيدِ أن ينكسر ..!

الرد مع إقتباس