[النقيب]

من أين جاءنا فكر التكفير...؟ د. إبراهيم بن عبدالله المطلق (*)جريدة الجزيرة السعوديّة الأحد 28 ,رمضان 1424 .. العدد 11378

حاول الكاتب د.إبراهيم المطلق أن يحيل المنهج التكفيري في المجتمع السعودي إلى سيد قطب وحده وهذا فيه مبالغة، نعم، إن مما لا شك فيه أن منهج سيد قطب قام بتزكية المنهج التكفيري الذي كان قائما قبله، وأشد ما وقع به كان إطلاقه التكفير على الناس أجمعين بقوله: "ارتدت البشرية جمعاء" ومما لا شك فيه أن ما جاء على لسان سيد قطب قد يكون ساهم ويساهم في زرع بذور التفرقة والشقاق بين المسلمين حيث ان المؤذنين لم يسلموا من سيفه فقال: "حتى المؤذنين في مشارق الأرض ومغاربها القائلين لا اله الا الله بغير فهم لمدولل العبارة".
ولكن...
وقبل سيد قطب كان التكفير (شغالا) في الجزيرة العربية وكان الحجاج المسلمين العائدين من أداء المناسك يخبروننا كيف كانوا يوصفون بالشرك لمجرد توسلهم بالنبي صلى الله عليه وسلم او محاولتهم الاقتراب من الشبيكة فمن الذي كان يصفهم بالشرك فيكفّرهم وما هو المنهج الذي رعى ذلك في الجزيرة العربية؟ وكيف استمرت الحروب داخل الجزيرة العربية خمسين عاما ومن اي منطلق كانت تقوم هذه الحروب! ولماذا لما دخل بعض هذه الفرق المتناحرة مكة والمدينة سموا ذلك فتحا!!! وسموا ذلك طردا للمشركين من الحجاز في حين كان المطرودون مسلمون مؤمنون من اهل السنة والجماعة!؟
شرح يطول ربما اتينا عليه لاحقا.
لذلك نقول للكاتب الدكتور ابراهيم المطلق ان منهج التكفير لم يدخل الى المجتمع السعودي كدخول العصابات من منافذ حدودية -كما قال- بل انه نبع من داخل وصميم المجتمع السعودي –الذي لا نريد تعميم هذا المنهج عليه- فمن هناك تولّدت المحاكم التكفيرية فأطلق التكفير على اهل الامصار من المسلمين فقيل ان اهل الشام قبوريون لمجرد انهم يزورون قبور الاولياء وقيل ان اهل العراق ضالون لان معظمهم من اهل الطرق الصوفية وقيل ان اهل مصر يشركون بتوسلهم بالاولياء الصالحين وهكذا...
انا اؤيد كل ما نسبه الكاتب لسيد قطب ولا مجال لانكارها فالكتب مطبوعة كثير منها مطبوع وموجود في المكتبات (خارج مصر) بل وازيد ان الامام حسن البنا رحمه الله حذّر بنفسه من تلك الحركة المشبوهة داخل الاخوان والتي نسأل الله تعالى ان يخرج من بقي منهم عليها الى غير رجعة.
ومع ملاحظة ان سيد قطب لا يمثل كل تيارات الاخوان وقد التقينا بالعديد منهم ممن لا يوافقون على تكفير الحكام العرب قاطبة ومن ثم على تكفير حواشيهم ومن ثم على تكفيرالجيوش العربية ومن ثم على تكفير الشعوب العربية التي لا تثور على حكامها.
الا امرا واحدا لا اوافق الكاتب فيه وهو انه اول من ادخل المنهج التكفيري الى المجتمع السعودي.