عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 06-05-2004, 06:22 AM
عبد الله الصادق عبد الله الصادق غير متصل
عضو صادق
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 505
إفتراضي

أختي الكريمة
تأثرت كثيرًا بقراءة موضوعكم، وبرغبتكم في فهم مسألة عقيدية هي من الثغور التي ينفذ منها الملحدون عادةً إلى ضمائر المسلمين ليبثوا فيهم الشك والريبة..
والواقع أن أسئلتكم أختي الكريمة تدور في جملتها حول فهم مسألة القضاء والقدر..
وهي مسألة يتخبط فيها كثير من الناس للأسف الشديد..
وللأسف أيضًا أنه ليس لدي مراجع تزودني بالدليل والحجة المصاغة صياغة علمية إلا أنني سأحاول أن ألقي إليكم مفاتيح الاعتقاد السليم في هذه المسألة..

- أولاً: الله خالق كل شيء ولا يحدث شيء في هذا العالم إلا بخلق الله، بعلمه، ومشيئته..
قال الله تعالى: "وما تشاؤون إلا أن يشاء الله" فالله تعالى خلق العباد وخلق فيهم مشيئة واختيارًا وهو يحاسبهم على هذه المشيئة وهذا الاختيار..

- ثانيًا: علينا أن نفهم أن الخالق جلّ وعلا له أن يتصرف بخلقه كما يشاء.. وقد اقتضت حكمته أن يعذب المذنب وأن يكرم المطيع..
هذا الفهم هو أساس الإيمان بمعنى القدر..
لذلك نرى الإمام الطحاوي يقول في عقيدة أهل السنة والجماعة: "وكل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل"..
ونرى صاحب الزبد يقول
"كذا له أن يؤلم الأطفالا .... ووصفه بالظالم استحالا"
علينا أن نعلم هنا أن الله تعالى لو عذّب كل الناس ما كان ظالمًا لهم.. وكل نقمة منه عدل.. لأن الظلم هو التصرف في ملك الغير على خلاف رضاه.. لكن الخلق كلهم ملك لله تعالى..

- ثالثًا: الله تعالى لا بداية لوجوده ولا بداية لعلمه، وهو عالم بلا بداية بالطائع والعاصي من العباد.. وهو يعلم الشقي والسعيد، ومشيئته موافقة لعلمه، وهو يخلق الإيمان والطاعة وهو يخلق الكفر والمعصية.. ومع ذلك فإن الله يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر، ويحاسب العبد على الاختيار الذي هو تعالى خلقه في العبد..

- رابعًا: ليس للإنسان إلا الكسب مع الاختيار في الأعمال الاختيارية التي هي بدورها تحت مشيئة الله تعالى.. قال النسفي في رجل ضرب زجاجًا فكسره: "الضرب والكسر والانكسار بخلق الله"..

- خامسًا: يظن بعض الناس هذا الكلام معناه أنه ليس للعبد اختيار فيقولون إذن هو مسيّر.. وهذا ناتج عن قياس الخالق بالمخلوق، فعلى من يريد فهم هذه المسألة أن يكون موحدًا منزهًا لله تعالى عن النظراء والأشباه.. وأن لا يقيس الخالق بالمخلوق.. "ولله المثل الأعلى"
فالخلاصة أن المسلمين لا يقولون عن الإنسان مخيّر ويسكتون ولا يقولون مسيّر ويسكتون،
بل التعبير الصحيح الصائب قولهم " العبد مختار تحت مشيئة الله"

- سادسًا: لا يستقر الإيمان بهذه المسألة إلا على وجه التسليم والاستسلام والأخذ بالنصوص المحكمة..

وأرجو أن أكون قد أفدت في هذه العجالة وأستغفر الله والحمد لله ربّ العالمين
__________________
من مصنع الرجال في العراق وفلوجته الحرّة، من زنازين الاعتقال والتعذيب، إلى أرض القضية الأم في فلسطين الجريحة المنتفضة على الحلول الذليلة والخرائط التي تشيّد الجدران على طريق الحرية.. القضية واحدة والضحايا يوحدّهم حدّ السكين ووصف الإرهاب.. وحّدتهم قبل ذلك "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" فقادوا الأمم التي ما لبثت أن صارت أممًا متحدة بل متكالبة متداعيةعلى أمتنا كما وصفها نبيّنا صلى الله عليه وسلّم..
الذي كان ولا يزال منهاجه رحمة للعالمين مع أملنا بألا تكون نسيت أنها كانت منذ البداية أمة الإسلام ويجب أن تبقى على هذه البيعة.. وبـ"الله أكبر" وحدها ينصرنا الله تعالى. "إن تنصروا الله ينصركم "

الله أكبر