عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 07-01-2006, 05:40 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي قواميسنا و قواميس الآخرين

قواميسنا و قواميس الآخرين :

من الطبيعي ان تتكيف اللغة مع الحالة الاجتماعية والسياسية و البيئية والمهنية ، فالمفردات التي يتعامل بها أبناء المدن الحرفية (الصناعية) يشك من يسمعها انها ليست عربية وقد تكون كذلك ، لكن قطاع الحرفيين الذين يعملون في تلك المهن يفهمونها جيدا ، وكذلك تجد المسألة تنسحب على العاملين في قطاع الزراعة والبنوك و الحاسوب وغيرها .

كما لو أن أحد أراد أن يضع قاموسا لمصطلحات و مفردات سكان الصحراء ، فان أحدا من أبناء الدول الاسكندنافية لن يستفيد منه شيئا ، أو لا يحتاجه ، كما هي الحال في المفردات التي يتناولها أهل سيبيريا ، فان أحدا من بلادنا لا يستطيع إيجاد ما يقرب ما تعنيه تلك المفردات ، حتى لو كان من يقوم بهذا العمل الخليل بن أحمد أو السيوطي .

وتظهر أحيانا فنون تظهر معها بعض الابتكارات اللغوية ، كفن الشتائم أو فن الأدعية ، التي نبز بها ـ نحن العرب ـ كل شعوب الأرض . ففي كل استماع لخطبة جمعة تجد التجديد في تطويع اللغة لصياغة شكلا جديدا من الدعاء ، حتى لا يمل المصلون من نفس الصيغة ، ويحدث ذلك أيضا في المآتم ، وما على الحاضرين الا أن يقولوا آمين .

عندما كان يخرج قوم جائعون ليقطعوا طريقا ، في الأيام الغابرة ، كانوا يتمنون ، بل يدعون ربهم (اللهم ارزقنا قوما ليس لهم حيلة الا الدعاء ) ..

إنها مسألة جديرة بالتأمل
__________________
ابن حوران