عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 09-06-2002, 03:01 PM
ميثلوني في الشتات ميثلوني في الشتات غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 2,111
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميثلوني في الشتات
إفتراضي

أخي الكريم صالح عبدالرحمن
لا أخالفك في شيئ مما كتبت إلا تعريفك للحرية
فأنت تنحى في تعريفها منحى مطلقا لا وجود له في الواقع لا في الإسلام ولا في غيره من أنظمة الأرض الوضعية ، بل إن الحرية المطلقة أمر لا يمكن تحقيقه عمليا لإن لكل حرية مهما ارتفع سقفها سقف يحدها ولإن حريات الأفراد ستتقاطع حتما عند تضاد الرغبات
ولتوضيح ذلك لو أن نظاما من أنظمة الأغيار الوضعية رفع سقف الحرية فيه فهل سيسمح لفرد بداعي حريته أن يرتكب جناية أو أن يهدم النظام نفسه أو أن يأخذ ما ليس حقا له من مال أو جاه أو سلطان
إذن فلا بد لهذا الحر المزعوم أن يكون سقف حريته هو حدود تشريعات النظام ..... وبالتالي يصبح عبدا لهذا النظام ........ يعني عبدا لغير الله
وهذا معنى الآية "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيحَ بن مريم" كما فسرها الرسول صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم الطائي " ألم يحلوا لهم الحرام ويحرموا عليهم الحلال " قال : بلى قال :" فتلك عبادتهم إياهم"
ومن هنا لا بد من الجنوح للتعريف النسبي للحرية الذي هو مقياس للمدى الذي يمنحه النظام للفرد من حرية لا تضر بالفرد نفسه ولا ببقية الأفراد ولا بالصالح العام (المجتمع)
ولهذا كان الإسلام مثاليا في توزيع تشريعاته بين منح الأفراد أقصى حرية ممكنة وبين الحفاظ على صالح الفرد والصالح العام في إطار أرقى أنواع العبودية ، تلكم هي العبودية للذات العلية ذات الله الواحد الأحد الفرد الصمد
" ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا"
عبوديتنا لله تستمد رقيها من عظمة معبودنا مقارنة بغيرنا وما يعبدون من دون الله
وبالتالي نقول إن حريتنا النسبية أعلى قدرا من حرية غيرنا لإن من حدد حدودها لنا هو من يملك العلم المطلق بصالحنا وهو ليس بشرا تملكه أهواؤه
__________________
الشعب الذي يرفض دفع ضريبة عزه من دماء خيرة أبنائه يدفع أضعاف أضعافها ضريبة لذله من دماء كل أبنائه