اجعلِ البر أمانا
اجعلِ البر أمانا
شعر : خميس
وردةٌ نحنُ ، فخُذْ منا شذانا !
نجمةٌ نحنُ ،
فخذ منا ضيانا .
شعلةٌ نحن فخذ نيرانها ،
وخذ الجمرة واتركنا دخانا .
نحن برقٌ يخطف الأبصار فلتأخذ سنانا .
نحن أفق لا نهائيٌ فخذ منا مدانا .
وخذ الأرواح من أرواحنا ،
والنهر والأعناب من جناتنا ،
والأقحوانا .
والشباب الغض من أعمارنا والعنفوانا .
يا أخانا ..
يا أبانا ..
يا …
خذ الألقاب أيضاً كلها والصولجانا .
كل شيء خذه لكن .
اجعل البر أمانا .!
لا تعرقلنا ..
ولا تتبع خطانا .
لا تلاحقنا إلى الشط ودعنا ،
نُلقِ في البحر عصانا .
وافتح الباب إلى الريح التي هبت لتجتاح المكانا .!
فكفانا .
وكفانا .
وكفانا .
فلكم راهنتَ بالأمس على ناسٍ سوانا .
وخسرتَ السفحَ والقمحَ ،
ولم تكسب رهانا .
لم تشاورنا ،
ولم تطلب رضا الله ولا حتى رضانا .
فتأمَّلْ حالنا اليوم وقلْ لي
كيف بالله ترانا ؟
كم من الذل قد ازددنا ،
وكم ذقنا هوانا .؟!
ورسبنا في جميع الامتحانات وعُدنا ،
دونما جدوى ،
نؤدي الإمتحانا .
واسأل التاريخ واستفتِ الزمانا .
هل عهدتَ القائد المسلم عبداً وجبانا .؟
ما الذي يجعل للمرء لسانينِ ،
ووجهينِ ،
وقلبين وقد ،
خلق الله له قلباً ووجهاً ولسانا ؟
ولماذا أنت في " حانا ومانا " ؟!
فلتجرِّبنا متى شئت وأينْ .
فبكلتا الحالتينْ .
أنت لن تخسر شيئاً ،
طالما أن التي تجري على الأرض دمانا .
واقطع الإبهامَ والخنصرَ والبنصرَ والوسطى ،
ولا تبقِ لنا سبَّابةً في الكفِ ،
إن نحن خذلناكَ ، ولا تبقِ بنانا .
وتذكر قدرة الله الذي ،
كتب الموت علينا ،
وبدنيانا ابتلانا .
سوف تمضي .. وإلى حيث مضى
كل من عاش على الأرض وكانا .
فاستغل الفرصة الآنَ ،
ولا تخسر دُعانا .
ربما نأتي على قبرك يوماً ،
ثم نتلو الفاتحةْ .
ويقول البعض منا
رحم الله فلانـــــــــــا .!
|