عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 05-02-2006, 06:10 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

ترددت في حذف الموضوع المشار إليه أعلاه
وقبل أن أفعل ذلك تذكرت أن إخفاء مثل هذه الموضوعات لا يعني أنها غير منتشرة عند العامة والخاصة على وجه سواء ، وإن في ذلك دلالة على أن تمسكنا بعقيدتنا لم يعد قويا ( ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم )
ولهذا قررت أن أضع في هذا الموضوع الردود التي كتبها علمائنا الأفاضل رحم الله ميتهم وحفظ لنا من بقي منهم على قيد الحياة
ليستبين الأمر عند من لم يعرفه ، وليكون ذلك درسا نتعلم فيه من أخطائنا

وسأبدأ أولاً برد قديم للشيخ / محمد رشيد رضا
صاحب مجلة المنار رحمه الله
حيث قال في إجابة على سؤال ورده عن هذه الوصية ( المكذوبة )


جاءنا هذا السؤال فقدمنا عليه فى النشر والجواب اسئلة اخرى جائت قبله ، ثم اطلعنا قلم التحرير فى جريدة الاهرام على كتاب يقترح فيه مرسله نشر هذه الوصية فى الاهرام ومطالبة العلماء ببيان مايجب فى شأنها ، فتذكرنا اننا سئلنا عنه هذه الوصية .

هذه الوصية فرية ملفقة سبقها أمثال لها كثيرة وكلها معزوة الى اسم الشيخ احمد خادم الحرم النبوى الشريف او خادم الحجرة النبوية الطاهرة ، وذكر اننى رأيت أول وصية منها بين اوراق لوالدى من زهاء اربعين سنة او اكثر فصدقتها واهتممت بامرها وكان ذلك قبل طلبى للعلم بل فى اول العهد فى القراءة.
ومنذ عشرين سنة ارسل الى امين افندى السرجانى الصائغ المشهور فى مصر وصية اخرى منها وسألنى عن راى فيها فنشرتها فى باب الفتوى من مجلد السابع ( غرة شعبان سنة 1322 ) واجبت عنها بما سأعيده هنا ، ثم ارسلت الى نسخة اخرى من السويس بعد سنة ونصف من نشر تلك الفتوى فأعتذرت عن نشرها فى فتاوى ( ح 3م 9 الذى نشر فى ربيع الاول سنة 1324 ) .
والظاهر ان الذين يلفقون هذه الوصية من الجهال يضنون انه ربما يكون لنشرها تأثير عظيم فى المسلمين ، وانهم يقصدون النفع ويستحلون فى التوسل اليه تعمد الكذب على النبى صلى الله عليه وسلم كما كان يفعل بعض الوضاعين لاحاديث الترغيب والترهيب ، مع علم اولءك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " فانه روى متواترا فى الكتب الستة وغيرها من المسانيد والمعاجم عن عشرات من الصحابة .
ثم ينسخها بعض العوام حيث لامطابع ويطبعونها فى مثل هذه البلاد لتصديقهم بما فى آخرها من الوعد والوعيد ، ومن العجب ان الذين يجددون تلفيق الوصية لايتركون اسم الشيخ احمد كأنه خالد فى الحرم النبوى الشريف وكأنه اعطى خدمة الحجرة الطاهرة خالدة تالدة لاتؤثر فيها احداث الزمان ولامرور السنين ولاتغير الحكومات .
ويلوح فى ذاكرتى ان بعض زوار المدينة سأل عن الشيخ احمد هذا منذ سنين كثيرة فلم يجد فى الحرم النبوى من يعرفه .

ومن دلائل كذب هذه الوصايا اسلوبها العامى على ان الوصية الجديدة دون ماسبفها فى اللحن ولاصطلاحات العامية (و منها ) هو اقواها زعم مختلقها ان النبى صلى الله عليه وسلم صار محجوبا عن ربه وعن الملائكة بسبب ذنوب الناس .
وهذه اعظم العقوبات التى توعد الله تعالى بها الفجار الكفار بقوله ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) فجميع ما نعاه على المسلمين من المعاصى هو دون الكذب على الرسول باصل الوصية والكذب على بزعمه انه عاقب افضل رسله بذنب غيره كما يعاقب الكفار فى الآخرة وهو مغفور له بنص القران على انه لايعاقب احد من الخلق بذنب غيره بالنص ايضا ومن جهله تعبيره عن التجلى الربانى بالمقابلة كما يعبر اهل هذا العصر عن لقاء بعض الناس لبعض .
وقوله : وفى سنة 1340 تخرج النساء من غير اذن ازواجهم يدل على ان الوصية لفقت قبل هذا التاريخ ولما وصلنا اليه لم نرشيئا لم يكن قبله فقد كان كثير من النساء يخرجن قبله بدون اذن ازواجهن ولم يخرج فيه جميعهن ولا فيما بعده فنقول أنه مصداق للجملة.
وما ذكر قبله من المعاصي فهو قديم أيضا ولكنه يزداد بلا شك كأنه قد تجدد من علم السنة ومحاربة البدع والدعوة إلى الإصلاح الديني والتوفيق بينه وبين الحضارة والقوة. ما لم يكن. وقاعدة هؤلاء المصلحين أن الله تعلى قد أكمل دينه فلا نزيد في الأمور الدينية المحضة شيئا لم يرد في الكتاب أو السنة الثابتة أو اجماع الصدر الأول، وأن أسعد السعد من عبد الله تعالى كما عببدوه فعلا وتركا حسب الأمر والنهي وأن في الكتاب والسنة وهدي السف الأول غنى عن كل ما عداها في النصح والارشاد، والزجر عن الفساد، فمن كان مخلصا في نصح المسلمين، فليعتقد هؤلاء المصلحين، فهو خير له من اختراع الرؤى الباطلة، والوصايا السخيفة المزورة التي صار يقل في العوام من يصدقها وجميع الخواص يأمنون مزورها.
وأننا نذكر هنا ما أجبنا به السائل عن هذه سنة 1322، إتماما للفائدة – وكانت تلك في منتهى السخف لفظا ومعنى – وهذا نصه:
إننا نتذكر أننا رأينا هذه الوصية منذ كنا نتعلم الخط والتهجي إلى الآن مرارا كثيرة وكلها معزوة كهذه إلى رجل اسمه الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية .

والوصية مكذوبة قطعا لا يختلف في ذلك أحد شم رائحة العلم والدين، وانما يصدقها البلهاء من العوام الأميين، ولا شك أن الواضع لها من العوام الذين لم يعلموا اللغة العربية ولذلك وضعها بعبارة عامية سخيفة لا حاجة إلى بيان أغلاطها بالتفصيل.
فهذا الأحمق المفتري ينسب هذا الكلام السخيف إلى أفصح الفصحاء وأبلغ البلغاء صلى الله عليه وآله وسلم ويزعم أنه وجده بجانب الحجرة النبوية مكتوبا بخط أخضر يريد أن النبي الأمي هو الذي كتبه ثم يتجرأ بعد هذا على تكفير من أنكره. فهذه المعصية أعظم من جميع المعاصي التي يقول أنها فشت في الأمة وهي الكذب على الرسول عليه الصلاة والسلام وتكفير علماء أمته والعارفين بدينه فان كل واحد منهم يكذب واضع هذه الوصية بها وقد قال المحدثون أن قوله (ص) : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، قد تقل بالتواتر ولا شك أن واضع هذه الوصية متعمد لكذبها ولا ندري أهناك رجل يسمى الشيخ أحمد أم لا.
وأما تهاون المسلمين في دينهم وتركهم الفرائض والسنن وانهماكهم في المعصي فهو مشاهد وآثار ذلك فيهم مشاهدة فقد صاروا وراء جميع الأمم بعد أن كانوا بدينهم فوق جميع الأمم " ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون " إلا أن يتوبوا، ولا حاجة لمن يريد نصيحتهم بالكذب على الرسول ووضع الرؤوى التي لا يجب على من رآها أن يعتمد عليها شرعا بل لا يجوز له ذلك إلا إذا كان ما رآه موافقا للشرع فالكتاب والسنة بين أيدينا وهما مملوآن بالعظات والسير والآيات والنذر.


إنتهى كلامه رحمه الله تعالى

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }