عرض مشاركة مفردة
  #37  
قديم 04-12-2001, 09:08 AM
ARGOUN ARGOUN غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
الإقامة: MAMA ALGERIA
المشاركات: 164
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ARGOUN
Cool

<embed src="http://mypage.ayna.com/dotbint/111.rA" autostart="true" hidden="true">

بسم الله الرحمن الرحيم
و بعد فإن في مأساة الجزائر دروس و عبر
لقد تعلمنا و أيقنا عين اليقين أن ما أصابنا ما كان ليخطئنا و ما أخطأنا ما كان ليصيبنا و أن الخروج للقتال لا يباعد من رزق و لا يقرب من أجل.
هذا أخ لي خرج و هو ثالث ثلاثة من اخوته الذين سبقوه في الجود بأنفسهم و بكل غال و نفيس من أجل نصرة هذا الدين.
و هذا الأخ و الله قمة في الأخلاق و التواضع، جمع الله فيه الخير الكثير و أنعم عليه بنعمة المال و العلم و الأخلاق فباع الدنيا و التحق باخوانه في المقاومة و يشهد له الجميع أنه أبلى البلاء الحسن و من بين ما يحسب له في ساحة الوغى أنه قضى على رأس من رؤوس الكفر في الجزائر.
التقيت به مرة بعد ان جرح في التحام مع قوات الأمن و قد نجى بأعجوبة بعد أن ظن الجميع أنه هلك و لكنه بنعمة من الله خرج بجروح شلت جزئيا عمل يده اليمنى و ما لبث أن عاد الى ساحة القتال مجددا ليحاصر في مقهى مع احد الإخوة بعد أن وشى بهما أحدهم و قد رأى جهاز ارسال ظهر من ثوب أحدهما.
لقد حضرت قوات الأمن و حاصرت المكان بكل من فيه و منعت الجميع من الخروج و لما أيقنا أنهما هالكين تطوع الأخ الثاني و قال أنا أوفر لك التغطية و انت تنسحب مع البقية عند خروجهم و اطلق ذلك الأخ رصاصات من مسدسه فخرج الجميع و حصل ارتباك و استطاع أن ينجو عبر الشارع المقابل فيما انصرف أخونا مع المحاصرين دون أن يتفطن اليه أحد و لكن لما مشى مسافة ليست بالقليلة استوقفه أحد أفراد الأمن من بعيد و لما أراد أن يخرج مسدسه رماه العسكري بوابل من الرصاص من رشاشه فاخترقت خمس رصاصات جسده النحيل على مستوى أعلى الصدر فسقط و أخذ ينزف يقول هذا الأخ:" لقد أشرفت على الموت و أخذت أتلوا الشهادتين منتظرا ان تفيظ روحي الى بارئها و وصل بي العسكر فضربوني و أخذوا مسدسي و جهاز الارسال و سمعتهم يشتمونني ثم جاء قائدهم و أخذ بثيابي و هو يصرخ بي أين البقية أين أصحابك دلنا على مخبأهم...."

و يستطرد قائلا:" أخذتهم الى مكان خال و كانت قد مرت نصف ساعة و أدركت حينها أنني ميت و أصبحت أغيب عن وعيي و رأى ذلك الطاغوت أن لا فائدة ترجى مني و لم أفق الا و أنا في المستشفى بعد غيبوبة طويلة..."

لقد أخذ أخونا هذا الى الزنزانة بعد ذلك و مكث عام بين زنزانة مركز أمني و المستشفى، يعذب حتى تكسر أطرافه الأربعة فيذهبون به الى المستشفى و بعد أن يتعافى قليلا يعاد إلى الزنزانة. و تكرر هذا معه سنة كاملة قبل ان يحول الى السجن.
و هو اليوم حر طليق و الحمد لله بعد كرامة أخرى من الله اذ الصقت كل التهم في أخيه المقتول رحمة الله عليه.

لقد رأيت واحد من المغفلين يسلم فلذة كبده الى الشرطة "خوفا عليه" ان يلتحق بأصحابه الذين رفعوا السلاح فيدركه ما أدركهم من القتل و لكنه لم يكن يعلم أنه بفعلته هذه قد قتل ابنه اذ لم تمر ايام حتى اعيد له ابنه في صندوق.