عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 20-08-2005, 08:46 AM
نور الحياة نور الحياة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: أرض الخليج ...
المشاركات: 595
إفتراضي

شفاه البحر

…. وحين تكلمت شفاه البحر الغاضبة تعلن عن الوليمة المرتقبة ، زفر البحر زفرة بلغ الروح صداها ومداها … فأدركت أن للبحر رنة يتنفس بها من ثقل المأساة … وأدركت لأن للجمادات الساكنة والمتحركة إحساسا ولغة حقيقيين :

إحساسا بما في الوجود ، ولغة تعبر عن ذلك الإحساس ….

وأدركت الروح أن زفرات البحر ترجمة لأحاسيس كثير من الكائنات … وأن تلك الشفاه حين تكلمت قد نطقت بلسان القدر ، واستغاثت باله الكون … فزأرت بلسان الغيظ ، وجأرت بلسان التسبيح …

إيه يا أبا خالد ………..

لكم لطمت أمواجك وجوه الجبال ، وذابت في حياضك تلال الرمال … وتحطمت على كفك السفن والزوارق …..

وكم من روح هربت من جسدها حينما أحست بدفء الغضب يتصاعد من بين الأمواج …..

ترى …… ماله غاضبا ؟ الآن له روحا يحس بها كإحساس ذوات الأرواح ؟! أم ليس من بين ذوات الأرواح من له روح لكن ليس لها إحساس ؟!

لكأنما دخلت الروح في الجسد لا ليحيا بها ، ولكن ليكون لها قبرا له صلاحية ذات أمد محدود …. فأحس البحر بما فيه من الحياة أن الموت خير لكثير من الأجساد …. وهناك أعلن عن الوليمة !

أيها البحر الذي أبدعته يد القدرة الإلهية : بماذا نتغنى منك ؟
كلهم يطربهم حداء أمواجك بعضها لبعض ….

وكلهم يلذ لرواحهم أن تلامسها نسماتك اللطيفة الباردة …

وكلهم يعجبهم النظر إلى زرقة أمواجك المتقلبة

ولكنك إذا غضبت ….

فكلهم يخاف منك …..!

لأم الحداء ينقلب زئيرا …..

ولطافة النسمة تنطلق صعيقا …..

وزرقتك في عيونهم تنما هي في مياهك …..

فهل أغضبوك ؟ أجل ، لقد أغضبوك … حين أكلوا على شواطئك ، ثم رموا فضلات الطعام للطيور ، ونسوا أن يغسلوا أيديهم من مائك الطهور ، فرأيت أن يأكلوا _ وما أكلوا _ صيدا للحيتان وأسماك القرش ونباتات البحر .

وهنا …همست الروح فقالت :

سبحان الذي جعل من الماء كل شئ حي ! … وسبحان الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا !…
وسبحان الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي !…


ثم رفعت الروح كفها الى بارئها سبحانه وتعالى قائلة : يارب … أحيني بالايمان … وأمتني على الايمان….


__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت
الرد مع إقتباس