عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 31-07-2005, 11:45 PM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي

ولو نظرت إلى حال غيرهم لوجدت الشرك على درجاته : فهذا يصلي ولكنه يدعو غير الله ، وهذا يُزكي ولكنه يخاف البشر أكثر من خوفه من الله ، وهذا يصوم ولكنه يطمع في ما عند البشر أكثر من طمعه في ما عند الله ، وهذا يحج ولكنه يتوكل على ميّت ولا يتوكّل على الله ، وهذا ينتظر الرزق من غير الله ، وهذا يبتغي المدد والنُّصرة من عند غير الله !!

لسان حالهم يقول : نصلي لله خمس مرات ولكن لا نطلب منه العون في حياتنا !! نزكي له ولكن لا يستطيع هو حمايتنا من أعدائنا فلا بد لنا من آلهة دونه تحمينا !! وإذا أمرهم الكفار أمراً مخالفاً لشرع الله فإنهم يخافونهم أشد من خوفهم الله فيتركون أمر الله ويأتمرون بأمر الكفار !!

غيِّروا القوانين الإقتصادية واجعلوها مطابقة لأمر الله ، فيقولون : بل عندنا آلهة الإقتصاد !! القوانين السياسية : عندنا آلهة السياسة !! القوانين الإجتماعية : عندنا الآلهة الإجتماعية !! الأحوال الشخصية : نحن موحّدون نطبق قوانين الله في الأحوال الشخصية مع بعض التعديلات من قوانين الآلهة الأخرى !!

وإذا قلتَ : إن الله ناصركم ، والله يحميكم ، والله يدفع عنكم هؤلاء الأعداء ، والله يتكفّل بتطوير جيوشكم وبلادكم ويزيد من رزقكم ويبقي لكم ملككم ، فيقولون {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} (ص : 5) .. إن الله أمركم بالجهاد فجاهدوا تُنصَروا ، فيقولون : إن أمريكا منعتنا من الجهاد فنحن لها طائعون وعن أوامر الله راغبون !!

أبو جهل كان يذبح لهبل الخراف قرابين ، وهؤلاء يذبحون لأمريكا المجاهدين .. أبو جهل كان يعبد هبل ليقربه إلى الله زُلفى ، وهؤلاء يعبدون أمريكا لتُقرّبهم إلى شهواتهم زُلفى .. الفرق بينهم وبين ابو جهل ، هو أن : ابا جهل كانت عنده عزة وكرامة وأنفة ، وكان حرّاً سيداً في قبيلة عربية أبيّة ، وهؤلاء رويبضة عبيد أبناء عبيد لا يملكون من أمرهم ولا من حريتهم إلا ما يمليه عليهم غيرهم ..

إن للا إله إلا الله معنى ، وهذا المعنى فهمه أبو جهل في الجاهلية ، ولم يفهمه كثير ممن يصلي ويصوم ويزكي ويحج في هذا الزمان !! فتأمّلوا ..


مدينة الضرار

قال تعالى {وَالّذِينَ اتّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاّ الْحُسْنَىَ وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنّهُمْ لَكَاذِبُونَ} (التوبة : 107) ..

كان بالمدينة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها رجل من الخزرج يقال له "أبو عامر الراهب" ، وكان قد تنصر في الجاهلية وقرأ علم أهل الكتاب ، وكان فيه عبادة في الجاهلية وله شرف في الخزرج كبير ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلى المدينة واجتمع المسلمون عليه وصارت للإسلام كلمة عالية وأظهرهم الله يوم بدر ، شرق اللعين أبو عامر بريقه وبارز بالعداوة وظاهر بها ، وخرج فاراً إلى كفار مكة من مشركي قريش ، يمالئهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا بمن وافقهم من أحياء العرب وقدموا عام أحد ، وتقدم أبو عامر في أول المبارزة إلى قومه من الأنصار فخاطبهم واستمالهم إلى نصره وموافقته ، فلما عرفوا كلامه قالوا : لا أنعم الله بك عيناً يا فاسق يا عدو الله ، ونالوا منه وسبوه فرجع وهو يقول : والله لقد أصاب قومي بعدي شر ..

لما فرغ الناس من أحد ، ورأى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في ارتفاع وظهور ، ذهب إلى هرقل ملك الروم يستنصره على النبي صلى الله عليه وسلم فوعده ومناه وأقام عنده ، وكتب إلى جماعة من قومه من الأنصار من أهل النفاق والريب يعدهم ويمنيهم أنه سيقدم بجيش يقاتل به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويغلبه ويرده عما هو فيه ، وأمرهم أن يتخذوا له معقلاً يقدم عليهم فيه من يقدم من عنده لأداء كتبه ويكون مرصداً له إذا قدم عليهم بعد ذلك ، فشرعوا في بناء مسجد مجاور لمسجد قباء فبنوه وأحكموه وفرغوا منه قبل خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك ، وجاءوا فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي إليهم فيصلي في مسجدهم ليحتجوا بصلاته فيه على تقريره وإثباته ، وذكروا أنهم إنما بنوه للضعفاء منهم وأهل العلة في الليلة الشاتية ، فعصمه الله من الصلاة فيه فقال: "إنا على سفر ولكن إذا رجعنا إن شاء الله" ..

لما قفل عليه السلام راجعاً إلى المدينة من تبوك ولم يبق بينه وبينها إلا يوم أو بعض يوم ، نزل عليه جبريل بخبر مسجد الضرار وما اعتمده بانوه من الكفر والتفريق بين جماعة المؤمنين في مسجدهم مسجد قباء الذي أسس من أول يوم على التقوى. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن الدخشم أخا بني سالم بن عوف ، ومعن بن عدي أو أخاه عامر بن عدي أخا بلعجلان ، فقال: "انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه" ، فخرجا سريعين حتى أتيا بني سالم بن عوف ، وهم رهط مالك بن الدخشم. فقال مالك لمعن : أنظرني حتى أخرج إليك بنار من أهلي ، فدخل أهله فأخذ سعفاً من النخل فأشعل فيه ناراً ثم خرجا يشتدان حتى دخلا المسجد وفيه أهله ، فحرقاه وهدماه وتفرقوا عنه .. (بتصرف واختصار : من تفسير ابن كثير) ..

قبل بضعة أيام حصلت تفجيرات في "شرم الشيخ" بمصر ، وقامت بعدها الدنيا ولم تقعد ، وكان دوي التصريحات والتنديدات والفتاوى والإتهامات والبيانات ، وانعقدت المؤتمرات والمؤامرات والخطب في الجوامع والمنتديات تتهم الإسلام والمسلمين بالإرهاب والمجاهدين بقصد قتل المسلمين وترويع الآمنين ، وبراءة الشريعة من كل هذا التخريب والتدمير والقتل والإكراه في الدين ، كل هذا كان دويه اشد من صدى تلك التفجيرات !!

وبعيداً عن كل هذه الضوضاء والأصوات المنكرة التي عرف القاصي والداني أسبابها وأهدافها ، سنتكلم عن هذه التفجيرات بكل هدوء ، في نقطتين :

أولاً : لا أحد يعرف الفاعل على وجه الدقة ، وكل بيان صدر من جماعة هنا أو هناك يعتبر لاغ لأنه غير موثّق ولا يمثّل جماعة معروفة فضلاً عن جماعة المجاهدين ..
كل إنسان يستطيع أن يكتب بياناً يضعه في الشبكة العالمية يصدّره بآية أو حديث ويكتب إسم فلان أو علان ويتبنى أي أمر أراد ، والأصل في خبر المجهول عندنا عدم الصحّة حتى يأتي الخبر من ثقة معروف .. والغريب أن كثير من الذين انتقدوا المجاهدين لا يأخذون بخبر الآحاد من الصحابة العدول في الأمور العقدية ، وجزموا بصحة خبر مجهول في الشبكة العالمية !!

أستطيع أن أكتب بياناً أدعي أننا السبب في الحرب العالمية الأولى والثانية والثالثة ثم انسب البيان إلى الجيش الأحمر الياباني ، فإن صادف هذا البيان هوى أناس فإنهم ينشرونه على أنه حقيقة .. ما أدرانا أن هذه البيانات لم يكتبها اليهود أو الأمريكان أو البريطانيين أو الحكومة المصرية لحاجة في أنفسهم لا تخفى على من له أدنى نظر !!

إنه إذا بلغنا شيء عن الحكام تجد زبانيتهم يلوحون بآية في كتاب الله يجعلونها كالغشاوة على أعيننا لا نرى خلفها الصور الحقيقية ولا نسمع بعدها كلام الثقات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات : 6) ، ثم تأتيهم الأخبار عن المجاهدين من الكفار وأعداء الدين فيؤمنون بها ويجعلونها من المسلمات وينسون آيات الله وكتابه !!

ثانياً : ذهب شخص اعرفه إلى شرم الشيخ مع زوجته في الإجازة الصيفية ، والرجل ملتح وزوجته محجبة ، ولما دخل المدينة رآه أحد العاملين المصريين فيها فقال له : إلى اين يا سِيْدْنا الشيخ !!
قال : إلى الفندق ، وماذا تفعل هنا !! قال : اقضي الإجازة الصيفية .. فقال له العامل : يا شيخ أبقي على دينك وعلى دين زوجتك واذهب إلى فرنسا أو أسبانيا افضل لك من هذا المكان .. يقول الرجل : دخلت الفندق فعرفت مراد العامل فخرجت من المكان إلى القاهرة ثم إلى دولة أوروبية ..

الكل يعرف حال هذه المدينة وسبب بنائها ، ومن لم يكن يعرف فإننا نُخبره : المدينة ساحلية على البحر الأحمر (الذي كان في عهد الخلافة العثمانية بحراً إسلامياً) ، هذه المدينة أسّست للسياحة .. أتدرون حقيقة هذه السياحة !! إنها : العري والزنا والخمر والرقص والخنا ، ثم أصبحت المدينة ضراراً لمكة قبلة المسلمين في الأرض ، فأصبحت هذه المدينة قبلة من يريد هدم الإسلام وحرب المسلمين ، فقصدها بوش وكلنتون وشارون ، ويقصدها وزراء وزعماء الدول إذا أرادوا عقد مؤتمر لمكافحة الإسلام ، وهي المدينة التي يجتمع فيها شارون ومرتدّي السلطة الفلسطينية بإشراف "أبو جمال الفاسق" يخططون لتمكين يهود من احتلال جميع فلسطين وقهر وقتل المسلمين فيها ..

إن الذي يذهب إلى هذه المدينة ليس ببريء ، ولا يستحق الشفقة ولا البكاء من المسلمين ، ومن ذهب بأبناءه إلى هذه البقعة القذرة فهو معتوه يجب أن يُحجر عليه وتلغى ولايته على أبناءه ..

لقد هدم النبي صلى الله عليه وسلم مسجداً وأحرقه لعلمه بغايته ، أفنحزن على مدينة بُنيت للفسق والفجور والفساد في الأرض !!
العجيب أن هؤلاء بكوا قتلى مدينة الضرار ، وقد : قتل شارون بعض الفلسطينيين في نفس اليوم ، وقتل الصليبيون بعض المسلمين في العراق في نفس اليوم ، وقتل الروس بعض المسلمين في الشيشان في نفس اليوم ولم نسمع أو نرى منهم من بكى هؤلاء !! فتأمّلوا ..


الإسلام بريء من هذه الأعمالّ !!

كلمة نسمعها كلما قتل المجاهدون بعض العلوج ، أو فجّر المجاهدون قاعدة عسكريّة للأعداء ، أو حزّ المجاهدون رؤوس الصليبيين والمرتدين ، أو دمّر المجاهدون بعض المباني في بلاد الكفار الحربيين الصائلين ، أو اقتحم المجاهدون قاعدة عسكرية أو ثكنة تجسسية للكفار الحربيين في بلاد المسلمين !! تجد الخطباء والشعراء والأمراء والوزراء يهتفون بأعلى صوتهم وتتفتق من هذا الصراخ حناجرهم "الإسلام بريء من هذه الأعمال" !!

ونحن نقول لهم بكل هدوء : كيف يبرأ الإسلام من فرض عين فرضه الله على المسلمين ، وأجمع على وجوبه علماء الأمة !! قتال الكافر الحربي الصائل فرض عين باتفاق العلماء ، وقتل المرتدين منصوص عليه في حديث إمام الأنبياء ..

أخواتنا في فلسطين يُعتدى على أعراضهم ولم يحرك حكامكم الجيوش لاستخلاصهن من سجون شارون ، أليس الإسلام بريء من هذا القعود والسكون وقد أجمع العلماء على وجوب استخلاص نساء المسلمين من الأعداء ، وفلسطين والقدس في أيدي يهود ، فما حكم القعود !!

أخواتنا المسلمات في سجون العراق امتلأت بطونهن بأبناء الزنى ، أليس السكوت على ذلك وعدم القياك بالواجب الجهادي ، بل ومباركة احتلال الصليبيين للعراق ، فعل يبرأ الإسلام منه !!
الترصّد للمجاهدين وسجنهم وقتلهم ، وهُم خط الدفاع الوحيد – بعد الله – للأمة الإسلامة في أحلك ظروفها : أليس الإسلام بريء من هذا الفعل الذي هو همّ حكامكم الوحيد في هذا الزمن الشديد !!
أليس الإسلام بريء من تحريف الدين وتمييع ثوابته ليوافق هوى الصليبيين .. أليس إشغال شباب الأمة بالرياضات والأغاني والسفاهات في وقت نحن بأمس الحاجة فيه إلى الرجال للقتال ، أليس هذا مما يبرئ منه الدين !!

لم يُعلن حاكم واحد من حكامكم ولا آبائهم ولا أجدادهم الجهاد في سبيل الله منذ أكثر من مائة سنة ، وجهاد الطلب واجب مرة في السنة على الأقل ، أما جهاد الدفع الذي هو فرض عين منذ أكثر من ثلاثمائة سنة فلم يُخرج حكامكم راية واحدة تقوم بهذا الواجب العيني الذي هو قوام هذا الدين وذروة سنامه ، أليس الإسلام بريء من هذا !!

أليس الإسلام بريء من الحكم بغير ما أنزل الله ، وتحكيم قوانين الكفار في بلاد المسلمين ، وتمييع الدين ، وموالاة الكفار الحربيين ، ومعاداة المؤمنين المخلصين !!