عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 23-11-2006, 02:25 AM
osman hassan osman hassan غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 27
Exclamation ردا على مقال/الاسلام والخروج على الحكام

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، اولا انبه القارئ قبل تنبيه المفتري على الله ورسوله، ان المدارس الفكرية التكفيرية التي انتشرت تلبّس على المسلمين مما يوجب الرد عليها حيث لا يمكن تجاهلها. واقول لا يخدعنك مجرد ذكرهم للحديث فهذا النوع من الاضلال يعرف بالتلبيس والتدليس، وشيخهم في ذلك ابليس حيث اقنع ادم عليه السلام بالقسم، حيث قال الله تعالى عنه( وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين) فصدقاه لاجل القسم، والحديث عموما بل والقرءان يجب ان يشرح على مراد الشارع وتفسيره بالوحي ايضا لقوله تعالى (( ولا تعجل بالقرءان من قبل ان يقضى اليك وحيه)) وقال تعالى(( لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرءانه فاذا قرأناه فاتبع قرأنه* ثم ان علينا بيانه)). لان الكلام تتشابه الفاظه وتحتمل عدة وجوه، فياتي شرح الشارع في بقية النصوص، واما الخوارج يتعجلون في الحكم ومن علاماتهم: انهم(( يقرؤن القرءان يحسبونه لهم وهو عليهم)) كما في الحديث.
وذلك من تسرعهم وعدم تقييدهم بضوابط الشرع فاحذر ان تقع او تغتر بمظهرهم فان الحديث اشار لذلك حيث جاء فيه: سيخرج في أخر الزمان قوم أحداث الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقولون من خير قول البرية . يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم . يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية . . الى اخره ) . 1066 صحيح مسلم.
ومن تلبيس عناصر هذه المدارس الفكرية التكفيرية من كتب يكفر ويبيح الخروج على الحكام المسلمين في مقال ( الاسلام والخروج على الحكام) ثم يعدل في الاحاديث ثم ياولها على غير مرادها، في مقال على هذا الموقع الذي يضم فضلاء بينوا كثيرا لكن واجبي ان اقدم حد معرفتي: كما ان الاحاديث التي ذكرها بجملتها لا تفيد الخروج على الحاكم، وغاية ما فيها لا طاعة في المعصية، واعلق ابتداء من الحديث الذي استفتح به خطاه بالزيادة فيه فاضافة اليه عبارة (من) حيث قال: من بعدي الا ان الحديث بهذه الرواية لم ترد فيه من. ونص مقاله هو كالاتي: ((0 وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيليكم أمراء من بعدي يعرّفونكم ما تنكرون، ويُنكرون عليكم ما تعرفون، فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله ) [1].) [1] رواه الحاكم والطبراني وهو حديث صحيح.))
والصواب هو كالاتي: ((سيليكم أمراء بعدي ، يعرفونكم ما تنكرون ، و ينكرون عليكم ما تعرفون ، فمن أدرك ذلك منكم ، فلا طاعة لمن عصى الله)) 60551 الدرر السنية، ورقم 590 السلسلة الصحيحة للالباني. علما بان الحديث النبوي يجب التقيد فيه بالنص، والا بين بقوله في معنى الحديث.
وهو يستشهد به خطا في الخروج على الحكام.
اما من جهة الفهم، فان الحديث يشير الى عدم الطاعة في المعصية ولم يقول او يامر بالخروج عليهم او مقاتلتهم، بل اسلوب الحديث يدل على حالة نهج في حالة وجوده مع هؤلاء الامراء وليس في الخروج عليهم. ومن جهة ثانية حتى هذا الحكم المذكور من عدم الطاعة ليس على كل الحكام بل حالة معينة وصنف يكون قد ثبتت عليه تلك الصفات والتي يحددها اهل الاجتهاد وليس العوام. كما انه ليس كل الحكّام في درجة واحدة حتى نشملهم هكذا بضربة واحدة.
ومع هذا فانهم ينزلون ذلك على حكام لا ينطبق عليهم الحال بل على خير حكّام اليوم ، وحتى نحصرهم في اضيق نفق نحدد بان حكام منطقة الخليج العربي التي يستهدفها القائل ومن معه، نقول بان هؤلاء الحكام على خير ويحبون الدين وينصروا اهله ولا يجوز الخروج عليه في هذا العصر حتى الان، ومن جهة ثالثة : ان الاحاديث التي وردت عن امراء تحدث منهم مظالم فقد بينت ان ذلك لا يعني الخروج عليهم ولا قتلهم، بل رقم معاصيهم امر بطاعتهم كما في الحديث ((سيكون أمراء تعرفون و تنكرون فمن عرف برى و من أنكر سلم و لكن من رضي و تابع قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ما صلوا )) 100606 الدرر السنة، وقال اسنداه صيحي على شرط الشيخين وورد في السلسلة الصحيحة للالباني رقم( 1083).
بل اوضح من ذلك الحديث الذي يامر بطاعتهم (مهما كانوا) كما في الحديث: (( اطيعوا أمراءكم مهما كان فإن أمروكم بشيء مما جئتكم به فإنهم يؤجرون عليه و تؤجرون عليه ذلك بأنكم إذا لقيتم ربكم قلتم : ربنا لاظلم فيقول : لا ظلم فيقولون : ربنا أرسلت إلينا رسلا فأطعناهم و استخلفت علينا خلفاء فأطعناهم و أمرت علينا أمراء فأطعناهم فيقول : صدقتم هو عليهم و أنتم منه براء)) 90986 الدرر السنية، والسلسلة الصحيحة للالباني رقم( 1048).
وان حدثت الحالة المعنية فهي تعني الانكار وترك المشاركة او الرضى بذلك وليس الخروج عليهم، كما ورد في الحديث: ((سيكون أمراء تعرفون و تنكرون فمن عرف يرى و من أنكر سلم و لكن من رضي و تابع قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ما صلوا . )) 100606 الدرر السنية ، الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح على شرط الشيخين - المحدث: الألباني - المصدر: كتاب السنة . 1083 .
وما يبين انه يعني ترك المشاركة في المعصية فقط وامر بالطاعة في غيرها كما في الحديث : (( سيليكم بعدي ولاة ، فيليكم البر ببره ، والفاجر بفجوره ، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق ، وصلوا وراءهم ؛ فإن أحسنوا فلكم ولهم ، وإن أساءوا فلكم وعليهم )).17914 الدرر السنة والراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تفسير الطبري 4/1/199
فرغم ذلك اجاز الصلاة خلفهم بل وحض عليها وذلك يفيد ايضا عدم تكفيرهم او الخروج عليهم، كما في الحديث: (( سيكون عليكم أمراء يصلون بكم الصلاة فإن أتموا بكم ركوعها وسجودها وما فيها فلكم ولهم وإن انتقصوا من ذلك فلكم وعليهم (الدارقطنى فى الأفراد عن عقبة بن عامر) وللحديث أطراف أخرى منها : "إنها ستكون بعدى أمراء" .
واضح من ذلك انه يامر بالصبر عليهم ومعهم مما يفيد انه لا يدعو الى الخرود عليهم لان الخروج يضر بكل المسلمين ويبدل امنهم خوفا. لذك جاء في الحديث : (( سيليكم أمراء يفسدون وما يصلح الله بهم أكثر فمن عمل منهم بطاعة الله فلهم الأجر وعليكم الشكر ومن عمل منهم بمعصية الله فعليهم الوزر وعليكم الصبر (البيهقى فى شعب الإيمان ، وابن النجار عن ابن مسعود) 13296 السيوطي. أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (6/15 ، رقم 7368)
وايضا الحديث: (( سيكون بعدى أئمة لا يهتدون بهديى ولا يستنون بسنتى وسيقوم رجال قلوبهم قلوب رجال شياطين فى جثمان إنسان قال حذيفة كيف أصنع إن أدركنى ذلك قال اسمع وأطع للأمير الأعظم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك. (رواه ابن سعد عن حذيفة) 13250-الدرر. أخرجه أيضًا : مسلم (3/1476 ، رقم 1847) ، والطبرانى فى الأوسط (3/190 ، رقم 2893) ، والحاكم (4/547 ، رقم 8533) وقال : صحيح الإسناد .
وحتى اذا بلغ الظلم اخذ حقوقهم مع اداءهم للحق الواجب فلم يسمح لهم بالخروج بل اثنى على بقاءهم بينهم لبيان الدين وسد الثغور في المجتمع كما في الحديث: ((سيكون بعدى ناس من أمتى يسد الله بهم الثغور تؤخذ منهم الحقوق ولا يعطون حقوقهم أولئك منى وأنا منهم (ابن عبد البر فى الصحابة عن زيد العقيلى) 13263جامع الاحاديث للسيوطي.
وكذلك الحديث )) سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : يا نبي الله ! أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا ، فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه . ثم سأله فأعرض عنه . ثم سأله في اثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس . وقال ( اسمعوا وأطيعوا . فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ) . وفي رواية : فجذبه الأشعث بن قيس . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اسمعوا وأطيعوا . فإنما عليكم ما حملوا وعليكم ما حملتم الدرر السنة 175471 الراوي: وائل الحضرمي والد علقمة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح 1846.
فان مدارس التكفير تشرح من حقدها وهواها وآراءها وليس بالاثار، فاياكم واصحاب الراي فانهم اعداء السنن اعيتهم الاحاديث ان يفقهوها فافتوا بغير عليم فضلوا واضلوا. روي عن عمر رضي الله عنه. ولنا عودة انشاء الله.