[*اليشمـــك*]

السلام عليكم

كل من عرف الشيخ الكبيسي وكل من اعتاد على متابعة برامجه ولقاءاته .. دُهش .. بل صُدم من كلامه في تلك الخطبة العجيبة .. وأنا أولهم ..

كانت الدهشة في بادئ الأمر من ظهوره المفاجئ في بغداد وانتقاله السريع بعدما دخلت القوات الأمريكة وسقط النظام ..

الكثير من الاسئلة والشكوك اعترتني .. بل أنني بدأت فعلا في تغيير ملامح الصورة الجميلة التي كادت ان تكون شبه كاملة للشيخ الكبيسي..

لماذا لم يقرر العودة لبلده قبل الآن؟
لماذا استخدم تلك الالفاظ وذلك الاسلوب الذي لايتفق بتاتا مع وقار العالِم الاسلامي ؟
لماذ تغيرت فجأة نبرة الشيخ الكبيسي بعدما اعتدنا منه الهدوء والروية والمنطقية والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يتنافى مع أخلاق العالِم الاسلامي الجليل؟
لماذا أضيف إليه لقب" رئيس رابطة علماء العراق " أو ماشابه ذلك؟
هل كان يشغل هذا المنصب سابقا؟
لماذا لم نسمع منه سابقا وبصريح العبارة موقفه من تلك المنظمات التي انتقدها؟
هل كان يعيش في كبت وقمع أدى به لهذا التحول المفاجئ في اسلوب التعاطي مع الأحداث ؟
هل أصبح يشعر بأمان أكثر وأن السلطة التي كانت تقمعه انتهت؟

أعتقد أن الشيخ الكبيسي هو أحد العلماء المسلمين الذين يعيشون "أو عاشوا" تحت قمع شديد طوال حياتهم .. ولم تكن الخيرة لهم بأن يعبروا حتى عن آراءهم .. فقد أتاهم الأمر بأن يتحدثوا فقط في الأمور الفقهية أو المسائل الدينية التي أصبحت أسلوبا لكسب الرزق بعد أن فقد العلماء المسلمين هيبتهم في قلوب الكثيرين وذلك نتيجة لتبعيتهم للأنظمة العربية وعدم قدرتهم على الاعتراض أو انكار المنكر على صاحبه ..

المُشاهد أو المتابع لحال الأمة الاسلامية ليس غبياً أو أحمقاً ليصدق تلك الشعارات التي ارتفعت الآن فقط .. حتى ولو كانت صادقة .. لأنها اتت متأخرة جدا كعادة المسؤولين في ظهور ردات فعلهم تجاه مايحدث .. فقد اعتدنا .. أو أرادوا تعويدنا على أن نرى ونسمع ما يريدون فقط .. أرداوا إلغاء عقولنا ولكنهم لن يستطيعوا إلغاء قلوبنا ..

تحياتي ..