عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 26-08-2005, 12:04 AM
مُقبل مُقبل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 461
إفتراضي دعونـــــــي أرحــــــــل..(قصــــــــه)

الخـــــوف من المجهـــــــول


حملتُ قلبا أرهف من قلب الطفل ، وروحا أزكى من روح المسك ، حملت مشاعر محبة لم تعرف الكره يوما
أو الحقد ، حلمت بدنيا هانئة هادئة جميلة .. شعرت بأن جميع من في الكون طيبون مُحّبون مثلي .
وأن الجميع يحملون قلوبا طاهرة مغسولة بالماء والثلج والبرد ، كما هو قلبي !
وأن الجميع ذوو نوايا حسنة كما هي نيتي ..أستاء لآلام الناس وأحزن لمصابهم ..
أحببت جميع الناس دون استثناء !!
وعندما أتممت العشرين من العمر تقدم إليّ شاب من بلد عربي فأخبرني به أهلي .. اضطربت وارتجفت فرائصي ..

ترددت كثيرا .. ثم رفضت لا أريده ولا أعلم سبب رفضي له .. فطلبوا مني التمهل والتفكير .. فكرت مليا ثم.. وافقتُ بعد شق الأنفس وجهد العناء .. ثم عُقِد القران بيننا ..
إذن بقي عام على الزواج ! خلال هذا العام كان يُرسل إليّ كتبا مغلفة خفية ودون علم أهلي !
ويطالبني بإصرار أن أخفيها عن أنظار الجميع !! بدت الغرابة على محيايّ ! لماذا ؟
فقال: سنصبح زوجين فيجب أن تكون لنا خصوصياتنا !
اقرئيها بمفردك وطبقي ما فيها فهي نافعة جدا ومفيدة للغاية !!

وكان يسألني باستمرار وبانتظام عن تأثير هذه الكتب عليّ ! وهل عملتُ بما فيها ؟ وما رأييّ بمحتواها ؟
الحق يقال بأن الله لم يكن يريد مني أن أفتح هذه الكتب أو أرى ما فيها على الإطلاق ، ولكن إجابتي له كانت
بأنها نافعة ومفيدة .. حتى لا يضغط عليّ بها أكثر من ذلك !

واستمر الحال .. وقبل الزواج بأسبوعين امتلأت مآقيّ بدموع الكون .. فاحترقت وجناتي بهذه الدموع المحرقة
التي لا أعرف لها سببا !!
ستُلقى على عاتقي مسؤوليات عِظام .. فهل أنا على استعداد لها ؟
كنتُ الفتاة الصغرى المدللة دوما !
هل سأوفّق في إسعاد زوجي وإعطائه حقوقه الزوجية كاملة ؟ هل سيكون سعيدا معي ؟ وهل سيُسعدني ؟
هل سيغضب الله عليّ عندما أُغضبه ؟ وهل .. وهل .. إلخ

لقد تربيت في بيت يعرف الحقوق والواجبات ويقدرها ولله الحمد ، بالإضافة إلى كونه بيتا محبا هادئا
فبالتأكيد سوف تكون حياتي كذلك !
لاحظتُ عليه قبل الزواج عدم ذهابه إلى المسجد في وقت الصلاة ! وقد كان حلمي الذي طالما راودني
أن أتزوج رجلا ملتزما خلوقا ديِّنا ، والشيء الأهم أن يصلي الصلاة في المسجد مع الجماعة..

حتى تسكن روحي معه .. وأطمئن له وبه .. وتهدأ حياتي وترفرف عليها السعادة والأمان ..!!
كم حلمتُ بان يستيقظ من سأتزوجه لصلاة الفجر كل يوم ويوقظني معه لأصلي ..
جاء يوم الزواج وأنا شبه واعية ! أخذ الخوف مني كل مأخذ .. اليوم فقط سأبدأ حياةً جديدة !
تزوجته .. سافرتُ معه إلى بلده ..


وللقصة تتمة بإذن الله
الرد مع إقتباس