عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 26-08-2005, 12:10 AM
مُقبل مُقبل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 461
إفتراضي


المفاجـــــأة الأولــــى


بعد وصولنا بيوم فاجأني قائلاً:
- استعدّي سيدخل عليكِ أقاربي من الرجال لمصافحتكِ وليباركوا لكِ بالزواج..
التهبتْ عيناي :
- ماذا تقصد؟ بالتأكيد تقصد بأنهم سيُباركون لي من خلف الباب !!!

نفى ذلك بسرعة وأردف :
- بل سيدخلون هنا عندك .. فصافحيهم وردّي إليهم التبريكات !
- أنا ؟ هل سيراني رجالٌ غرباء غير زوجي ؟
هتفتُ في أذنه :
أرجوك .. هذا ليس اتفاقنا ! اتفقنا على ألاّ أظهر أمام أحدٍ من الرجال على الإطلاق ..
فأنا كما تعلم من عائلةٍ محافظةٍ متحجبة وأنت تعلم ذلك جيداً !!

نظر إليّ بنظراتٍ غاضبةٍ وقال :
- افعلي ما أقوله لك ..
كنتُ بكامل زينتي ، ولم يتم حديثه إلا وقد دخل جمعٌ غفيرٌ من الرجال !!!
وعيون القوم تكاد تلتهمني !
فأسرعتُ بأخذ غطاءٍ وألقيتُ به على رأسي وجسدي وأنا أتوهّج ألماً وغضباً .. وامتنعتُ عن النظر إليهم
وقد امتلأت بالحسرة والقهر مع الدمعات ..

فمدّوا أيديهم يتسابقون بالمصافحة.. وبحركةٍ آليةٍ مرتجفةٍ خائفةٍ .. وبدافعٍ من نظرات الزوج الماكر
وخوفاً من غضبه مددتُ يدي بلا شعور لمصافحة كبيرهم الذي لم يتجاوز الثامنة والثلاثين من عمره !
و اكتفيتُ بمصافحته هو فقط !
أخذ البقية يُثنون على اختيار زوجي لي وقد توقعتُ أن يقوم بالنيل منهم لهذه المجاملات غير اللائقة

والتي صدرت بأسلوبٍ مقزّز لم أعرف القصد من ورائه !!
ولكن للأسف ! فقد اتسعت ابتسامته وانفرجت أساريره.. وماتت غَيرته !!
خرجتُ فوراً من الحجرة و كأنما شعرت بغضب الله قد وقع عليّ وما أشده من غضب !!
لم أعرف ماذا أفعل في مجتمع غريب ! ماذا سيفعل الله بي ؟ ما هذا الذنب العظيم الذي اقترفته ؟
اللهم اغفر لي فهذا خارجٌ عن إرادتي وطوعي !!!

عُدتُ إلى منزلي تسبقني إليه الدموع المذنبة .. ولكن يجب أن أقنع هذا الزوج بأسلوبٍ حكيمٍ هيّن ليّنٍ !
فرجوتُه ألا يفعل ما فعله اليوم مرةً أخرى !
بكل أدب وطيب حادثته : لأن الله لن يوفقنا في حياتنا على هذه الصورة ..
فأبدى غضبه واستياءه وثار، وأقام الدنيا ولم يُقعدْها ..!!
ففضّلتُ السكوت والإقناع بالحسنى على فتراتٍ متقطعة ، والتنازل له حتى يفعل الله أمراً كان مكتوباً .

فُوجئتُ مرةً أُخرى وأخرى بإصراره على مخالطتي لهؤلاء الرجال ..
رفضتْ ، رجوتُه ..
أمرني بلهجة حانقةٍ بالدخول قائلاً :
- إنهم جميعاً قد اعتادوا على المخالطة والضحك وتبادل النكات والأحاديث الودّية والطرب رجالاً ونساءً ..
ولستِ أنتِ التي ستُعيقين فعلهم أو تُصلحين من شأنهم ! فلتوفري مجهوداتك لنفسك !
تأملت الحال ! ألا يخافون الله وغضبه ؟ كيف تختلط النساء بالرجال بهذه الصورة المنتنة ؟
كيف تبدي النساء زينتهن أمام رجال أجانب ؟! كيف يسمح أزواجهن بهذه الدناءات ؟

ذهبنا بعد ذلك لزيارة بلدٍ عربي ّ آخر.. وما زلنا في الأسبوع الثاني من الزواج ... فقلتُ في نفسي :
- نحن الآن بمفردنا ، وسأحاول إقناعه !
ذهب ليأتي لنا بالعشاء من الخارج .. فذهبتُ أبحث في سورة النور عن الآية الفاصلة لهذا العمل المشين ..
والبهجة تملأني وكأني قد أمسكتُ بعقال الإبل ..

نعم هنا سيقف وهنا سيرضخ !! فإذا حَكَم الله بأمرٍ فلا خيرة له ولا لي فيه ! نعم جاء الفرج وانكشفت الغمّة ..
انتظرته بفارغ الصبر وكأن أجنحة الطيور جميعاً ملكاً لي أطير بها أينما أشاء في هذا الكون الفسيح !
وكأنما قلوب الكون تعاضدني لأصل إلى الخلاص الأكيد !!!

جاء؛ لم انتظر والابتسامة تنم عن فرح شديد وعن روحٍ مُنتصرة ، ثم فتحتُ المصحف على الآية :
{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ....} النور: 31


وقبل انتهائي من الآية نظرت إلى وجهه وقد توقعتُ التوبة والندم بالطبع !!
ولكن يا للحسرة ، لقد استشاط غضباً، وقام بخطف المصحف الشريف من يدي بقوة وألقى به على السرير
ونظر في عينيّ بتهديد قاتلٍ ووعيدٍ مخيفٍ. ثم قال:
- أنت تستمعين إلى كلامي أنا وليس إلى كلام هذا .. مفهوم !!


وللقصة تتمة بإذن الله
الرد مع إقتباس