السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
بارك الله فيك اختي الفاضلة حسناء..لكن بعد إذنك سوف أنقل موضوعك هذا إلى الخيمة المفتوحة لقناعتي بأنه المكان الأنسب له إن شاء الله..
**********
وأود فقط ان اوجه كلمتين لأختنا الحبيبة أركيدا حفظها الله..غاليتي..عندي يقين تام بإذن الله تعالى انك نعم الأخت المسلمة..فقط عندك أفكار ومبادئ أحيانا تكون خاطئة..وهذا امر بسيط إذا استطعنا نحن إخوانك واخواتك المسلمات أن نأخذ بيدك للتغلب عليه..ومن منا لا يخلو من ذلك..فجميعنا لديه مبادئ وأفكار خاطئة تحتاج إلى من يملك سعة صدر ولين الطبع وحسن الكلام ليرشدنا إلى الصواب بإذن الله تعالى وليس بيننا واحد يمشي على وجه هذه الأرض كامل..والدين النصيحة..
باختصار أختي الحبيبة ولكي لا أطيل الكلام..لم أقرا كل شيء بصراحة لخوفي الشديد من مثل هذه المواضيع لكن لا أخفي أن مكانتك في قلبي ليست بالصغيرة لذلك اجدني دائما أقرا ردودك..فقرات ما لا ولن أأيد بإذن الله..أختي الحبيبة أنت الآن ولله الحمد حفظت سورة البقرة ماشاء الله لاقوة إلا بالله..وإذا طلبت منك ان تسمعيني اولها سوف تسمعين نفسك هذه الآيات العظيمات:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
الم *
ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
وهذه سمة من بين سمات المتقين التي استحقت الثناء بها عليهم من رب السماوات والأراضين..كما أن الإيمان كله إذا لاحظتي قائم على التصديق بأشياء غيبية لا نراها ولا نلمسها ولا حتى نستطيع ان نصفها.. ودرجة الإيمان غير درجة الإسلام كما أن درجة الإحسان غير درجة الإيمان..أظنك تعرفين الحديث الذي أتكلم عنه..حديث جبريل عليه السلام عندما أتى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام والإيمان والساعة في حضور الصحابة..فيعني يا أركيدا ما اود قوله هو أن الإيمان بالأمور الغيبية والتسليم لها من غير مناقشة ولا شيء لهو امر محمود وعظيم جدا أثنى الله عليه من فوق سبع سماوات..وليس يملكه الجميع بل المتقين فقط..نأتي الآن ونتكلم عن الجن..الحمد لله انت تؤمنين به لإيمانك بصدق القرآن الكريم..طيب جيد جدا..لكن هل حققتي الإيمان الكافي في ذلك ام لا؟؟الله وحده اعلم بذلك وهو حسيبك..فانا لا اتكلم عن هذا..لكن الذي أريدك ان تفهميه غاليتي هو ان الإيمان أحيانا يتطلب اكثر من كلمة او جملة..فالإيمان الحقيقي هو الذي يستقر في القلب دون ان يحتاج ان تراه العين أو تسمعه الأذن أو تلمسه اليد ليصدقه.. فهو ثابت ولا يراوده ارتياب إلا ان يوسوس له الشيطان احيانا لكن المؤمن يتعوذ من ذلك بسرعة ويسلم تسليما..فذاك الوسواس بنفسه لهو من علامات الإيمان ولله الحمد كما جاء في الحديث..وإلا فأخبريني اختي الحبيبة هل رأى احد منذ أن بدا الخلق الله جل شأنه؟؟ لا أبدا ولن يراه أحد إلى أن تقوم الساعة..مع ذلك فإننا نؤمن إيمانا شديدا بوجوده..بل وأحيانا نشعر بأنه قريب إلينا فهو الرحيم الرحمن بعباده..صحيح ان هناك آيات تدل على وجوده وعظمته لكن إذا مشينا بمبدئك فإن ذلك غير كاف للإيمان والتصديق..سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..كم سمعنا عنه من خلال سيرته والقرآن لكن أيضا إذا مشينا بمبدئك فلن أصدق رجلا تكلم عنه التاريخ وأأمن بوجوده لمجرد أن الكتب تثبت ذلك أو القرآن..فمن يضمن لي صحة ذلك..وهلم جرا..أركيدا غاليتي الدين ليس شأنه كشأن الأمور الدنيوية العادية..الدين شان والأشياء الدنيوية شأن آخر تماما..فأنا مثلااحتاج إلى من يبرهن لي بان الإنسان أتى من القرد كما يزعمون..نعم..لكن ما احتاج إلى برهان بأن الإنسان خلق من عجل..لأن ذلك جزء من عقيدتي..أأمن به لأن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أخبروني به..عكس الفرضية الأولى..( التي بالمناسبة اتضحت انها فرضية خاطئة)..هل فهمتي ما اود قوله؟؟يعني الجن يا أركيدا وجوده حق اكيد بدليل الكتاب والسنة..كيف وأين وهل..إن وجدت في السنة ما يروي ضمئي من الصحيح أو الحسن فعلى بركة الله وإلا فلا احتاج لأجعل منه قاعدة شبه رياضية..لست أراه فإذن هو غير موجود بيننا..أو..او..أو..لأنه شيء يتعلق بعقيدتي وليس شيئا قاله فلان او علان فقط..وهكذا يكون مبدئي مع باقي الأمور التي تمس عقيدتي..أحكم فيها قلبي وليس عقلي..فالإيمان في القلب وليس في العقل يا اختي الحبيبة مهما حاولتي..وعموما الحديث يطول في هذه المسألة..لكن أذكرك بهذه الآية:
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
اكتفي بهذه الكلمات البسيطة إن كان صوابا فمن الله سبحانه وإن كان خطئا فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله وأتوب إليه..واعتذر جدا عن الأسلوب المتواضع غاليتي..كذلك عن الإطالة..وإذا قلت شيئا قد جرحك فآسفة ما كانت نيتي والله بالعكس..ولكننا بشر..
والله يحفظك..
والسلام عليكم ورحمة الله.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك واتوب إليك.
|