[فارس الأندلس]

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,,,

أضحى موضوع قيادة النساء للسيارات مثار جدل بين مؤيد ومعارض . فمن مؤيد بزعم حرية المرأة وحقها المهضوم ومن معارض بزعم الحفاظ على حوزة الدين والذود عنه, ولكن ياسادة دعونا نتساءل هل فتوى جواز قيادة المرأة للسيارة أولا هي قطب رحى قضية الأمة وشغلها الشاغل الآن أم أنه رغبة ولي الأمر والخمر الذي من مصلحته أن يطرح هذا الموضوع في الوقت الراهن بالذات عن طريق أذنابه ومرتزقته الأمر الذي لايخفى على أحد ليثبت ال سعود لأسيادهم الأمريكان صدقهم وجديتهم في السير قدما نحو الأصلاحات التي طلبت منهم ؟؟!!
ثم أليست فتاوى جواز جلب الجيش الأمريكي لجزيرة العرب وفتاوى جواز حصار العراق وضربه لمدة 13 سنة والتسبب في قتل مليون طفل وفتاوى الصلح الدائم مع اليهود المغتصبين لأرض الأسراء والمعراج والذين يهددون مؤخرا بهدمه وفتاوى تجريم الجهاد وتحريمه في العراق والزعم بأنه فتنه والفتاوى التي اعتبرت بريمر وعلاوي ولاة أمر والفتاوى التي أعتبرت العمليات الإستشهادية هي نوع من قتل النفس والإنتحار والتي صفق لها الكنيست الأسرائيلي ووقف لها رابين إجلالا والفتاوى التي تنكر وتنقض الفتاوى التي حظت على الجهاد في أفغانستان سابقا بعد أن كان جهاد مقدسا أضحى اليوم جريمة لاتغتفر ووصمة عار في جبين صاحبها وسبة الزمان أعظم عند الله وأكبر أم قضية قيادة النساء و قضية تحريم مشاهدة مسلسل الطفال الكرتوني (البوكيمون) ؟؟!! ردوا علي

مصدروا هذه الفتاوى هم هم أنفسهم الذين ينقضونها فيما بعد على عكس ما أمر الله في قوله تعالى " ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا " سبحان مقلب القلوب... سبحان الله العظيم
ارتكست الفطر وانتكست القلوب فلا تنكر الا ما اشربت من هواها وحظ نفسها كما قال الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا ، فأي قلب أشربها ، نكتت فيه نكتة سوداء ؛ وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء ، حتى تصير على قلبين : أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسود مربادا ، كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب هواه"

ُتركت الأصول وُهدمت ثوابت الدين وحورب الدين باسم الدين وسجن الدعاة المخلصون والمجاهدون وأغلقت الجمعيات الخيرية باسم الدين وباسم الحرب على الأرهاب !!! أو سمها الحرب على الأسلام إن شئت ولم تجد من ينبس ببنت شفه ولكن عندما يقترب الأمر من بعض القضايا الفرعيه التي لاتمس أصل الدين وجوهره و التي يسعها الأجتهاد تجد عامة الناس تقشعر جلودهم وتكفهر وجوههم لأنه لايستقيم مع أعرافهم السائده فيحاولون تجيير نصوص الدين لصالح أفقهم الضيق وعقولهم المتحجرة فيأخذون بأكثر الأقوال تشددا فيما فيه مندوحه ليس اتباعا للدليل كما يزعمون فحسب وانما انحيازا تاما للعادات والتقاليد متمحكين بالدين وباذلين وسعهم لإيجاد مايرسخها من الناحية الشرعية ويضفي عليها هالة من القدسية بزعم المصالح والمفاسد التي لاتوجد الا في عقولهم المتكلسه وفهمهم المبتسر للنصوص ولو أخذنا بالقياس على قاعدة المصلحة والمفسدة التي توسعوا في استخدامها وأدخلوا فيها مالا تنطبق عليه لُفتحت لنا أبواب كثير يصعب غلقها ولقيد الحلال المباح أصلا الذي أحله الله باسم المصلحة والمفسدة المزعومه وكأن رب العالين لايعلم مايصلح العباد ويفسدهم تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا وكأن الدين لم يكمل بعد وانما يحتاج من يكون عليه وصيا .

فالله جل وعلا عندما حرم الزنا سد كل الذرائع المفضية إليه من النظرة المحرمة ونظر الفجأة والخلوة والخضوع بالقول والتبرج لأنه جل وعلا أعلم بالمفسدة المتحققة حتما لا ظنا والمترتبة على تلك الأفعال وهو أعلم بطوايا النفوس وماتخفي القلوب وليس المفسدة المزعومة والمتوهمة في عقول بعض الموسوسين والمهوسين فيأتون ليعقبوا على حكم الله ويقيدوا ما أباحه الله اجتنابا كما مايزعمون وتصوره لهم أفهامهم السقيمة أنه قد يترتب عليه مفسدة .

وعند عظائم الأمور وقضايا الأمة الكبرى والملحة كأهانة كتاب الله وتدنيسه في مراحض جوانتانامو كما حدث موخرا تجدهم لايحركون ساكنا فهم إما صامتين صمت أهل القبور في أقل أحوالهم وإما مناصرين لهوى الحاكم في الجملة وذلك وأغلب أحوالهم.
والناظر بتجرد والباحث عن الحق بالدليل الشرعي وليس الهوى يميل إلى مارجحه الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله. فالسيارة في زماننا تقاس على ماكان يركب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فإذا جاز للمرأة أن تركب الإبل والخيل والحمير سابقا وتقضي حوائجها عليها فقيادتها للسيارة من باب أولى أستر لها من ركوبها الحمير والبغال علاوة على أنه لم يرد نص عن رسول الله ينهى عن ركوب النساء الحمير والبغال والمطايا كما نهى النساء عن زيارة القبور في أول الأمر ثم أباحه فيما بعد .

(ولما قال عبد الله بن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنكم إليها . قال : فقال بلال بن عبد الله : والله لنمنعهن .
قال الراوي : فأقبل عليه عبد الله فسبّه سبّـاً سيئاً ما سمعته سبه مثله قط ، وقال : أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول : والله لنمنعهن ). رواه البخاري ومسلم .

فلا ينظر بعد ذلك لقول أحد بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم بزعم مصلحة ومفسدة والوصاية على الدين وإنما الحق أحق أن يتبع ولو رغمت أنوف.