عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 02-06-2001, 08:30 PM
صوفي صوفي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 58
Post

الشيخ عطية صقر :

أوضح فضيلة الشيخ عطية صقر عضو لجنة الفتوى بالأزهر أن من المناسبات التي يحتفل بها المسلمون ما تكون دنيوية محضة، وقد تكون دينية أو عليها مسحة دينية، والإسلام بالنسبة إلى ما هو دنيوي لا يمنع منه ما دام القصد طيبًا، والمظاهر في حدود المشروع، وبالنسبة إلى ما هو ديني قد يكون الاحتفال منصوصًا عليها كعيدي الفطر والأضحى، وقد يكون غير منصوص عليها كالهجرة والإسراء والمعراج والمولد النبوي، فما كان منصوصًا عليه فهو مشروع بشرط أن يُؤدَّى على الوجه الذي شُرع، ولا يخرج عن حدود الدين، وما لم يكن منصوصًا عليه، فللناس فيه موقفان، موقف المنع لأنه بدعة، وموقف الجواز لعدم النص على منعه، ويحتج أصحاب الموقف المانع بحديث النسائي وابن حبان بسند صحيح أن أنسًا رضي الله عنه قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: " قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرًا منهما، يوم الفطر ويوم الأضحى"، فكل ما سوى هذين العيدين بدعة، ويرد عليه بأن الحديث لم يحصر الأعياد فيهما، بل ذكر فضلهما على أعياد أهل المدينة التي نقلوها عن الفرس، ومنها عيد النيروز في مطلع السنة الجديدة في فصل الربيع، وعيد المهرجان في فصل الخريف كما ذكره النويري في "نهاية الأرب" وبدليل أنه سمى يوم الجمعة عيدًا. ولم يرد نص يمنع الفرح والسرور في غير هذين العيدين، فقد سجل القرآن فرح المؤمنين بنصر الله لغلبة الروم على غيرهم بعد أن كانوا مغلوبين "أوائل سورة الروم". كما يُرد بأنه ليس كل جديد بدعة مذمومة، فقد قال عمر في اجتماع المسلمين في صلة التراويح على إمام واحد "نعمت البدعة هذه". فالخلاصة أن الاحتفال بأية مناسبة طيبة لا بأس به ما دام الغرض مشروعًا والأسلوب في حدود الدين، ولا ضير في تسمية الاحتفالات بالأعياد، فالعبرة بالمسميات لا بالأسماء

مجمع البحوث الإسلامية
أكد الشيخ السيد وفا الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أن الاحتفال بالمولد النبوي مشروع ولكن لانتشار البدع في المولد أنكرها العلماء حتى أنكروا أصل إقامة المولد فإذا خلا الموالد من البدع والاختلاط والبعد عن الفساد فلا مانع من إقامتها في جو روحاني يتدارس المسلمون فيه كتاب الله وسنة رسوله وفي صحيح مسلم عن أبي قتادة الأنصاري قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين فقال " ذاك يوم ولدت فيه. ويوم بعثت أو أنزل عليّ فيه "

وروي عن جابر وابن عباس : ولد رسول الله صلي الله عليه وسلم - عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول وفيه بعث. وفيه عرج به إلي السماء. وفيه هاجر. وفيه مات. أي في شهر ربيع الاول فالرسول - صلى الله عليه وسلم نص على أن يوم ولادته له مزية على بقية الأيام وللمؤمن أن يطمع في تعظيم أجره بموافقته ليوم فيه بركة وتفضيل العمل بمصادفته لأوقات الامتنان الإلهي معلوم قطعا من الشريعة ولذا يكون الاحتفال بذلك اليوم وشكر الله على نعمته علينا بولادة النبي وهدايتنا لشريعته مما تقره الأصول ولا بأس بالاحتفال بالمولد النبوي الكريم في العصر الذي كاد الشباب ينسى فيه دينه وأمجاده في غمرة الاحتفالات الأخرى التي كادت تطغى على المناسبات الدينية. على أن يكون ذلك بالتفقه في السيرة وعمل آثار تخلد ذكرى المولد كبناء مسجد أو معهد أو عمل خيري يربط من يشاهده برسول الله وسيرته.

رأي الدكتور القرضاوي
يقول فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي إن هناك لون من الاحتفال يمكن أن نقره ونعتبره نافعاً للمسلمين، ونحن نعلم أن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ لم يكونوا يحتفلون بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا بالهجرة النبوية ولا بغزوة بدر، لماذا؟ لأنهم عاشوا هذه الأمور بالفعل، وكانوا يحيون مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم جاء عصر نسي الناس فيه هذه الأحداث، وأصبحت غائبة عن وعيهم، وغائبة عن عقولهم، وضمائرهم، فاحتاجوا إلى إحياء هذه المعاني التي ماتت، والتذكير بهذه المآثر التي نُسيت، لذلك أقول: إننا نحتفل بأن نذكِّر الناس بحقائق السيرة النبوية، والرسالة المحمدية، فعندما أحتفل بمولد الرسول فأنا أحتفل بمولد الرسالة، وأذكِّر الناس برسالة رسول الله وبسيرة رسول الله ص، وفي الهجرة أذكِّر الناس بهذا الحدث العظيم، وبما يُستفاد به من دروس، وأربط الناس بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم . قال تعالى " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر " - الأحزاب : 21 - .

نحن في حاجة إلى هذه الدروس فهذا النوع من الاحتفال هو تذكير للناس بهذه المعاني، ووراءه ثمرة إيجابية هي ربط المسلمين بالإسلام، وربطهم بسيرة النبي ص ليأخذوا منه الأسوة والقدوة.