عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 30-08-2003, 11:58 AM
أبو حسن أبو حسن غير متصل
المهندس
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2001
المشاركات: 39
إفتراضي

وما رأي الأستاذ في أن قطاعاً مهماً من الشعر العربي في نصف القرن الأخير، بل هو في اعتقادي القطاع الأهم والأكثر تأثيراً بني على التفعيلة الواحدة وسمى نفسه "شعر التفعيلة" مما جعل التفعيلة أساس القصيدة المعلن والمضمر في الوقت نفسه.
وإليك أمثلة (ملاحظة على الهامش: أليس من الغريب أن ظاهرة شعر التفعيلة تبدو وكأن معظم شباب الشعر الإنترنيتي لم يسمع بها؟):
من محمود درويش على تفعيلة الكامل:
ليدين من حجر وزعتر
هذا النشيد لأحمد المنسي بين فراشتين
مضت الغيوم وشردتني
ورمت معاطفها الجبال وخبأتني

بدر شاكر السياب على تفعيلة الرجز:

عيناك غابة نخيل ساعة السحر
أم شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم..

ولشاعر لا أعرف من هو على تفعيلة المتقارب:

أحبك إني أحبك سيدة لانتظاري
ومغفرة
لجنوني الغريب..

وشعراء التفعيلة استفادوا للعلم من ظاهرة الدائرة العروضية في أشكالها البسيطة فقد يحذف أحدهم فعو ليصبح ما بعدها (لن فعو لن فعو لن فعو=فاعلن فاعلن فاعلن)
فالتفعيلة موجودة كوحدة إيقاعية ويمكن أحياناً تقسيمها لتحويل السطر إلى إيقاع آخر متراكب كلياً مع الأول كما في مفاعلتن ومتفاعلن، وفعولن وفاعلن،وفاعلاتن ومستفعلن ومفاعيلن.
وعند شعراء التفعيلة زال شكنا الملح المزعج الذي كان قائماً في حالة شعراء العمودي وهو الشك الذي يقول: أكانت التفعيلة موجودة في رؤوسهم حقاً أم لا؟
ففي رؤوس هؤلاء الشعراء الجدد من أمثال السياب ودرويش وحجازي والمناصرة ومحمد علي شمس الدين التفعيلة موجودة منذ البداية كحجر زاوية في بناء النظام الموسيقي للقصيدة.
الرد مع إقتباس