الموضوع: عود على بدء
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 23-08-2001, 11:09 AM
مسلم مسالم مسلم مسالم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 156
Post

بسمه تعالى،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

برأي الأخ صلاح الدين فأنا لست سوى متكبر ساذج يقحم نفسه في الحوار دون أن يدعوه أحد. (أسأل الله أن يغفر لي إن كان ذلك صحيحاً وأن يغفر له إن لم يكن كذلك) ، وعندما صارحني هو بذلك من خلال الحوار، وجدت ألا مبرر لاستمرار الحوار ما دام الاحترام المتبادل الذي كان موجوداً في بداية الحوار قد اختفى، وأصبح صلاح الدين لا يهمه سوى التقليل من شأني وعلمي المتواضع واتهامي باتهامات باطلة والتكلم من غير أدلة. ولهذا فقد توقفت عن الرد عليه في موضوع "العقول الواعية" في الخيمة المفتوحة، ولكنني فوجئت به ينقل الموضوع إلا الخيمة الإسلامية، ولا أدري ما مبرره من ذلك. فرأيت إنني في هذه الحالة مضطر للرد، لا سيما بأنها فرصة لا تعوض لاختبار مدى مرونة الخيمة الإسلامية، ومدى تقبلها للآراء التي سأطرحها. وفي حالة - لا سمح الله - تم غلق الموضوع أو حذفه فسأنقل هذا الرد إلى الخيمة المفتوحة.

نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا ويسدد خطانا في توضيح الحقيقة المظلومة.

لله تم للتاريخ
لا أدري من أين استنتجت الحساسية المفرطة التي أصابتني من كتاب "لله ثم للتاريخ"، فهل برأيك يستحق هذا الكتاب العناء؟ وهل تريدني أن أتناول مضمون الكتاب، وهو لا يحتوي إلا قصص روائية خيالية عن لقاءات مزعومة مع علماء الشيعة، مع بعض المعلومات المغالطة هنا وهناك؟ مثل هذه الكتب أسخف من أن يرد عليه شخص متواضع العلم مثلي فكيف تريد من علمائنا أن يردّوا عليه؟ هذا إن غضضنا النطر عن كون المؤلف وهمي ولا حقيقة له. وإن كان الكتاب يرقى مثلاً إلى مستوى كتب الشيخ أحمد الكاتب أو كتاب الشيعة والتصحيح، لما توانى علمائنا عن الرد عليه كما ردوا على تلك الكتب.

يتهمني باطلاً
كنت أحاول من خلال الحوار أن أخفي تحريفك لكلامي وتغييرك لما قلته، ولكن بما إنك مصّر على نسب بعض الأقوال التي لم أقلها إليّ فلا بد لي أن أوضّح الحقيقة.

يزعم صلاح الدين بأنني أحرض على المشاركين وأقوم بمطالبة المراقبين بالتدخل لمنع غيري من التعبير، بيد أن كل ما قلته هو التالي:

"الأخ المراقب،
قبل عدة أسابيع وجهت تحذيراً إلي لأنني وصفت فكر درويش بالسخافة، فمالي لا أراك تحذره على وصفي بالسفاهة حينما عجز عن الدفاع عنه نفسه!!!"
http://hewar.khayma.com/cgi-bin/ulti...c&f=1&t=004640

فهل هذا تحريض وطلب تدخل لمنع الآخرين من التعبير؟ لا أريد أن أعلق فأظن أن الإخوان في الخيمة قادرين على أن يحكموا بأنفسهم.

وكذلك يزعم صلاح الدين بأني قلت أن الشيعة (أو المتاولة منا يسميهم) متقاربين لدرجة التطابق الفكري، لذا أضع بين أيديكم الحوار الحقيقي الذي جرى: http://hewar.khayma.com/cgi-bin/ulti...1&t=004202&p=2

قال الأخ صلاح الدين:
أسعد الأسعد ومسلم مسالم،
ومسلم مسالم وأسعد الأسعد،
لم أعد أدري، أهما اسمان لشخص واحد،
أم شخصان متطابقان إلى درجة التداخل الفكري والأسلوبي والمنهجي؟

فرددت عليه:
بالطبع ليسا اسمان لشخص واحد، ولكن والحمد لله فالشيعة يمتازون بفكر شبه موحد، بعكس أفكاركم كثيرة التناقض

فرد علي:
يعني نسخة طبق الأصل، فلم الفضول بأن يكتب كل لنفسه، يكفي أن يكتب واحد عن الكل.
أما التناقض فاقرأ الرسائل العملية لكل من (الخميني) و(الغلبيكاني) وانظر بنفسك كيف يكون التناقض، حتى في مسائل الحلال والحرام، وكل منهما يقول (حلال محمد حلال إلى يوم القيامة، وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة) ومع ذلك تراهما يستبيحان ما حرّم محمد (صلى الله عليه وسلم) ويحرمان ما أباحه.

فرددت عليه:
تقول: "يعني نسخة طبق الأصل، فلم الفضول بأن يكتب كل لنفسه، يكفي أن يكتب واحد عن الكل. "

وهل تريدنا أن نجلس أمام شاشة الكومبيوتر 24 ساعة، لنرد على كل الردود؟ إن وجود أكثر من شخص هو تعاون لإيصال الحقيقة والتعبير عن الرأي

وتقول:
"أما التناقض فاقرأ الرسائل العملية لكل من (الخميني) و(الغلبيكاني) وانظر بنفسك كيف يكون التناقض، حتى في مسائل الحلال والحرام، وكل منهما يقول (حلال محمد حلال إلى يوم القيامة، وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة) ومع ذلك تراهما يستبيحان ما حرّم محمد (صلى الله عليه وسلم) ويحرمان ما أباحه. "
أولاً: الاختلاف في الفروع لا يعني التناقض، إنما قصدت الاتفاق في الأصول وفي طريقة الرد على الشبهات

وكان ذلك بتاريخ 11 / 7، ولم يرد صلاح الدين عليّ رغم أن الموضوع لم يغلق، ثم يأتي بعد شهر إلا يوم ليزعم بأنه يردّ علي بمداخلته التي أقحمها في وسط الموضوع دون أن يكون هناك داعي للتطرق للموضوع!!!

يخطأ ثم يتهمني بالخطأ!!
أن أخطأ المرء فهذا شيء وارد، وأنا شخصياً أستغفر ربي إن كنتُ قد أخطأت. ولكن الغريب إنك تخطأ ثم ترمي أخطاءك كلها عليّ فتقول لأانن أنا الذي تعاليت واتهمت، بينا المتابع للموضوع يستطيع أن يستنتج بسهولة من الذي تعالى واتهم الآخر بالتكبر والتعالي والسذاجة والجهل!!!

المتاولة ثانية!!
لا زلت لم تثبت لي صحة هذه التسمية، لذا فلن أرد عليك قبل أن تثبت ذلك بالعقل والمنطق والتاريخ، وليس بأسماء الكتب.

ويقول صلاح الدين:
"إنما نحن أهل الإسلام لا نعرف لنا اسما غيره، وكتابنا هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ورسولنا هو السول الخاتم (صلى الله عليه وسلم) الذي لا نبي بعده، لا بالاسم ولا بالصفة، والذي اختتم به الوحي، والذي لم يسرّ لأحد بعلمه كتمه عن غيره، والذي خلفه الصديق أبو بكر (رضي الله عنه) والفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله) وذو النورين عثمان بن عفان (رضي الله عنه) وأسد الله الغالب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وريحانة النبي (صلى الله عليه وسلم) الحسن بن علي (رضي الله عنه) ثم معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنهما) برضى من الحسن وبيعة منه ورضا من المسلمين وبيعة منهم، النبي الأمي الطاهر الزكي الذي ترك فينا كتاب الله وسنته الشريفة، هؤلاء نحن، حيث نكون تجد معنا كل الأمم والفرق ينعمون بما ننعم به، لأننا نؤمن بحق الغير في عيش كريم، ولكن العكس غير صحيح، حتى المساجد منعوا علينا لإقامتها في إيران (المسلمة) بعدما صارت تحكم باسم الغائب الموهوم. "
وبنفس الطرقة أستطيع أن أقول:
"إنما نحن أهل الإسلام لا نعرف لنا اسما غيره، وكتابنا هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ورسولنا هو الرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله سلم) الذي لا نبي بعده، لا بالاسم ولا بالصفة، والذي اختتم به الوحي، والذي لم يسرّ لأحد بعلمه كتمه عن غيره، والذي أعطى ما ذريته اثنا عشرة درة باهرة هم الأئمة الاثنا عشر عليهم أفضل الصلوات والتسليم، النبي الأمي الطاهر الزكي الذي ترك فينا كتاب الله وعترته أهل بيته، هؤلاء نحن، حيث نكون تجد معنا كل الأمم والفرق ينعمون بما ننعم به، لأننا نؤمن بحق الغير في عيش كريم، ولكن العكس غير صحيح، حتى المساجد منعوا علينا لإقامتها في مناطق كثيرة من المملكة العربية السعودية (المؤمنة) وفي مكة والمدينة بعدما صارت تحكم بالنظام الملكي المخالف للإسلام "

المعرفة بالتاريخ
يقول الأخ صلاح الدين مستهزءا:
وأنت –بسم الله ما شاء الله- تعرف كل شاردة وواردة في التاريخ، حتى إنك لتؤمن بولادة (الغائب الموهوم)، وكأنك شهدتها، وتؤمن بعدالة (المراجع العظام) وتنزههم ولم ترَ جلّهم وإنما سمعت عنهم سماعاً، وتحكم على خال المؤمنين معاوية وكأنك كنت في عصره، ولك أحكام على المسلمين نتمنى أن تبرأ منها قبل أن تقف بين يدي العزيز القهار، ومع ذلك
"

وأن أردت أن أجاريه في أسلوبه فسأقول له:
وأنت –بسم الله ما شاء الله- تعرف كل شاردة وواردة في التاريخ، حتى إنك لتؤمن بعدم ولادة الإمام المهدي، وكأنك كنت حاضراً لتعرف ذلك، وتؤمن بعدالة جميع الصحابة وتنزههم ولم ترَ أحداً منهم وإنما سمعت عنهم سماعاً وقرأت عنهم قراءةً، وتحكم على معاوية وكأنك كنت في عصره، ولك أحكام على المسلمين نتمنى أن تبرأ منها قبل أن تقف بين يدي العزيز القهار" !!!

التطابق
عندما عرفت صلاح الدين لأول مرة فقد كان ممن لا يكفرون الشيعة، أما الآن فقد ظهر على حقيقته حيث قال:
"أما المسلمون فلم يدعوا قط أنهم متطابقون"
أي بمعنى آخر إن السنة هم وحدهم المسلمون ومن عداهم فهو كافر!!

على كل أستطيع أن أقول أنا أيضاً:
"الشيعة فلم يدعوا قط أنهم متطابقون بل إن تعددية الرأي والاجتهاد العلمي وأسلوب التعبير هي منهجهم، وهم يؤمنون بأن التعدد رحمة، وأن التنوع سنة الله في خلقه، ولذلك تراهم يتناقشون ويتحاورون، ولا يخرجهم هذا عن كونهم مسلمين"

ولكن ما أثار استغرابي أكثر هو أن الأخ صلاح الدين يرى أن تقاتل المسلمين رحمة، بل يرى بأنه لا بأس بل من
التقاتل وإنها سنة الحياة!!!

أما قول الأخ صلاح الدين
"انقل ما شئت من خلاف الأزهر وأهل نجد، وانقل ما شئت من أقوال الفقهاء ببعضهم البعض، وانقل ما شئت من أحداث الخلاف بين المسلمين، فالأمر لا يغير شيئاً من الواقع، كانت الفتنة وما زالت ولن تزول"
فلا أظنه يجهل بأنه لن يسمح لي في الخيمة أن أتكلم بمثل هذه الأمور، ولن اجني فائدة أصلاً من ذكرها.

وقد أضحكني بالفعل قولك:

"ولا يأكل علماؤنا (الصالحون والفاسدون) أموال الناس بالباطل تحت عنوان الخمس والحقوق الشرعية، ولا يستبيحون فروج المسلمات تحت عنوان المتعة المحرّمة بالكتاب والسنة والإجماع، ولا يوغرون صدور المسلمين على بعضهم تحت عنوان (يا لثارات الحسين)، ولا يلعنون في أدعيتهم أحداً، ولا يتركون القرآن ويقبلون على أي كتاب لأي كان حتى لو كان للشريف الرضي. قل عنهم ما شئت، وكبّار المجوس اتهموا أم المؤمنين عائشة، وقذفوا أبا بكر وعمر وعثمان، وزوروا التاريخ فادعوا أن زوجات عثمان ليستا ابنتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإنما هما ربيبتاه ابنتا خديجة من زواج سابق، وأن علياً لم يصهر عمراً، ومثل هذا الخلط كثير. لا يهم ما ستتهم ولا ما ستختلق ولا ما ستسوقه من حقائق، فما قرأناه في كتب القوم، وما سمعناه من معمميهم أكثر بكثير مما تتصور يتصوره كل حرّ فيه بقية من دين أو جذوة من كرامة. "

ولو كان في كلامك على الأقل دليل واحد لرردت عليك، ولكن بما إنه مجرد اتهامات فلا أرى داعياً لأكلف نفسي بالرد.

سامي البدري
لا أريد الخوض في الكلام الكثير الذي أوردته لتثبت سذاجتي ما دام لا يستند إلى دليل، ولكن يمكنك تنزيل كتاب سامي البدري (لكي تستمتع بقراءته) من الموقع التالي: http://216.71.220.216/cgi-bin/links/jump.cgi?ID=404

وإن أرد فيمكنك أيضاً تنزيل الكتب التالية:
متاهات في مدينة الضباب http://216.71.220.216/cgi-bin/links/jump.cgi?ID=448

دفع أباطيل الكاتب http://216.71.220.216/cgi-bin/links/jump.cgi?ID=403

الرد على تساؤلاتك


الجواب الأول: لأن كما سبق وبيّن فإن الكتاب لا يعدو كونه قصة روائية خيالية مع بعض المعلومات لذا فهو أسخف من أن يردّ عليه. وجميع الشبهات الموجودة فيه قد رد عليها العلماء على مدى القرون الماضية، ولعلك إن قصدت الموقع التالي فهمت ما أقصد. http://www.al-ketab.org/

2) لربما كانت تلك الكتب قليلة أو غير مشهورة ولكن هذا لا ينفي وجودها، وثانيةً داعوك لزيارة هذا الموقع: http://www.al-ketab.org/

3) الواقع بأن السيد فضل الله لم ينكر الرواية إنما قال بأنه تحتاج إلى تدقيق وكان لديّ تقرير عن حقيقة الأزمة المفتعلة ضد السيد فضل الله، وإن تيسّر سأنشره قبل أن أسافر. وقد سبق وأن بيّنت في موضوع أغلق حقيقة ابن فاطمة الزهراء عليها السلام محسن، ولا بأس من أن أنقل لكم ما قلته حينها:
3 - إسقاط جنينها
وروايات أهل السنة والجماعة في هذا الموضع مشوشة جدّاً، يعرف ذلك كلّ من يراجع رواياتهم وأقوالهم وكلماتهم .
لقد نصّت رواياتهم على أنّه كان لعلي (عليه السلام) من الذكور ثلاثة أولاد : حسن، وحسين، ومحسن أو محسِّن أو محسَّن، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد سمّى هؤلاء بهذه الأسامي تشبيهاً بأسماء أولاد
هارون : شَبَر شُبير ومشبّر، وهذا موجود في : مسند أحمد(43)، وموجود في المستدرك وقد صحّحه الحاكم(44)، والذهبي أيضاً صحّحه(45)، وموجود في مصادر أُخرى .
ومن علماء السنة والجماعة الذين أقرّوا بإسقاط الابن الثالث محسن وهو جنين
ابن أبي دارم المتوفى سنة 352 هـ .
قال الذهبي بترجمته : الإمام الحافظ الفاضل أبو بكر أحمد بن محمّد السري بن يحيى بن السري بن أبي دارم التميمي الكوفي الشيعي [ أصبح شيعياً !! ] محدِّث الكوفة، حدّث عنه الحاكم، وأبو بكر ابن مردويه ، ويحيى بن إبراهيم المزكِّي، وأبو الحسن ابن الحمّامي، والقاضي أبو بكر الجيلي، وآخرون . كان موصوفاً بالحفظ والمعرفة، إلاّ أنّه يترفّض [ لماذا يترفّض ؟ ] قد ألّف في الحطّ على بعض الصحابة "(46) .
لا يقول أكثر من هذا : ألّف في الحطّ على بعض الصحابة، فهو إذنْ يترفّض .
ولو راجعتم كتابه الآخر ميزان الإعتدال فهناك يذكر هذا الشخص ويترجم له، وينقل عن الحافظ محمّد بن أحمد بن حمّاد الكوفي الحافظ أبي بشر الدولابي(47) فيقول : قال محمّد بن أحمد بن حمّاد الكوفي الحافظ ـ بعد أن أرّخ موته ـ كان مستقيم الأمر عامّة دهره، ثمّ في آخر أيّامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب، حضرته ورجل يقرأ عليه : إنّ عمر رفس فاطمة حتّى أسقطت بمحسن(48) .
كان مستقيم الأمر عامّة دهره، لكنّه في آخر أيّامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب، فهو ـ إذن ـ خارج عن الإستقامة !!
أتذكّر أنّ أحد الصحابة وهو عمران بن حصين ـ هذاالرجل كان من كبار الصحابة، يثنون عليه غاية الثناء، ويكتبون بترجمته إنّ الملائكة كانت تحدّثه، لعظمة قدره وجلالة شأنه(49) ـ هذا الشخص عندما دنا أجله، أرسل إلى أحد أصحابه، وحدّثه عن رسول الله بمتعة الحج ـ التي حرّمها عمر بن الخطّاب وأنكر عليه تحريمها ـ ثمّ شرط عليه أنّه إنْ عاش فلا ينقل ما حدّثه به، وإنْ مات فليحدّث(50) .
نعم، كان هذا الرجل مستقيم الأمر عامّة دهره، لا ينقل مثل هذه القضايا، اقتضت ظروفه أن لا ينقل، ولذا كان مستقيم الأمر عامة دهره !! ثمّ في آخر أيّامه عندما دنا أجله وقرب موته، حينئذ جعل يُقرأ له المثالب ومنها هذا : " دخلت عليه ورجل يقرأ " فلولا دخول هذا الشخص عليه لما بلغنا هذا الخبر أيضاً، اتفق أنْ دخل عليه هذا الراوي ووجد رجلاً يقرأ له هذا الخبر، وذلك في أواخر حياته، حتّى إذا مات، أو حتّى إذا أوذي أو ضرب فمات على أثر الضرب، فقد عاش في هذه الدنيا وعمّر عمره .
ورجل آخر هو : النظّام، إبراهيم بن سيّار النظّام المعتزلي المتوفى سنة 231 هـ .
هذا أيضاً ينصّ على وقوع هذه الجناية على الزهراء الطاهرة وجنينها، وهذا الرجل كان رجلاً جليلاً، وكان من المعتزلة الجريئين الذين لا يخافون ولا يهابون، وله أقوال مختلفة في المسائل الكلامية، تذكر في الكتب، وربّما خالف فيها المشهور بين العلماء، وكانت أقواله شاذّة، إلاّ أنّه من كبار العلماء، ذكروا عنه أنّه كان يقول : إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتّى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح عمر : أحرقوا دارها بمن فيها، وما كان بالدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين .
وممّن نقل عنه هذا : الشهرستاني في الملل والنحل، والصّفدي في الوافي بالوفيات(51)، ويوجد قوله هذا في غير هذين الكتابين .
وممّن عثرنا عليه : ابن قتيبة صاحب كتاب المعارف، لكن لو تراجعون كتاب المعارف الموجود الآن لا تجدون هذه الكلمة، الكتاب محرّف .
ابن شهرآشوب المتوفى سنة 588 هـ ينقل عن كتاب المعارف قوله : إنّ محسناً فسد من زخم قنفذ العدوي(52) .
أمّا في كتاب المعارف الموجود الآن بين أيدينا المحقق !! فلفظه : أمّا محسن بن علي فهلك وهو صغير(53) .
وتجدون في كتاب تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي يقول : مات طفلا(54) .
لكن البعض الآخر منهم ـ وهو الحافظ محمد بن معتمد خان البدخشاني وهذا من المتأخرين، وله كتب منها نُزل الأبرار فيما صحّ من مناقب أهل البيت الأطهار، يقول بأنّه مات صغيراً(55).
وعندما نراجع ابن أبي الحديد، نراه ينقل عن شيخه ـ حيث حدّثه قضية هبّار بن الأسود، وأنتم مسبوقون بهذا الخبر، وأنّ هذا الرجل روّع زينب بنت رسول الله فألقت ما في بطنها ـ قال شيخه : لمّا ألقت زينب ما في بطنها أهدر رسول الله دم هبّار لأنّه روّع زينب فألقت ما في بطنها، فكان لابدّ أنّه لو حضر ترويع القوم فاطمة الزهراء وإسقاط ما في بطنها، لحكم بإهدار دم من فعل ذلك .
هذا يقوله شيخ ابن أبي الحديد .
فيقول له ابن أبي الحديد : أروي عنك ما يرويه بعض الناس من أنّ فاطمة روّعت فألقت محسناً ؟ فقال : لا تروه عنّي ولا ترو عنّي بطلانه(56) .

43) مسند أحمد 1 / 118 .

44) المستدرك على الصحيحين 3 / 165 .

45) المستدرك على الصحيحين . ذيله .

46) سير أعلام النبلاء 15 / 576 .

47) سير أعلام النبلاء 14/309 .

48) ميزان الاعتدال 1/139 .

49) الإصابة في معرفة الصحابة 3 / 26 .

50) نصّ الخبر : عن مطرف قال : بعث إليّ عمران بن حصين في مرضه الذي توفّي فيه، فقال : إنّي محدّثك بأحاديث، لعلّ الله أنْ ينفعك بها بعدي، فإنْ عشت فاكتم عَلَيّ وإنْ متُّ فحدّث بها إنْ شئت، إنّه قد سُلّم علي، واعلم أنّ نبي الله (صلى الله عليه وسلم) قد جمع بين حج وعمرة، ثمّ لم ينزل فيها كتاب الله، ولم ينه عنها نبي الله، فقال رجل برأيه فيها ما شاء . راجع باب جواز التمتّع من الصحيحين، وهو في المسند 4/434 .

51) الملل والنحل 1 / 59، الوافي بالوفيات 6 / 17 .

52) مناقب آل أبي طالب 3 / 358 .

53) المعارف : 211 .

54) تذكرة خواص الأمة : 54 .

55) نزل الأبرار بما صحَّ من مناقب أهل البيت الأطهار : 74 .

56) شرح نهج البلاغة 14 / 192 .

---------------------------
هذا وأرجو أن تعذرني بعدم الرد حتى النصف الثاني من سبتمبر، لأنني سأسافر بإذن الله قريباً ولن أستطيع الرد حتى أعود.

أقول قولي هذا وكفى
وأستغفر الله لي ولكم
وصلى الله عى محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين المخلصين
__________________