عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 19-03-2007, 02:02 PM
الصديق11 الصديق11 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 199
إفتراضي

وثيقة رقم (3)



كثرت الاستغاثات بالملك – غازي – حيث أخذت تناشده : " لا يمثل الكويتيون تمثيلاً شرعياً غير نوابهم الأحرار، نحن عراقيون لحماً ودماً،
نحيا ونموت للراية الهاشمية، أيها الملك المقدس، أيها الجيش الباسل صرخة من أعماق القلب فهل من قائل لبيكم

" كما خاطبته الجماهير الكويتية " تاريخنا يؤيد ضم الكويت للعراق، فليسقط الاستبداد أيها الملك المحترم،
أيها الجيش الشجاع صرخة من صميم القلب ألا يوجد من يقول أنا هنا.. أين العزيمة والشهامة والتعاطف يا غازي ساعد اخوتك في الكويت،
ما هذا التهاون أن ظروفنا لا تقبلها حتى القرود " لقد تأثر الملك غازي بالحالة التي أمست عليها المعارضة في الكويت، فأمر بمصادرة
أملاك شيخ الكويت في البصرة، وحاول التدخل في قضية إصدار العفو عن المعتقلين بسبب المظاهرات، وأخذ يوجه تحذيراته
بوجوب الكف عن ملاحقة أحرار الكويت،
كما أتجه الملك إلى التفكير بضرورة التدخل العسكري في الكويت وذلك بسوق قطعات الجيش العراقي نحو الكويت لأحداث التغيير المطلوب،
وقد أراد الملك غازي أن يعتمد عنصر المباغتة وفرض الأمر الواقع في تنفيذ هذه الخطة، فقرر عدم مفاتحة الوزارة وأن تتم العملية بأوامر مباشرة منه،
وبالفعل بلغ متصرف البصرة – علي محمود الشيخ علي – بأوامر بأن يتهيأ لضم الكويت إلى العراق، وفي الوقت نفسه أوعز إلى رئيس أركان الجيش
– الفريق حسين فوزي – بسوق الجيش إلى الكويت فوراً.. *

توثيق بريطاني


الحكومة الاستعمارية البريطانية في وثائقها المنشورة الآن والمحجوزة سابقاً، تتحدث في بلاغات وكلائها الرسميين
من الذين كانوا يتواجدون في فضاء الخليج والهند، ولا يتورعون عن الكذب السياسي المصدر لأغراض ستراتيجية لاحقة،
في إحدى تلك الوثائق المتعلقة بالكويت وآل الصباح، نجدهم وقد رسموا الذي حدث في المحاولتين اللتين قام بها كل من
" رجب النقيب ويوسف بن إبراهيم " على النحو التالي، أنهما محاولتا احتلال للكويت والسيطرة عليها من قبل الحكومة التركية،
وأن السلطان- عبد الحميد – يقف خلفهما، وثمة تحريض خفي آخر منسوب إلى ألمانيا، وفي الجانب الآخر تحدثت تقارير مخابرات بريطانيا
عن الدور المتعاظم للشيخ – مبارك – وخاصة عندما تدخل في الصراع الدائر بين عملاء بريطانيا في الجانب الجنوبي الغربي - آل سعود –
مع خصومهم من – آل أبن رشيد – ويصفون مبارك كما لو كان قائداً عسكرياً ملهما شارك في تلك المعارك ليساعد حليفه أبن سعود،
ولكنهم يعترفون بخطله عندما يتحدث ذات التقرير عن وقوعه في كمين في أحد الوديان وكيف لحقت بجيشه هزيمة نكراء،
واندحر بعدها منكفئاً نحو الكويت،
وفي هدفهم غير المعلن وهو تحقيق الفصل والقطيعة بين الشعب العربي الواحد في البصرة والكويت
يكذبون بخبث مطلق عندما يقولون أن تلك الأفعال التي قام بها الشيخ مبارك هي التي حركت السلطان العثماني ضده عندما بادر
إلى إرسال سفينة حربية قديمة محملة بالجنود إلى الكويت في محاولة لاحتلالها،
أن تلك الوثائق التي يعتمدها الكتاب في كتابة تاريخ
المنطقة وخاصة في الشأن العراقي الكويتي تتضمن الكثير من الزيف وهي تهدف إلى تضليل العقول وإبقاء النتاج المعرفي داخل فضاء
السيطرة الاستعمارية، الوجود الأجنبي الذي أنتشر في – الاحواز - العربية العراقية ومنطقة الخليج العربي تحت غطاء التجارة وفي ظل
الضعف الكبير للخلافة العثمانية، كان هدف الاستعمار المركزي منع أية محاولة للوحدة والتواصل بين العرب،
وتضيف الوثيقة عن محاولة
أهل "البصرة " لتحرير - شعب وأرض الكويت - من قبضة عملاء بريطانيا " كان اللورد – كرازوون - يعرف بدقة وقد أحيط علماً بكل التفاصيل
المتعلقة بالمؤامرة المتواصلة، ولهذا كانت توجيهاته واضحة وقاطعة وبعد أن حصل على الموافقة المطلقة من أقطاب حكومته، لمنع أية قوة
من تغيير الوجود البريطاني في الكويت " ونجد في سياق التفاصيل المتعلقة بعمليتي التحرير قصة مختلفة ومختلقة وهي على النحو التالي "
أصدر أوامره إلى النقيب – بيرس - وطلب منه التفاوض مع قائد السفينة التركية، وعلى الفور انسحبت القوة المعادية باتجاه البصرة
"
الوثيقة تستمر في تدوين حوادث أخرى تبدو مختلفة عن الوارد أعلاه "
الحكومة التركية بادرت بعد ذلك لكي ترسل لنا رسالة مليئة بالأكاذيب دون خجل، وأبلغت وزارة الخارجية البريطانية بأن تلك السفينة
المقصودة في الشكوى الرسمية لم تكن تحمل جنوداً أو أسلحة " وفي جانب آخر من الوثيقة يدور الحديث عن سفينة أخرى عادت
إلى الظهور في المياه الإقليمية وعلى متنها شخصية تركية كبيرة ومسؤولة، تلك الشخصية هي – طالب باشا النقيب - من أعيان البصرة،
كان يحمل رسالة تهديد شديدة اللهجة من السلطان التركي إلى الشيخ مبارك " وتستمر الوثيقة في رسم المشهد بشكل مختلف تماما وتعمد
إلى تجريد المحاولة من مضمونها الوطني والقومي، تقول الوثيقة " في أثناء وصول السفينة التركية كانت هناك سفينة حربية بريطانية بقيادة
النقيب – سيمونز – حيث عمل بشكل فردي على إنهاء التصعيد بموافقة الشيخ مبارك ووجه أوامره الحازمة لمبعوث السلطان بمغادرة
الميناء " في الواقعتين لا تتحدث الوثيقة عن قتال وهو مناقض تماماً للذي حدث ولكنها تقع في الفخ عندما تواصل الحديث عن أطماع
الأتراك ومواصلة إثارتهم للمشاكل والمتاعب للشيخ مبارك وللقوات البريطانية وتقول " على الرغم من فشلهم وتراجعهم مرتين أمام
المدافع البريطانية " اعتراف واضح بحصول مواجهة عسكرية في كلا المحاولتين وهذا يتفق تماماً مع النص والوثيقة العراقية..


فضاء الخليج العربي


في كل الوثائق التي نشرتها بريطانيا تتحدث عن تلك المنطقة بتسمية منفرة تماما ولها غايات ترتبط أيضاً بالوجود الاستعماري
وكذلك لها أهمية في زرع العقدة في نفوس العرب، هي تشير إلى الخليج بتسمية
"
الخليج الفارسي "
وتستمر هذه التسمية حتى وقت قريب، الأدهى من ذلك أن تلك الوثائق تتحدث عن إمارة البحرين على
أنها تابعة للدولة الفارسية، وقبل أيام كان المذيع في إذاعة الاستعمار البريطاني يتحدث عن جزر الإمارات الثلاث بأنها الجزر التابعة لإيران،
في الكويت وعموم مدن الخليج، "العرب الوطنيون القوميون الأحرار "، هم مع العراق وشعبه، يواجهون الآن وفي المستقبل الخطر الداهم،
الزحف الفارسي المتعاظم، شهد فضاء الخليج
وأرضه خلال فترات زمنية متعاقبة، مولد العديد من الحضارات التي وصل صداها ونورها وانعكست تأثيراتها، تلك الحضارات التي سادت ثم اندثرت،
كما هي الأحداث العربية والعالمية، عاصرها الشعب وظل الكثير منها في الذاكرة، لتك الأرض وضفافها المترامية، هي وريثة التكوين السومري،
والفكر الإسلامي، كانت تمثل الضفاف لعاصمة الخلافة العباسية والأموية والعثمانية، لأرضها ولإنسانها القديم الكثير من الإشارات نجدها
في قصص العرب وأساطيرهم، وفي تكوين حلقات التاريخ المعاصر، كانت البصرة ذلك الفنار الذي تبحر الزوارق والعيون نحوه، كانت رحلتهم إليها
من أجل التجارة والأدب والفن والطواف في مدار الحكاية السندبادية، وعندما سقطت بغداد في التاريخ القديم تحت سنابك خيول التتر والمغول لف
العالم العربي الإسلامي ظلام كثيف، ودخلت مساحات كبيرة في حالة من العزلة والضعف وعدم الأهمية، ربما يتطابق ذاك الذي حدث مع
الماثل الآن، ومنطقة الخليج العربي مع حاضرة الدنيا البصرة الفيحاء تكوين واحد أوجدته الظروف الحتمية ليكون الستار الأول بوجه الرياح
الصفراء القادمة من بلاد فارس، ومنطقة الخليج تبقى في موقع الأهمية المتعاظمة لعقود قادمة، كما تشير كل التقارير الأجنبية إلى حيويتها
وأهميتها للموقع الستراتيجي أولاً وللثروة النفطية والغاز الطبيعي ثانياً وقد وجدت في أحد التقارير البريطانية إشارة واضحة تفيد بأن من
يمتلك مفتاح تلك المنطقة يتحكم بالعالم كله، ولهذا تنافست الدول الكبرى في الوصول إليها والاستحواذ على ثرواتها وغيرت تبعاً لذلك خرائط
السيطرة وخطط التصادم، لتكون السلم الواصل إلى تلك الأهداف الخفية والمعلنة، في القرن الخامس عشر نجد دول الغرب ذات التوجه المسيحي
تضع في مقدمة أهدافها الدينية اختراق قلب الأمة العربية وعندما حصل لها ذلك، لم يكن الخليج العربي في دائرة الضوء، كان جزءاً من
الأرض المنسية المعزولة عن العالم، وبعد الحروب الصليبية ركب العالم الغربي البحر، وبحث عن اكتشاف الطرق القصيرة كما بحث عن
الثروات والمحطات الجديدة للتجارة، وشهد القرن السابع تسابق دول الغرب في الوصول إلى العديد من دول آسيا، كانت حملة البوكيرك البرتغالية
قد اخترقت الخليج وصنعت القاعدة الاستعمارية، وكانت الهند قاعدة بريطانيا المتقدمة في العالم المجهول المكتشف بعد الحرب العالمية الأولى،
وتحت مظلة توفير الحماية للطرق التجارية بسط الاستعمار نفوذه وشيد أعمدته القوية، وصار لذلك وزارة خاصة تحمل اسم وزارة
المستعمرات البريطانية، ورغم كل تلك الظروف الضاغطة نحو التقسيم والتشرذم ألا أن قوة العرب ظلت تترأى لهم في وحدتهم وفي إعادة
النور للمجد الذي كان، وهذا الهاجس نجده ماثلاً في عمل الساسة ورجال القيادة الذين تسيدوا القرار السياسي في العراق وفي العديد من الدول العربية..


موقف الملك فيصل الأول


قرار إعلان اتفاقية الحماية البريطانية على الكويت وضع الملك فيصل الأول في مواجهة مشكلة كبيرة على الصعيد
الوطني، وخرقاً واضحاً للسيادة، وكان الجهد المبذول من قبل فيصل الأول يسير في اتجاه تعزيز خطوات تأسيس الدولة العراقية الفتية، لكن فترة
حكمه تشهد بوضوح وبشكل متزايد اندفاعاً شعبياً ومطالبة قوية بتحرير الكويت وعودتها إلى أحضان الوطن الأم، وطرد عملاء بريطانيا منها،
وكما يبدو من الوثائق التي أطلعت عليها ومن المقالات المنشورة في الصحف العراقية الصادرة آنذاك، أن للملك فيصل الأول دفع غير مباشر باتجاه
موضوع الكويت، وبالرغم من انشغال القيادة السياسية آنذاك بتحقيق دخول العراق إلى عصبة الأمم المتحدة والذي تحقق في العام 1932 وعلى
الفور تشكلت وزارة ترأسها – ناجي شوكت – إلا أن الملك فيصل الأول وجدها خلال عدة شهور لا تستطيع تلبية الطموحات والأهداف الوحدوية
وفي مقدمتها قضية الكويت، ولهذا قرر أن يشكل وزارة قومية ذات طموحات وحدوية، وفي 20 آذار 1933 تشكلت وزارة – رشيد عالي الكيلاني –.



الصديق11

يتبع الوثيقه الرابعه
__________________