عرض مشاركة مفردة
  #43  
قديم 30-12-2005, 02:33 AM
يحى عياش يحى عياش غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 592
إفتراضي صفقة اليمامة

بريطانيا: ملايين الدولارات لإرشاء مسؤولين سعوديين










«إيطاليا- جنوة: «عرب.إت

عن موقع إذاعة بي بي سي القسم العربي

كشف "برنامج المال" الشهير المعني بالشؤون المالية والاقتصادية والذي تبثه قناة بي بي سي الثانية بعد إجراء مقابلات مع ثلاثة مصادر مطلعة عن قيام شركة الأنظمة الإلكترونية والجوية البريطانية لتصنيع الأسلحة بدفع مبالغ مالية تقدر بنحو 60 مليون إسترليني لتسهيل الحصول على أكبر صفقة أسلحة في تاريخ بريطانيا.


وكان الأمير تركي بن ناصر أحد أفراد العائلة المالكة السعودية المستفيد الأكبر من تلك الملايين. وكان تركي مسؤولا على مدار عشرين عاما عن الإشراف على أعمال الجانب السعودي لإتمام "صفقة اليمامة" التي عادت على شركة أنظمة الطيران البريطانية المعروفة اختصارا باسم "بي إيه إي" بمليارات الدولارات.


وفي المقابل، رفضت الشركة التي كانت معروفة فيما مضى باسم الشركة الجوية البريطانية (بريتيش إيروسبيس) الاعتراف بدفع مثل هذه الرشاوى في برنامج "رشاوى باسم بريطانيا"، إلا أن بيتر جاردينر الذي أغدق الأموال على الأمير تركي لأكثر من عقد من الزمن خرج عن صمته وتحدث لأول مرة عما كان يرتكبه من أعمال.

بذخ

وبدأ جاردينر العمل مع "بي إيه أي" لأول مرة في عام 1988، لتصبح شركة السياحة الصغيرة التي كان يمتلكها قناة كبيرة لمرور أموال الشركة البريطانية حيث كان يضخ عن طريقها نحو سبعة ملايين إسترليني سنويا.

وكانت مهمة جاردينر تتلخص في إغداق الأموال ومظاهر البذخ على الأمير تركي.

وأطلع جاردينر بناء على تعليمات شركة الأسلحة البريطانية الأمير تركي على ما يمكن أن يوفره له ولحاشيته من فنادق لا نهاية لها وطائرات خاصة وسيارات فاخرة وحراسات خاصة وإجازات مثيرة.
كما استفادت عائلة تركي من الأموال التي أغدقتها شركة الأنظمة الإلكترونية والجوية البريطانية تركي.

فيقول جاردينر إن زوجة تركي حصلت على سيارة رولز رويس يقدر ثمنها بنحو 170 ألف إسترليني كهدية في عيد ميلادها.

كما وضع تحت تصرف زوجة تركي وحاشيتها طائرة شحن من طراز "بوينج 747" لنقل مشترياتهم.

كما حظي نجل تركي وأصدقاؤه برحلة تزلج في كولورادو تقدر تكلفتها بنحو 99 ألف إسترليني، كما صور حفل زفاف ابنة تركي بتكلفة قاربت المائتي ألف إسترليني.

كل هذه الأشياء دفعت تكاليفها شركة الأسلحة البريطانية.

نجوم سينمائيون

كما نظم جاردينر برنامج العطلة الصيفية لتركي وعائلته في عام 2001 التي استغرقت ثلاثة أشهر. وكلفت هذه الإجازة شركة "بي إيه أي" نحو مليوني إسترليني.

وقال جاردينر في تصريح لبرنامج المال: "إن أسلوب الحياة هذا فاق أسلوب حياة النجوم السينمائيين. لقد كان نجوم السينما يرتادون الفنادق التي كنا نزورها لكنهم لا يعيشون في هذا المستوى من الرغد."

وتلقى جاردينر في بعض الأحيان تعليمات بتوفير الأموال لتركي وعائلته سواء في صورة أموال سائلة أو تحويلات مصرفية لسداد فواتير البطاقات الائتمانية. وقال جاردينر إنه قام بتحويلات مصرفية قيمتها مائة ألف دولار.

وأضاف جاردينر: "لم نكن نسأل عن هذه الأمور. كان يطلب منا دفع الأموال المطلوبة ومن ثم كنا ندفعها."
وكان كل ما يطلبه تركي سواء كان شيئا كبيرا أو صغيرا كان يحصل عليه بعد أن تدفع "بي إيه إي" الثمن.


رئيس مجلس محلي

وظهر أيضا على شاشة التلفزيون مصدر مطلع آخر يدعى إدوارد كانينجهام الذي أفصح للمرة الأولى عن أنه تلقى تعليمات بتلبية متطلبات المسؤولين السعوديين الأقل مرتبة من أجل تسهيل أعمال الشركة البريطانية.

ووجد كانينجهام نفسه في موقف الوسيط الذي يساعد أولئك المسؤولين على التمتع بحياة الليل في لندن ويدفع عنهم فواتير المقامرة ويرتب لقاءات لطيارين سعوديين كانوا يزورن لندن في إطار صفقة اليمامة مع بائعات هوى.

وقال كانينجهام في تصريحاته للبرنامج: "كنت أحضر بعضهم (بائعات الهوى) من المنطقة التي أقطن بها الأمر الذي كان يسبب لي حرجا شديدا خاصة وأنني رئيس مجلس محلي عمالي."

وأوضح كانينجهام أنه كان يقدم لمسؤولين بالسفارة السعودية أطقم مائدة فضية وذهبية قيمة القطعة الواحدة بها تبلغ نحو ألف إسترليني.

وقال كانينجهام: "كنت منهمكا (بتلبية طلبات) كل من بالسفارة. كانوا جميعا يريدون أطقما ذهبية وكانوا يعزفون عن تلقي الأطقم الفضية."

زوار

كما شرح البرنامج كيف أخفت الشركة البريطانية الجهة التي ستذهب إليها أموال الرشاوى بمساعدة توني وينشيب القائد السابق بالقوات الجوية وصديق الأمير السعودي.

وكان وينشيب يستبدل شهريا السجل التفصيلي الذي يوضح كيف أنفقت أموال الرشاوى بفاتورة واحدة تقع في صفحة واحدة.

في أغسطس/آب عام 1995 على سبيل المثال كان مدونا بالفاتورة ما يلي: "مصاريف خدمات الإعاشة والدعم للزائرين من خارج البلاد". وكان إجمالي التكلفة في الفاتورة قرابة المليون استرليني دون تقديم المزيد من التفاصيل عما إنفقت فيه هذه الأموال.

وقال جاردينر إن وينشيب كان يقوم بذلك لأنه "أراد الاحتفاظ بخصوصية وسرية المسألة، كما أنه أراد إبعاد الأعين الثاقبة التي تلتفت إلى مثل هذه الأنواع من التعاملات المالية."

وكشف برنامج المال عن أن ستيف موجفورد الذي كان آنذاك أحد المديرين التنفيذيين الصغار بشركة "بي إيه أي" هو الذي وافق على فواتير الرشاوى هذه. ويحتل موجفورد في الوقت الراهن منصب مدير الشركة ومدير العمليات بها.

وأفاد البرنامج بأن موجفورد وقع في الشهور الأربعة الأخيرة من عام 1995 على فواتير رشاوى تقدر بنحو ثلاثة ملايين إسترليني.

كما أن موجفورد هو الذي التقى في عام 1996 بمارتين بروملي، أحد المحققين بالشركة، ليأمره بوقف تحقيق كان يقوم به لمعرفة حقيقة تلك الرشاوى.

صدمة


وقال بروملي في حديث أدلى به لبرنامج المال: "لم أكن أشعر بالارتياح للأمر لأنني شعرت أنهم سيقومون على الأرجح بالتستر على الأمر. يجب أن أقول إنني خرجت من الاجتماع وأنا أشعر بالصدمة."

وفي المقابل، رفض موجفورد حضور البرنامج، كما امتنعت شركة الأنظمة الإلكترونية والجوية البريطانية عن حضوره. كما رفض كل من وينشيب والأمير تركي الإجابة على تساؤلات البرنامج.

وقالت السفارة السعودية في بيان موجه لبرنامج المال أنها تشعر بالصدمة إزاء سماع تلك المزاعم بشأن الممارسات الفاسدة. وأضافت: "لا تتغاضى الحكومة السعودية أو سفارتها عن أي سلوك مخادع من أي نوع."

وكان البرلمان البريطاني قد وافق في فبراير/شباط عام 2002 على تشديد قانون معاقبة الرشوة والفساد، كما جرم دفع رشاوى لمسؤولي الحكومات الأجنبية.

وسيكون من الصعب على شركة الأسلحة البريطانية تجنب الإجابة عن السؤال الذي يطرح نفسه حاليا وهو هل قدموا رشاوى باسم بريطانيا خاصة وأن الحكومة بدأت تحقيقا في الأمر بمساعدة السجلات التي يحتفظ بها بيتر جاردينر.

بيان الشركة


وردا على ما ورد في البرنامج أرسلت الشركة البريطانية لبي بي سي بيانا تقول فيه: "تشعر بي إيه أي بالأسى وتعرب في الوقت ذاته عن دهشتها لقيام برنامج المال الذي تبثه بي بي سي وبعض وسائل الإعلام الأخرى بترديد مزاعم عمرها تسع سنوات وغير صحيحة.

وأضافت الشركة في بيانها: "إن الحقيقة هو أن "عقد اليمامة" الذي يعد محورا لتلك المزاعم هو عقد بين الحكومتين السعودية والبريطانية.

"وتستطيع بي إيه أي أن تعلن أنه لا يوجد ما وصفته وسائل الإعلام بالرشاوى. كما أن الشركة أو أي من العاملين بها لم يزوروا حسابات الشركة."

ومضت الشركة قائلة: "تعمل شركة بي إيه أي في إطار قوانين المملكة المتحدة والدول الأخرى التي تمارس أعمالها بها."
http://www.arab.it/dinamico/news/read_news.php?id=51