عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 03-06-2007, 01:55 PM
Almusk Almusk غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الخليج
المشاركات: 3,051
إفتراضي

جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبا دجانة،،

مشكلتنا ياأخي أن كثيرا من أنصاف المتعلمين جعلوا أنفسهم جماة الأمة ونصبوا أنفسهم مكان العلماء في الفتيا في واتخاذ القرار في أخطر المسائل وصدقوا أنفسهم واستسلموا لعواطفهم وهم بهذا جروا على الأمة الويلات وأخروا نهضتها وشوهوا صورة الإسلام أعطوا لأعداء الإسلام فرصة وهدية يستغلها لإعلان حربه على المسلمين وانتقامه منهم في وقت المسلمون هم أضغف ما يكونون،،

وهم بهذا خربوا خطط العلماء الأتقياء أصحاب البصر والبصيرة،، والتي كانت تسير في طريق مستقيم وفق منهج قويم استخلصه العلماء من الكتاب والسنة الحرص على مصالح الأمة ومكتسبات الدعوة،، إلى أن كان نور الدعوة والدعاة والإسلام يشع في كل مكان،، لكن وللأسف أتانا هؤلاء أنصاف المتعلمين ونصبوا أنفسهم مفتيين وحماة للأمة وقطعوا الطريق على مسير العلماء في دعوتهم وأرجعوهم إلى الوراء دهورا،،،

كان رحمه الله الشيخ الدكتور عبدالله عزام يقول عندما سأله في مقابلة معه الدكتور عبدالرحمن العشماوي عن بعض المجاهدين في الأفغانستان واتهامهم له في عقيدته واعتراضهم على بعض فتاويه،، كان يقول أكبر مشاكلنا هي مع هؤلاء أنصاف المتعلمين،، فهم متحمسون وتغلب عليهم العواطف لكنهم ليسوا علماء ويفهمون الأحكام النوازل ولا هم جهالا يتبعون العالم ويسلمون،، وأنا أقول مازلت مشكلتنا معهم قائمة كما قال الشيخ عبدالله عزام رحمه الله،،

طبعا من أهم العوامل التي يعتمد عليها هؤلاء في تمرير أرائهم المخالفة هو الإطاحة بمكانة العلماء و تقدير الناس لهم،، فأخذوا يتهمونهم بأنهم علماء سلاطين،، وأنهم علماء شيكات،، (ويلهم من الله) حتى أن بعضهم كفر الشيخ عبدالعزيز ابن باز وابن اعثيمين رحمها الله والسبب أنهم لم يوافقوا أو يفتوا بما كان هؤلاء الأنصاف يريدوا،، فكان بعض الشباب المجاهد الذي ذهب إلى أفغانستان آنذاك للجهاد كانوا لا يستطيعون أن يذكروا اسم ابن باز أو ابن عثيمين في بعض الأماكن لكي لا يغضب بعض ممن حوله بسبب حقدهم عليهم وتكفيرهم لهم،، حتى أن أحدهم رفع الرشاش على الشيخ عائض القرني حفظه الله في المسجد عندما ذكرا الشيخ أمرا لم يروق لذلك المجاهد المزعوم،، انظر إلى أنه لم يقدر لفضيلة الشيخ علمه وكما تعلم أن الشيخ من علماء الحديث وهو من الدعاة الذين لم يتركوا الدعوة حتى أثناء دراستهم وطلبهم للعلم،، لكنه لم يسلم ورفع عليه الرشاش وهو في المسجد يحدث الشباب هناك في أفغانستان،، هذا الكلام يحكيه هو الشيخ بنفسه حفظه الله،، وسمعته منه في أحد اللقاءات التي عملها معه على ما أظن أيضا الدكتور عبدالرحمن العشماوي،،

وهؤلاء أعني أصحاب الفكر التكفيري،، لم يقيموا لأخوانهم الذين جاهدوا معهم في أفغانستان أي مكانة ولا أي وزن،، فقاتلوا معهم ثم انغلبوا على يعضهم،، فشوهوا صورة الجهاد والمسملين وأضهروا الوحشية حتى على بعضهم بعضا وقد كانوا يجاهدون مع بعضهم لكنهم ما لبثوا إلا أن تقاتلوا ولم يراعوا حرمة دماء المسلمين ولا لم يراعوا أرواح الشهداء والمخلصين الذين قاتلوا سواء كانوا من الأفغان أنفسهم أو من الدول الإسلامية الذين استجابوا لفتاوى العلماء بوجوب النصرة سواء بالنفس أو المال أو كليهما،، فخيبوا أمل الأمة وافرحوا العدو وشتتوا ثمرة النصر والله المستعان،،،

فهؤلاء وأتباعهم ومن هم على شاكلتهم لا يستجيوا للعلماء إذا خالفوا رأيهم القاصر،، وكما قال الشيخ الألباني رحمه الله هو لا يتكلم لإقناع ذوي الأهواء وأهل الجهل، وإنما لمن عندهم شبهة،، لأن أهل الأهواء من المبتدعه وأهل الجهل المركبة الذين يظنون أنهم يستطيعون أن ينقذوا لأمة ويصدروا الفتاوى ويستسهلوا دماء الناس وأرواحهم وخراب الديار،، هؤلاء يصعب الحديث معهم وتصعب عليهم أنفسهم أن تستجيب للحق،، لأنهم لا يحكمون الحق والعقل وكن يحكمون العاطفة والحقد والإنتقام والإستعجال،، ولذلك هم خرجوا على حكامهم وعلمائهم يظنون أهم بهذا هو المخلصون وهم حماة الامة ونقاذها مما حل بها،،

نسأل الله الهداية للجميع،، أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه،،

بارك الله فيك أخي أبا دجانة،،