عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 06-01-2004, 02:28 PM
خبيب خبيب غير متصل
فلتسقط المؤامرة
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 269
إفتراضي احتجاج على تغيير المناهج

قالت القدس العربي

اكثر من 150 شخصية دينية وعلمية سعودية تندد بقرار تغيير المناهج الدينية
اتهموا السلطات بإفساد الأجيال بحجة الاصلاح تلبية لمطالب الحكومة الصهيونية الصليبية في امريكا

لندن ـ القدس العربي :
نددت اكثر من 150 شخصية دينية وعلمية سعودية بقرار تغيير المناهج بالسعودية. واصدر المنددون بيانا اتهموا به السلطات بتشويه الدين الاسلامي وبافساد الاجيال بحجة ما سموه اصلاحا وتلبية لمطالب الحكومة الصهيونية الصليبية في امريكا .
وقال البيان قد جاهرت الحكومة الصهيونية الصليبية في امريكا علي لسان مجامعها ووزرائها وإعلامها بالمطالبة بتغيير هذه العقيدة، وإبطال الجهاد بل حظر الحديث عنه، وإلغاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلاد الحرمين ومأرِز الإيمان. واستجاب لهم أولياؤهم فطالبوا بذلك كتابةً ومقالاً ورسماً وتمثيلاً في كل وسائل الإعلام المتاحة لهم حتي انخدع بهم بعض الجهلة من المسلمين، فاتهموا المناهج الدراسية بل تطاولوا علي الحلقات القرآنية، فحسبنا الله ونعم الوكيل .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .
واضاف: قد ظن بعض المؤمنين في هذه البلاد أن الأمر سيقف عند حد التشويش والتشكيك، وإثارةِ الفتنة بالمقال، لكنهم فوجئوا في بداية هذا الفصل الدراسي الأول لعام 1424 هـ بحلول المصيبة التي كانوا يحذرون، وأن المقال تحقق في أعمال، بل إن الدلائل تشير إلي أن ما حدث ـ علي خطورته ـ ليس سوي الخطوة الأولي في طريق طويل سمَّوه إصلاحاً وهو غاية الإفساد لو تمَّ ـ لا قدر الله ـ ولذلك رأينا من واجبنا إنذار الأمة بهذه المخاطر إبراء للذمة ونصحاً لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، لاسيما وقد جاءت هذه النازلة في مرحلة عصيبة، أحوج ما تكون الأمة فيها إلي تجنُّب أسباب ومثيرات الفرقة والاختلاف والتكفير، وهذا إجمال لأهم ما ينبغي إعلامه للأمة بهذا الشأن:
1ـ أنّ ما حدث في مناهج العلوم الشرعيّة من حذفٍ (مثل حذف موضوع الولاء والبراء وبعض أنواع الطواغيت وبعض نواقض الإسلام) وتحريفٍ (مثل تحريف بعض التعريفات العقدية) ومن انحراف خطير (مثل التمهيد للاختلاط بتوحيد بعض المقررات بين الذكور والإناث التي تحمل صور الجنسين، وتقرير مناهج الطالبات علي الطلاب والعكس...) لم يحدث استجابةً لدواعي التطوير والارتقاء بالمناهج ـ كما يزعم الزاعمون ـ وإنما هو استجابةٌ مباشرةٌ لمطالب العدو التي قرأناها وسمعنا عنها منذ سنة 1411هـ. ومن ذلك توصية مجلس الأمن القومي الأمريكي، التي نصّت علي فرض تغيير مناهج التعليم في الدول الإسلامية، ومنع وصول المتدينين إلي المناصب العليا في وزارات التربية والتعليم، وغيرها من الوزارات ذات التأثير في توجيه الأمة. وأكبر المطالبين بذلك هناك هم الصّهاينة اليهودُ، مثل المرشح لنيابة الرئيس سابقاً (ليبرمان) الذي زار الوزارة وبعض المدارس عقب هجمات سبتمبر، في شعبان 1422هـ، والصحافي فريدمان، والمستشار مورافيتش، والباحثة ميراف ...الخ.
2ـ أن مطالبة أعداء الأمة بهذا التغيير والتحريف والانحراف هو من حربهم علي الإسلام كما أنه اعتداء علي سيادة الأمّة واستقلالها وانتمائها وخصوصيتها. وهو ما لا ترضي به أية أمة مستقلة في العالم. وهو مع ذلك مناقض لما يدعون الالتزام به من القوانين الدولية ومواثيق هيئة الأمم المتحدة التي هي من وضعهم . فالاستجابة له استسلام لا تقل خطورته عن الاستسلام للعدو في المعركة ـ إن لم يكن أخطر، وتمكينٌ له من التحكّم في أخصّ الخصوصيات، ولذلك يجب علي الحكومة العدول عنه، وهي بفضل الله قادرة علي ذلك.
3 ـ إن الإدارة الصهيونية الحاكمة في أمريكا وفروعَها لم تجرؤ علي مطالبة المجوس والوثنيين بتغيير مناهجهم، علماً بأنّ دراسة أمريكية موثقة أثبتت أن 95% من شعوب العالم تكره أمريكا وتعارض السياسة الأمريكية! فلماذا اقتصرت المطالبة علي الأمة الإسلامية، وعلي هذه البلاد خصوصا؟ ولم يحدث ذلك مع دول تهدد أمريكا بالسلاح النووي (مثل كوريا الشمالية) إن ذلك لم يقع إلا بسببين:ـ أولهما: ما في قلوبهم من عداء للإسلام وأهله لأنه الدين الحق . وثانيهما: ما لمسوه فينا من التهاون بعقيدتنا، والمبادرة في الاستجابة لمطالبهم من خلال ترسيخ مفاهيم من جنس الصداقة التاريخية والتحالف الإستراتيجي، هذا مع أن المسارعة فيهم لم تقتصر علي المناهج الدراسيّة، بل شملت عزلَ بعض الخطباء والتضييقَ علي المناشط الدعوية والحلقات القرآنية، وتجفيفَ مصادر العمل الخيري، وحظر كثير من مجالاته. وما سيأتي أعظم إلا أن يتدارك الله هذه الأمة بوقفة حازمة تكون فيها الحكومة والأمة يداً واحدةً علي هذا العدوان.
4ـ أن هذا التنازل الخطير لن يجعل الأعداء يرضون بالوقوف عنده. وقد قال الله تعالي (وَلَن تَرْضَي عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَي حَتَّي تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَي اللّهِ هُوَ الْهُدَي وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ). هذا مع كونه منذراً بأوخم العواقب في الدنيا والآخرة فقد قال تعالي لإمام المجاهدين صلي الله عليه وسلم (وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً. إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا). فهناك عندهم عقائد أخطر وأعظم، إمّا دينية: مثل عقيدة أن المسيح عليه السلام إله (تعالي الله عما يقولون) وإمّا سياسية: مثل كون دولة إسرائيل مباركة وقيامها تحقيق لوعد الله لإبراهيم عليه السلام. فما لم تشتمل مناهجنا علي هاتين العقيدتين صراحةً فستظل هدفاً للمطالبة بالتغيير، وهذا هو اتباع ملتهم كما ذكر الله.
5 ـ ومن أول مَن أوغر صدور الأمريكان علي ما في المناهج من عقيدة الولاء والبراء، هم بعض الرافضة الذين ظهروا في وسائل الإعلام الأمريكي عقب أحداث جمادي 1422الآخرة هـ (11أيلول سبتمبر)، وذكروا أن هذه العقيدة ـ التي ينبزونها بالوهابية ـ تحرض علي كراهية الأقليات الدينية وعلي الأديان الأخري، وعرضوا نماذج لذلك بالجزء والصفحة وقد سعوا قبل ذلك ونجحوا في إلغاء مادة الفرق من المنهج المطور الصّادر سنة 1405هـ ويسعون إلي حذف كلّ ذكر للشّرك والبدع في المناهج (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّي يُؤْفَكُونَ).
6 ـ الواجب هو إحياء الثقة بين الأمة، والتشديد علي تمسكها بعقيدتها، وبثُّ روح العزيمة والأمل فيها، لا نشر ثقافة الانهزام باسم ثقافة السلام ولا نشر الانحلال في الشباب باسم المساواة بين الجنسين ولا طمس الخصوصية الإيمانية باسم الانفتاح!
7 ـ إن من التلبيس والمغالطة الترويج لهذا التغيير علي أنه جزءٌ من الإصلاح الشامل، الذي تنتظره البلاد، فإن هذا قلبٌ للمفاهيم، إذ كيف يسمي الإفساد إصلاحاً؟ وهذا التغيير اعتداءٌ علي الثوابت، التي رسخ بها هذا الكيان وتوطّدت أركانه، ويجمعها أصل واحد هو التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم علي منهج السلف الصالح، لأنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما صلح به أولها.
8 ـ أن إحداث هذا التغيير يمثّل اعترافاًً منا للعدو المتربّص بأنّ مناهجنا تنتج الإرهاب العدواني، وهذا واضح من اقتصار الحذف علي المناهج الدينية، وعلي الموضوعات العقدية المتعلقة بالموقف من العدو، وهذا يستلزم تبرئة ساحة العدو من ممارسة البغي والعدوان الفظيع واستفزاز مشاعر المسلمين بظلمه وعدوانه، ومن حرصه علي تأجيج نار الفتنة بيننا، بإرجاع ذلك إلي مناهجنا وقيمنا ومؤسساتنا الدينية والخيرية. وليس إلي عدوانه واستكباره وكيده، وهو كذلك تبرئة لممارسته العنف والظلم. وما يجري في السجون من تعذيب وانتهاكات هي من أكبر دوافع العنف المضاد في كل البلاد الإسلامية. وقبل هذا التدخل الصليبي لم تكن بلادنا تعرف هذه الظاهرة ـ ولله الحمد ـ مع أن التربية الدينية والمناهج الدينية كانت أقوي، كما أن بلادا أخري لا نصيب للدين في مناهجها إلا قليلا عانت من هذه الظاهرة قبل بلادنا بكثير ولا تزال. فكيف يُنسب ذلك إلي مناهجنا؟
9 ـ أنه لا يشك منصف أن هذه المناهج التعليمية للعقائد الإسلامية مستمدة من القرآن والسنة، فلا يجوز اتهامها بأنها مصدر للبغي والعدوان فإن الكتاب والسنة تنهي عن ذلك ولا يخفي ما في هذا التغيير من خطورة علي عقيدة الولاء والبراء.
10 ـ أن كثيراً من العلماء وأهل الغيرة في هذه البلاد ينظرون إلي هذا التغيير باعتباره شروعاً في سياسة تجفيف منابع الدين التي سلكتها قبلنا مجتمعاتٌ عربيةٌ، بوحي من قوي الكفر العالمي، والتي أنتجت عواقب وخيمة: كالتناحر الاجتماعي والغلو في التكفير، والانحلال الخلقي، وأصبح المصلحون فيها يطالبون بتقرير العقيدة الصحيحة، وبعضهم ضرب مثلا لذلك بمناهجنا، وما أثمرته من اعتدالٍ في المواقف، واستقامة في السلوك، وابتعاد عن المذاهب الفكرية الغربية التي اجتاحت تلك البلاد.
11 ـ بما أن الأمة تتعرّض لعدوان شامل، وبما أن الأحداث تتسارع في الميدان بشكل هائل . فعقيدة الولاء والبراء ونحوها من العقائد ستظل حية متفاعلة. فهل الأفضل أن تكون واضحةَ المعالم في المقررات الدراسية مكتوبةً بأقلامٍ متخصصةٍ تضبطها علي الجادة بلا غلوٍ ولا تفريطٍ؟ أم تحذف منها وتبقي موضوعاً للجدل وميداناً للاجتهاد من العالم والجاهل والغالي والجافي؟
12 ـ أن حذف أو تشويه ما كتبه علماء الإسلام وأئمةُ الدعوة، من كتب ظهرت بركتُها وعمُّ نفعها لأجيال متعاقبة، يأتي عكس التوجّه الذي تنادي إليه الدولة وتحتاجه أشد الحاجة، وهو تثبيت الولاء بمقتضي العقيدة. بل ذلك هزة عنيفة للأساس الذي قام عليه هذا الكيان، وتوحّدت عليه أقاليمه وقبائله، واعترافٌ ضمني بما يردده الخرافيون والمستشرقون وغيرهم من أعداء الدعوة التجديدية، من كونها حركة غلوّ مخالفة لإجماع المسلمين... والنتيجة المباشرة عندهم أن يكون هذا الكيان قد قام وتوحّد علي أساس باطل وكل ما قام علي الباطل فهو باطل لا يصح الانتماء إليه ولا الولاء له. وهذا ما يريده الأعداء ويسعون إلي تحقيقه. وفقدُ ذلك لا يعوضه ما تحاوله المؤسسات الإعلامية والتربوية من بدائل وشعارات، مثل تنمية الروح الوطنية، والسّعودة، وإحياء الذكريات بطابع سياسي مفصول عن الدين. فلم يرفع هذه البلاد تراث ولا تراب، وإنما علتْ بالإسلام والإيمان.


تتمة في المقال الثاني