عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 06-01-2004, 02:29 PM
خبيب خبيب غير متصل
فلتسقط المؤامرة
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 269
إفتراضي

تتمة الموضوع: قالت القدس العربي

13 ـ ونتيجة للرغبة العارمة للتغيير السلبي الذي يُسمي تطويراً، ونتيجة لاستثمار دمج التعليم في محرم 1423هــ، حصل تخبط في هذا التطوير نتج عنه : أـ إهدار ملايين الكتب التي كلفت عشرات الملايين، كانت قد وصلت إلي مستودعات إدارات التعليم. بـ تعدد اللجان واختلافها وإهدار الأوقات والجهود والأموال التي تنفق عليها. جـ ـ حدوث فوضي في تسلسل المفردات والموضوعات حيث تكرر بعضها في أكثر من صف وسقط بعض آخر فلم يقرّر أبدا. د ـ وقوع أخطاء فنية نتيجة العجلة مثل بقاء الأسئلة عن موضوعاتٍ محذوفةٍ وبقاء عبارات بصيغة المذكّر (ويحتمل أن تكون مقصودة بدليل الصور المختلطة علي الغلاف وفي الداخل)؟ هـ ـ سحب المقررات بعد توزيعها، وتوزيع المقررات الموحدة والمعدلة، مع أن الجميع مكتوب عليها : (( طبعت عام 1424هــ )) . وـ تهميش دور الإدارة المختصة للتطوير، وإسناد أمرها إلي أشخاص ورجال غير مختصين. وهكذا يري كل ذي عينين أن القضية ليست قضية تطوير بل تغيير مرتجل لتحقيق أغراض معينة وقد كشفتها قرارات الوزير في أحد اجتماعاته في 10/4/1424هـ وهي انتهاج سياسة التعايش مع الآخرين.. والانفتاح.. وإيجاد ثقافة جديدة ثقافة التسامح والاحتواء والتعددية وحسن الظن بالناس..الخ . وهي شعارات موهمة ومحتملة في الأصل، ولكن ظهرت حقيقتها، والمراد منها بما تم من التغيير الذي أهمه: حذف الولاء والبراء ومتعلقاته مما يحدد موقف المسلم من اليهود والنصاري وغيرهم من الكافرين، والواجب الالتزام بالسياسة التعليمية التي اشترك في إعدادها عدد من كبار العلماء والمتخصصين.
14 ـ أن هذا التغيير ـ حتي لو تجرد عن الارتجال والعبثية ـ دليل علي قصور نظر القائمين عليه، حيث إن العملية التربوية عملية معقدة الموضوعات مركبة العناصر، لا يكفي لتطويرها حذف مفردات من المقررات، فهي تشمل ثقافة المعلم والمعلّمة، والبيئة التربوية والاجتماعية المحيطة، ومنهج التفكير، والأهداف التربوية، ودرجة الانتماء، وتأثيره في المرحلة التي تمر بها الأمة. وبالنسبة للعدو لا يمكن نزع عداوته بمجرد حذف موضوع من مقرر! فالعداوة بين الكفار والمسلمين سنّةٌ كونية كما أنها فريضة شرعية، ومجتمعهم (الأمريكي) نفسه لم يستطيعوا نزع العداوة فيه بين الطوائف الدينية أو العرقية، مع أنهم سخّروا السياسة والإعلام والدعاية العريضة لذلك، فالجهل إذن أو التغابي مشترك بين المطالبين بالتغيير في أمريكا ومنفذيه هنا، وفي التقرير الأمريكي المقدَّم للكونغرس في 5/8/1424 شاهد علي ما نقول، فبعد أن قرر "أن العداء لأمريكا وصل إلي مستويات مخيفة" وضع الحل: وهو تغيير السياسة الأمريكية تجاه العالم والمسلمين خاصة، و العمل لنـزع أسباب الكراهية من نفوس الشعوب الإسلامية بانتهاج سياسة أكثر اعتدالا! هذا غير ما كتبه المفكرون والزعماء منهم من نقد شديد لسياسة بلادهم المتغطرسة، وتحميلها مسؤولية ما تفاقم في العالم كله من عداء لأمريكا حكومة وشعبا.
15 ـ يعد هذا التغيير مخالفة صريحة لسياسة التعليم في المملكة والتي نصت في أهدافها علي أهمية العقيدة ولاسيما الولاء والبراء وفي أكثر من بند من بنودها ومما جاء فيها في المادة 29 (تنمية روح الولاء لشريعة الإسلام وذلك بالبراءة من كل نظام أو مبدأ يخالف هذه الشريعة). ومما جاء في وثيقة منهج العلوم الشرعية صفحة 345 المادة الثانية عشرة ما نصه أن يعمق لدي الطلاب فهمهم لعقيدة الولاء والبراء ويدرك بعض صورها المعاصرة وهذه صدرت عام 1423هـ بتوقيع الوزير.
16 ـ أن من النتائج السيئة لهذا التغيير المفاجئ فَـقْدَ الثقة في وعود المسؤولين، فقد أكدوا مراراً وتكراراً أن دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات بوزارة المعارف ما هو إلا إجراءٌ إداريٌ فقط! ثم جاءت الخطوات التالية ومن أهمها ما حدث من دمج المناهج لتؤكّد أن الأمر بخلاف ذلك. ولذلك فإن الأمر يقتضي هذه المرة عملاً نراه، فالثقة بين المسؤولين وبين العلماء والمحتسبين أساس الاجتماع والتلاحم. وفقدان الثقة بينهم سبب للفرقة والاختلاف، ومنذر بالخطر علي العباد والبلاد في أمنها واستقرارها وخيراتها، ووقوع سنة التغيير من الله تعالي. قال تعالي إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم . ونحن إذ نوجه خطابنا هذا لعامة الأمة لا بأس أن نخص بعضها بما يقتضيه المقام:
أولاً ـ نذكر المسؤولين في الدولة والوزارة بتقوي الله وعظم الأمانة وسوء عاقبة التفريط، وحسن عاقبة التوبة ونطلب منهم إعادة الأمور إلي نصابها في المجال التعليمي والتربوي من أساسه، واستدراك الكارثة قبل تفاقمها، وإيكال المهام إلي الأكفاء والأمناء.
ثانياً ـ نخص المعلمين والمعلمات بالتذكير بوجوب بيان العلم ونشره وعدم كتمانه وتبيان الأصول الثابتة والعقائد الراسخة من مسائل الولاء والبراء، وتكفير المشركين، والبراءة منهم.
ثالثاً ـ ونقول للآباء والأمهات وأولياء أمور الطلاب والطالبات اتقوا الله في أبنائكم وبناتكم. فلا تسكتوا علي انتقاص دينهم فيكونوا فريسة للمفسدين أو ميداناً لتجارب العابثين، وأنتم تتفقدونهم في أمور معاشهم فاحرصوا علي تفقدهم في أمور دينهم. فذلك أهم وأوجب، وبدون ذلك لا يُنتظر منهم البرّ والصلاح إذا فسدت عقائدهم، وانحلت أخلاقهم. وقد قال صلي الله عليه وسلم (كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيِّته).
رابعاً ـ نخص العلماء والمربين والمحتسبين في كل منطقة أو محافظة أو بلدة بالاهتمام البالغ بالأمر، وأن يبادروا بالالتقاء للتشاور وتدارس الأمر، فالدفاع عن مناهجنا هو دفاع عن الوجود والهوية والانتماء، وعلينا أن تكون قوة دفاعنا مناسبة لقوة الهجوم وخطورة القضية.
خامساً ـ علي المفكرين والإعلاميين والمؤلفين والباحثين أن ينقلوا المعركة إلي ميدانها الحقيقي وهو المناهج الأمريكية والإسرائيلية، التي تنضح بالحقد الدفين والافتراءات علي الإسلام والمسلمين، وتتفنن في أساليب العنصرية والازدراء بلا حسيب ولا رقيب.
وأخيرا نقول للكافة: لابد من وقفة حازمة صادقة. فالواجب التأكيد علي الاستنكار، والمطالبةُ بزيادة المادة الشرعية في المناهج وغيرها وتثبيتِ التربية الدينية، والتعاون مع الدعاة والمربين لسد النقص الحاصل فيها. إن الأمر أخطر من حذف مقرر أو تحريف عبارة، إنه سعيٌ حثيثٌ لمسخ الهوية ومحو الخصوصية، وتخدير شباب الأمة وإفساد أخلاقهم. فاتقوا الله أيها المسلمون في هذه البلاد، واعتبروا بما حل بالمجتمعات الأخري في الشرق والغرب من دمار وفساد وكوارث اجتماعية، لما ابتعدت عن منهج الله وتخلت عن هديه، وقد قال الله تعالي (وَلاَ تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ. الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي اَلأَرْضِ ولا يُصْلِحُونَ). وختاما نرجو أن يكون في هذه الإشارات ما ينبه إلي غيرها، وما أردنا إلا الإصلاح، والله تعالي المسؤول أن يجمع كلمة هذه الأمة علي الحق، وأن يحفظ لها إيمانها وأمنها ويصلح ولاة أمرها، وأن يقيها كيد الكائدين وشر المفسدين إنه سميع مجيب وصلي الله وسلم وبارك علي عبده ورسوله محمد وعلي آله وصحبه أجمعين.

تتمة في المقال التالي