وهذا حوار رجل مع هشام القرطبي :
- الرجل ( يسأل هشاماً عن عمره ): كم تعد؟
- هشام : من واحد إلى ألف ألف وأكثر .-
لم أرد هذا ، كم تعد من السن ؟
- اثنين وثلاثين : سنة : ستة عشر سناً من أعلى وستة عشر من اسفل .
- لم أرد هذا ، كم لك من السنين ؟
- والله ليس لي منها شيء والسنون كلها لله .
- يا هذا ، ما سنك ؟
- عظم .
- ابن كم أنت ؟
- ابن اثنين : رجل وامرأة .
- كم أتى عليك ؟
- لو أتى علي شيء لقتلني .
- فكيف أقول ؟
- تقول : كم مضى من عمرك ؟
بل إن حروف الجر لا تؤدي معاني بعضها بنفس الدقة .
فهذا قوله – سبحانه - :
{ إن فرعون علا في الأرض } [ القصص:4] فحرف الجر المناسب للعلو هو " على " ولكن عندما تسمع كلمة " علا " يتطاول عنقك إلى السماء ، تبحث عن هذا العالي، وإذا بك تفاجأ بأنه مهما علا وعلا فهو في الأرض .
وقوله – سبحانه - : { ولأصلبنكم في جذع النخل } [ طه:71] أي : على جذوع النخل ولكن " في " تدل في حقيقتها على أنهم داخل جذوع النخل وكأنهم من شدة إيثاقهم وتعذيبهم أصبحوا داخل جذوع النخل .
ويتأمل رحمة الله – سبحانه – بأمة محمد صلى الله عليه وسلم في قوله – جل شأنه - : { فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون } [ الماعون :4-5]
ولو قال : في ، بدل : عن لهلكنا ، لماذا؟
ينبغي مراعاة مناسبة حديثك للزمن المتاح لك
فلا تفتح مواضيع ربما لها الوقت
ولا مانع من إعداد النقاط الرئيسة لحديثك ولو كان مع فرد .
ولو ارتجلت الحديث فكن حاضر الذهن دقيقاً في كلامك ، وبخاصة لو كنت رجلاً مسئولا إذ تحسب كل كلمة لك أو عليك .
لاحظ تعبيرات مستمعك فإن لاحظت تجاوبه معك وفهمه لحديثك وإلا فإنه حديثك النهاية المناسبة .
كما تراعي حالة المستمع نفسه ؛ فإن كان مريضاً فهل يجوز أن تحكي له قصة مريض بنفس مرضه قد توفي بسبب هذا المرض ؟!
وإن أردت حديثاً قد يطول مع أحد أصدقائك في الهاتف فسأله سؤالاً صريحاً : هل عندك الاستعداد للحديث الآن ؟ أم أن هناك وقتاً أنسب لك ؟ متى ؟ فأنت لا تراه ولا تعلم ما ظروفه الآن .
.. يتبع ..