[جهراوي]

يا حاكمنا ، أنت وأسرتك أو حزبك أو من هم على ملتك في الحكم منذ عقود من الزمن ، ونحن منذ استلمتم الحكم على حالنا ، نراوح في مكاننا ، نلبس ونأكل ونشرب من يد غيرنا من الأمم ، أضعتم أموال البلاد والعباد في تسليح قوات الأمن المكلفة بحمايتكم سواء من جيش أو شرطة أو سمها ما شئت ، و الطامة الكبرى أن أول من يهرب من ساحة الوغى عند الخطوب هم جنودكم الذين يحملون على أكتافهم نياشين ورتب من نحاس ، لو صنعنا منها قدورا لأطعمت جياع الأمة كلها من و جبة واحدة ، بينتم سجونا أكثر من الجامعات ، و خرجتم جنودا و ضباطا أكثر مما خرجتم علماء و أطباء ، ومع هذا نحن أكثر الأمم هزائم .
يا حاكمنا لقد حرصت أنت و أتباعك على إنشاء محطات الغناء و الرقص و أخرجتم وأنتجتم فيدوكلبات تكفي لتدمير أخلاق خمسة أجيال قادمة من شباب الأمة ، بينما أعداءنا يحرصون على بناء الصواريخ و الأسلحة التي تكفي لتدمير الأجيال الخمسة القادمة من شباب الأمة الذين بدأتم أنتم بتدمير أخلاقهم .
يا حاكمنا لقد جعلت من نفسك نواة الأمة و جعلت ما عداك من شعب و وطن و دين يدورون في فلكك و أدخلت في عقولنا أنك أنت أساس كل شيء و لو ذهبت فسوف يذهب معك كل شيء ، الرزق و الأمن و المال و التلد و الولد .
يا حاكمنا لقد بنيت لك قصرا في كل زاوية من زوايا العالم ، و ملئت البنوك من أموالنا التي سرقت ، و مع هذا يا حاكمنا و لأننا شعب طيب فقد سامحناك , ولكن لنا رجاء عندك وترجوا منك تنفيذه في أسرع وقت ، لأنه رجاء وتحذير في نفس الوقت .
يا حاكمنا نحن ترجوا منك أن ترحل عنا و تتركنا نحاول أن نبني ما هدمت و نصلح ما أفسدت و نقّوم ما أعوجت ، فلعلنا أن نعيد الأمة إلى عزتها التي أهدرت أو مجدها الذي أضعت .
فهلا نفذت .