الموضوع: رفقا بقلبك
عرض مشاركة مفردة
  #24  
قديم 09-06-2000, 04:53 AM
الذهبي الذهبي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 59
Post

الأخ جمال : يبدو أن أختنا أم محمد جعلتك تكبر سريعا ، فما السبب يا ترى ؟؟؟؟؟ ( مرة تعتب على الكبر وأخرى على البصر ) . وفقك الله تعالى .
أختي الفاضلة ميموزا : أنا معجب ، ومعجب جدا بنقدك الرائع المفيد ، الذي ينم عن ذكاء حاد وبصيرة لماحة تحسدين عليها ( طبعا حسد غبطة ) ولا أخفيك سرا أني في كثير من الأحيان أتتبع المواضيع ذات العناوين الملفتة للنظر لأقرأ تعليقك عليها ، فأستفيد منه ، وأجد نفسي ألتذ بنقدك الذي يحذره الجميع ، وربما خافوه ، ومن قبل كنت أتابع تعليقاتك على المواضيع القديمة ، ورأيت كيف وُجِّهت لك الاتهامات بالقسوة ووو ، ولكن كنت أقول : ولو يعلم أحدنا قيمة النقد ( طبعا النقد البناء ، البعيد عن التجريح ) لأكرم من ينتقده بهدية تكون جزاء له ، وأضعف الإيمان أن تكون هدية كلامية بأن يقول : جزاك الله خيرا ، لأن الذهب كلما عرض على النار ذهب خبثه ، وزاد بريقه . وكلنا يذكر قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه : رحم الله امرءا أهدى إليَّ عيوبي .
وهنا أنقل معنى ما قرأته للأديب الكبير الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى ، فقد قال فيما معناه : إني لأسرُّ ممن ينتقدني ( يقصد في مقالاته ) أكثر ممن يمدحني ، فالذي ينتقدني يريدني أن أكون أفضل وأحسن مما أنا عليه ، وأما من يمدحني فكأن لسان حاله يقول : إنك لم تحسن من قبل وقد أحسنت اليوم .
طبعا أنا لا أؤيده إن كان يقصد هذا بشكل مطلق ، ولكنه في كثير من الأحيان يكون هذا الأمر صحيحا.
ونأتي الآن إلى استغرابك من تأييدي وتأييد جمال للأخ سلاف على نظرته التشاؤمية للحياة ، أقول : إن كانت هذه نظرته للحياة فإني لا أؤيده ، وأدعوه إلى التفاؤل كما ذكرتِ أنت ، ولكني لم ألمس أن هذه كانت نظرته ، وكأني به يصف واقعا مريرا نعيشه ونتفاؤل أن تزول مرارته ، مع العلم أنه ما من يوم إلا والذي بعده شر منه حتى تقوم الساعة ، كما قال عليه الصلاة والسلام . فلمست منه الحال الذي وصفه نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله : إذَا رَأَيْتَ شُحّا مُطَاعاً، وَهَوًى مُتّبَعاً، وَدُنْيَا مؤْثَرَةً ، وَإعْجَابَ كُلّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ بِنَفْسِكَ ، وَدَعْ عَنْكَ الْعَوَامّ.
وإنا نتفاءل بالخير علنا نجده . ولك كل التحية والتقدير .

الرد مع إقتباس