الموضوع: ضريط الذئاب
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 28-11-2006, 04:49 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي ضريط الذئاب

ضريط الذئاب :

يتساءل بعضنا أحيانا عن ثنائية غريبة، في مدح الكلاب وذمها، فمنهم من يصف الكلب بالوفاء وملازمة صاحبه، وهي صفة يستحسنها السامعون، ليبادروا باستحضار قصص تؤيد ذلك القول .. والنصف الآخر من الثنائية هو وصف الخسيسين بصفة الكلاب، فإن أردنا ذم أحد ما فإننا نصفه بالكلب !

في أوائل السبعينات حيث كنت أدرس في جامعة الموصل، كانت غرفتي ذات شرفة تطل على امتداد غابات الموصل، كنت بين فترة وفترة ألحظ جمهرة كلاب تأتي من وسط الغابة، كان بينها كلب أحمر يشبه لحد كبير (بوش) كان يستخلص كلبة من الكلاب ويصرع البقية من أجلها فتبتعد الكلاب عن شره .. وفي ذات يوم رأيت فلاحا يعقد طرف ثوبه بحزامه يتربص بالكلبة حتى استطاع أن يقتلها أمام عيني، ولعله صاحب ثأر، فتساءلت كيف ستكون مشاعر صديقها الأحمر، وما هي إلا ساعات حتى أتى الأحمر، فرآها ميتة مرمية على الأرض، فرفع رجله وبال عليها ثم انصرف!

يتبع لفصيلة الكلاب كل من الضبع والواوي والثعلب والذئب، وكل نوع من تلك الأنواع له صفات خسيسة أظنها معروفة للجميع. ولكن صفة خسة الذئب وأذاه قد لا يعرفها البعض، حيث أنه إذا تمكن من فريسته أو فرصة افتراسه، سواء كان جائعا أو شبعانا، فإنه لن يتخلى عن خسته، فهو يمعن بقتل الخراف لكي يضمن لمن يأتي بعده يرم الجيف أو يتمتع بمنظرها..

والعجيب أنه لن يقوم بتلك الحركات إلا إذا استشعر خطرا يهدده فتزداد وتيرة قتله بلا معنى.. حتى يُحاصَر، فتسمع له ضريط المرعوب الذي أيقن أنه قاب قوسين من الموت.

لم تكن أمريكا دولة فقيرة، حتى تفكر ليلا ونهارا بنهب ثروات الشعوب (ولكن ليس بفكر الصعاليك) .. ولم تكن غنية، فالغنى بالنبل والتسامح والتواضع بالقوة، ولم تكن كيسة فالكيِس من يتعظ من تجارب غيره.

لقد نسيت أمريكا أنها تهاجم قطرا به شعب تمتد أنسابه الى صلاح الدين والمثنى والقعقاع وسعد، ونبوخذ نصر، فأبناءه ليس خرافا تذبح، وإن استقوت أمريكا بمعاونة الضباع على قتل العزل والغدر بالآمنين المدنيين .. فأبناؤه أسود يعرفون من هو كورش ومن هو النمرود ومن هو أوريان ويعرفون طباع الواويات والضباع وكل آكلات الجيف التي تمثل دور السادة ..

فإن كان ضريط الذئاب قد ازداد بفعل ضربات المقاومة فإن عويل الحيوانات الرامة قد ازداد أيضا ..

بوركت سواعد المجاهدين .. الذين أصبحوا على أعتاب النصر بإذن الله ..
__________________
ابن حوران