الموضوع: عذاباتي
عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 01-07-2000, 01:54 PM
المعتمد بن عباد المعتمد بن عباد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 392
Post

أختنا الفاضلة ميموزا حفظها الله .. رحمك الله أوتعدّين ذلك فضولاً
اسألي ما بدا لكِ .
بصراحة لست أعلم تحديداً ما الذي جعلني أتسمّى بهذا الاسم .
ولكن لعلّه نوع من التقمّص وهو حيلة من حيل الهروب أو ميكانزمات الدفاع كما تسمّى في علم النفس .
لا أدري أهو ذلك الشعر الرائع الذي يفيض قوّةً وجمالا وعذوبة قبل الأسر ، أم هو النار التي تقطر لوعة وألماً وحسرةً بعد الأسر .
أنا مغرمٌ أيتها الأستاذة القديرة بالأندلس وروابيها وتأريخها وشخصياتها أبحر مع طارق بن زياد وأنام على ديوان ابن زيدون وأصحو على صوت المعتمد وهو يقول لئن أرعى الجمال عند ابن تاشفين خير لي من أن أرعى الخنازير عند الفونسو )
كثير من الملوك انتقلوا من حال العزّ إلى حال الذل والمهانة ولكن الفريد في تجربة المعتمد أنه كان شاعراً صوّر هاتين الحالين شعراً أحسّ بخاراً حاراً يتصاعد من داخلي حين أقرأه .
ويكفي ألماً ذلك العيد الأسود الذي وافاه في أغمات مأسورا .
وأين منك ياميموزا حين تنتفض الأنفة بين جنبيه فيبدأ قصيدته بقوله : (هم أوقدوا بين جنبيك نارا) ثم انظري إلى إبائه وهو يقول متعجباً : أما يخجل الدهر ... عفواً ميموزا فقد أثرت شجناً أخشى أن يجعلني أكتب لك كل ما أحفظه من شعر المعتمد .

أول معرفتي بالمعتمد كانت من خلال قصة اللعب بالطين ، ثمّ كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة الذي كان في خزانة كتب والدي .
ثمّ كانت القنبلة التي فجّرت حبي له وهي ذلك الشريط الذي سجّلت فيه محاضرة لأقرب أستاذٍ إلى نفسي وقلبي الرجل الذي علمني ما هو الشعر وما هو الأدب أسأل الله أن يرده من غربته وهو من آل المبارك عائلة لا أظنكم تجهلون قدرها في العلم والأدب ولهم حضور قوي على حد علمي عندكم في الإمارات .
لمّا حدّثته من قبل عن إعجابي بالأندلس وقراءتي لابن زيدون سألني عن المعتمد ولمحت في عينيه بريقاً خاصاً عند ذكره ففتشت عن ديوانه ولكنه للأسف مازال نادراً لأن القراء منا لم يعد يجذبهم إلا الحديث في التوافه وإن فكّروا في الأدب فأظنهم لا يعرفون إلا روايات عبير وزهور في نسختها العربية .
كانت ليلة أندلسية مع المعتمد بن عباد لم ولن أنساها .
فالمعتمد بن عباد والمتنبي وعلي بن الجهم امتداد لسلسلة واحدة بين طرفين يمسك أستاذي بأحدهما وأمسك أنا بالآخر .

آسف يا ميموزا إن كنت أطلت فقد مسست جرحا وأثرتِ لاعجاً .
ولك شكري .
المعتمد
الرد مع إقتباس