مدح مطيع بن إياس معن بن زائدة بقصيدته التي منها :
أهـلاً وسهــلاً سيـّـد العـــرب *** ذو الغدد الواضحات والنّجب
فـتى النزار و كهلها و أخي ال*** جـــود حوى غايته من كثب
فلما فرغ منها قال له معن : إن شئت مدحناك كما مدحتنا ،
وان شئت أثبناك فاستحى مطيع
من اختيار الثواب على المديح ، وكره اختيار المديح
و هو محتاج إلى الثواب ، فأنشد يقول :
ثنــــاءٌ من أمير خيرُ كسب *** لصاحب مغنم و أخى ثراء
و لكنّ الزمان برى عظامي *** وما مثل الدراهم من دواء
فضحك معن وقال له : لقد صدقت ، فلعمري ما مثل الدراهم من دواء ، و أنشد :
إن الدراهم في المواطـن كلها *** تكسو الرجال مهابة و كمالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة *** و هي السلاح لمن أراد قتالا
ثم أمره له بجائزة حسنة مكافأة له .
**********
دخل أبو دلامة على المهدي وعنده إسماعيل بن محمد وعيسى بن موسى والعباسي بن محمد ومحمد بن إبراهيم الإمام وجماعة من بنى هاشم.
- فقال له: لئن لم تهج واحداً ممن في البيت لأقطعن لسانك. فنظر إلى القوم، فكلما نظر إلى واحد منهم غمزه بأن عليه رضاه.
- قال أبو دلامة: فعلمت أنى قد وقعت، وأنها أزمة من الأزمات لابد منها، فلم أر أحداً أحق بالهجاء منى، ولا أدعى إلى السلامة من هجاء نفسي، فقلت:
ألا أبـلـغ إلـيـك أبــا دلامـة*** فليس من الكرام ولا كرامة
إذا لـبس الـعمامة كان قرداً*** وخـنزيراً إذا نـزع العمامة
جمعت دمامة وجمعت لؤماً*** كـذاك الـلؤم تـتبعه الـدمامه
فإن تك قد أصبت نعيم دنيا*** فـلا تـفرح فقد دنت القيامة
- فضحك من حوله ولم يبق منهم أحد إلا كافئه
**********