عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 22-08-2007, 06:46 AM
التاروتي التاروتي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2007
المشاركات: 25
إفتراضي { أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ }

يوم أن خلق الله الخلق لعبادته جعل الابتلاء والامتحان مزية لتلك العبادة لتصبح أجل قدراً وأعلى منزلتاً .

حينها كان لزاماً أن يكون ذلك الخلق قابل للاستمرار ومواصله الحياة ، ولم تكن لتكتمل الحكمة من الخلق إلا بنواميس وسنن وصفات و فِطرٍ ومقومات تصون الديمومة وتقومها ، كان منها خلق الشهوة وخلق الإرادة والقدرة على الاختيار وحيث لم تكن لتعمل هذه الصفات لوحدها ففطر في خلقه حب الاجتماع والعجز عن مواصله مسيرة الحياة إلا بذاك التجمع والتكتل.

فما كان من الخلق إلى أن اجتمعوا والتفوا على بعضهم البعض يجمعهم عرق أو أرض أو لون أو مصالح وليظل أهم مقومات ذلك التجمع .. التوافق .. ليجد كل إنسان نفسه مع من يوافقه في مبدأ أو ديانة أو طريقة أو أسلوب ولم يكن لهذا التوافق أيضاً أن يستمر إلا بحمل بعضهم بعضاً والتواصي فيما بينهم للحفاظ عليه في حدت ذلكم التوافق أو ضعفه حتى لا يتسع البين فيحصل الشقاق .

ثم ليرسل رسله بأمره و نهيه لتتوج بها حكمة الخلق ولتعمل تلك الصفات بشكل متناسق يجعل هذا الإنسان الضعيف أمام حقيقته حتى يميز الخبيث من الطيب فلا حجة لهم يومئذ إن إحسان فلأنفسهم وإن إساءة فعليها .

ومن هنا حين وجد التمايز ووجدت عوامل تَجمُع وفُرقه لم تكن من قبل فقد أضيف بُعد الخير والشر لفكرة التواصي ثم ليتولى كل فريق أكابرهم ليرشدوا ويدلوا ويوحدوا ومنه بدأ الصراع بين أهل الحق وأهل الظلال وسيستمر حتى قيام الساعة .


يقول الباري عز وجل : { أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ }

فقد تواصت قريش على نبي الأمة وتولى ذلك أكابر مفسديهم فقالوا : هو شاعر أو ساحر أو مجنون وهكذا كان حال جميع الرسل مع أقوامهم كقوم نوح وعاد وثمود .... إلخ


ويستمر مسلسل التواصي بين كلى الفسطاطين فنرى فسطاط الكفر في زماننا هذا يجمع خيله ورجله بقيادة الشيطان الأكبر (أمريكا ) ليصبح الإسلام إرهاب والاحتلال إحلال سلام وتحرير وتقام المؤتمرات ويجند الخونة والأذناب وتصعد مؤشرات بورصة العمالة إلى أعلى مستوياتها وتقسم الدول إما مع ذلكم الشطان أو ضده حتى تشمل هذه الحرب كل الثوابت وجميع أشكال الخيرية في هذه الأمة ، حقاً إنها حرب شعوا ضروس على كافة الأصعدة حربية كانت أو فكرية .


نأتي للهدف من الموضوع لمحيطنا للحياة من حولنا مؤكد أن كلاً منا له وسطه الخاص الذي يجد نفسه فيه ويتواصى معه من حيث يعلم أو لا يعلم

سؤالي هل فكرت من قبل في صناعة واختيار ذلك الوسط ؟؟

هل أنت من يحدده أم غيرك ؟؟

هل له ضوابط أم أن الأمر كما أتفق ؟؟

ما نوع التواصي الذي تلقاه أو تقوم به ؟؟

هل لهذا التواصي ميزان يحدد أبعاده ؟؟

ما ذلكم الميزان ؟؟

أسئلة لك أن تجيب عليها بينك وبين نفسك هي دعوه لمراجعة الذات فقط

زاوية أخرى :

حين تكون بمفردك أمام جماعة ماذا تتمنى أن يتواصوا به تجاهك ؟؟

فيما لو علمت أنك استحوذت على شيء من حديثهم ماذا تتمنى أن يقولوا عنك ؟؟

كثيراً ما نمر بهذا إما في المدرسة أو الجامعة أو العمل في أي مكان تشعر فيه بغربة ربما لكونك مازلت حديث عهد بهم أو أنك تحب العزلة أو تكره دهاليز التجمعات أو أن سبب توافقهم لا تؤمن به أو لا تجيده ربما أنه يخالف طباعك أو مبادئك أو ثقافتك أو حتى لغتك .

في أحيان كثيرة انت من تصنع ذلك الحديث أو التواصي بفعلك خيراً كان أو خلافه ولكن لو حصل ووصفت بوصف ليس فيك أو تهمة بتهمة أنت منها براء أو تواصى أحد على إذائك وإلحاق الضرر بك بأي شكل كان ... وعلمت بهذا .... كيف ستكون ردة فعلك ؟؟

هل يكفي اعتزالهم أو أنك ستسعى لإثبات براءتك وتبيين الحقيقة أم أنك ستفكر في الانتقام والأخذ بالثأر .. أم هناك أمر أخر ؟؟

المتصفح لكم ،،،، استوصوا بنا خيراً



تحياتي
__________________