عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 03-03-2002, 08:52 PM
قلم الحق قلم الحق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 114
إفتراضي رد

بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك يا ( متّبع!!!!! ) أن سؤالك إنما يدل على أنك كنت جاهلا بمضمونه، ولما قلته لك منذ أيام، أظنك لم تزل من وقتها وأنت تتعلم الأمر، فلما عرفته ( وهو ما أشك أنك عرفت وجه الحق فيه ) ظننت أن الآخرين جاهلون مثلك، لأنك معجب بنفسك، وفي قلبك مرض!!!
وأنا هنا أنقل لك من نصاً من كتاب ( كشف الزلل، في دعوى تسلسل الحوادث من الأزل ) لسيدي الإمام الشيخ طارق السعدي رضي الله عنه، ذكر فيه كلام ابن تيمية ورد ووضح موضع الزلل فيه، على أن تعلم أنت وغيرك أن الموضوع سؤال عن كلام ابن تيمية لا نقاش له، فمن كان عنده طعن في النقل فليتكلم وإلا فليصمت
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ __
قال السيد الشيخ الإمام طارق حفظه الله:
" .. وننتقل إلى دعاة الله تعالى من أئمة المسلمين وأعلامهم:
فقـد قال إمـام الحَرمين رضي الله عنه:" أن الأمـة أجمعـت على منـع إطلاق القول بأن القَديم خلق في أزله وكـان يخلق "اهـ[ الشامل: 305 – 306 ].
وقال القاضي عياض رضي الله عنه في فصل ( بيان ما هو من المقالات كفرٌ، ومـا يتوقّف أو يختلف فيه، ومـا ليس بكفر ):" اعلم أن تحقيق هذا الفصل وكشـف اللبس فيـه مورده الشـرع، ولا مجال للعقل فيه.
والفصل البَيِّن في هذا: أن كل مقالة صرَّحت أن معه [ سبحانه وتعـالى ] في الأزل شـيئاً قديمـاً غيره .. فذلك .. كُفرٌ بإجماع المسلمين "اهـ[ شرح الشفا: 2 / 510 – 514 ].
وهنا نسـجّل واقعة أخرى من بدع ابن تيمية، هي: ( خرق الإجمـاع )!! فإن هذا الزائغ لمـا بلغ في نقده كتابَ ( مراتب الإجماع ) لابن حزم باب الإجماع في الاعتقادات، وقد صدَّره الأخيرُ بقوله:" يكفر من خالفه بإجماع "اهـ، حَشَا تعجَّباً من قول ابن حزم:" اتفقوا أن الله عز وجل وحده لا شريك له خالق كل شيء غيره "اهـ، مفاده: أن المسلمين لم يتفقوا على كفر مَنْ خالف ذلك!! وأيّد دعواه بشـبهة تَمْرُق على من لم يعرف أصول الدين ومصطلحات الأصوليين، هي: ( عدم تكفير المعتزلة بمسألة خلق أفعال العباد )؛ ليتسنى له خرق ما نقله ابنُ حزم بعد ذلك مباشرة من الإجمـاع: على ( أن الله تعـالى لم يزل وحده ولا شيء غيره معه، ثم خلق الأشياء كلها كما شاء )، بما استقر في نفس القارئ من أثر حشـوه؛ فإن مَن مرق عليه حشـوه الذي ذكرنا قام عنده ظنّ عدم ضبط ابن حزم لمسائل الباب، فسلّم له في غيره.
ثم باشر بدعته بقوله:" وأعجب من ذلك حكايته الإجماع على كفر من نازع أنه سبحانه لم يزل وحده ولا شيء غيره معه، ثم خلق الأشياء كما شـاء!! "اهـ!! فخرق الإجماع مثبتاً بدعته بقِدَم شـيءٍ مع الله تعـالى واضحةً كعين الشَّمس، ثـمَّ موَّه على ذلك بقوله:" ولكن ( الإجماع المعلوم ) هو: ما علِمت الأمة أن الله بيّنه في القرآن وهو: أن خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام .. فإذا ادّعى المدّعي الإجماعَ على هذا، وتكفيرَ من خالف هذا كان قوله متوجهاً "اهـ، طالباً تكحيلها فعماها؛ إذ خالف الأصول بحدِّ الإجماع المذكور، فلم يفده التمويه الذي ظن أنه أحكم اللبس فيه على التبيع والقارئ فأعقبه بقوله:" وليس في خبر الله أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ما ينفي وجود مخلوق قبلهما، ولا ينفي أنه خلقهما من مادة كانت قبلهما "اهـ!! مقسِّماً ذلك الشيء القديم إلى مخلوق، ومادَّة!! فمبيِّناً مذهبه في قِدم ما أسماه ( نوع الحادث ).
وكـان خلال ذلك قـد ذكر حديث بدئ الخلق على الوجه الذي نقلناه فيما تقدّم، وثرثر حول إثبات الإجماع، كما ثرثر حول العِبارة على عادته: أنها لم تَرِدْ في كتاب ولا سنة ولا عن صحابة ولا عن تابعين، بل زعم أنها لم ترد عن أئمة المسلمين!! مُخرجاً مثبتيها من دائرة الإمامة!! وهي واقعة أخرى من بدعه التي اضطر إليها لتثبيت دعواه، فضلاً عن إظهاره كذبه.
ولو أنك طالبته بأحدٍ قرَّر بدعتـه لا من الصحابة أو التابعين أو تابعيهم، بل من ملة من المِلل، أو نِحلة من النّحل لما استطاع إلى ذلك سـبيلا.
وحتى بعض أتباعه الذين لم يتسرب السّمّ فيهم إلى حكم الوجود المحقق خارجـاً، ولم يفهموا مذهبـه الواضـح في هذه المسألة، يخالفونه، ويجتهدون في تبرئته منها!! ولكن هيهات!!
علماً: بأن الشـارع لم يحظر تأويل نصوصه على مراده بأي عبارة تحقق المطلوب. وهذا المبتدع نفسه أخزاه الله تعالى ـ وقد فعل سبحانه له الحمد ـ لم يلتزم عبارات الشارع، بل لم يلتزم وجه الحق في تأويلهـا؛ إذ وَصَفَ اللهَ تعـالى بالحـد والتّمكّن والحركة والسكون والصعود والنزول .. وغير ذلك مما هو مبسوط في غير هذا الموضع، ولم يرتضه شـرعٌ ولا عقلٌ في حق الله تعالى فضلاً عن أن يَرِدَ فيـه.
ولم يذكر خلال هرجه ذلك كله قولاً لأحدٍ من العلماء فضلاً عن الأئمة على خلاف الإجماع، والذي هو السبيل الوحيد لنقده، فضلاً عن نقضه، كما لا يخفى.
وإنما جل ما فعل: أنه اعترض على الإجماع بما حمَّلَه لخبر الأوّليَّة من معنى لا يحتمله، للتدليل على بدعته الشنعاء بما اعتبـره حوادث لا أول لها!! فكشف نفسَه لكل سُنّي عاقل رشيد: أنه رجل مستكبر عنيد، أول مَن خرق الإجماع وتجرأ باسم الإسلام على التوحيـد ".انتهى [ كشف الزلل: 36 - 39 ]
_ _ _ __ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
__________________
كرّمنا بالعقول الراشدة للتمييز بين الحق والأقاويل الفاسدة
الحق أحق أن يُتّبع