عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10-07-2000, 09:16 AM
أحمد علوي أحمد علوي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2000
المشاركات: 241
Post صدّقـني .. المشكلـة من داخـــلك ....!!!!

....
- هذه قصتي وقصتك .. وتكاد تكون قصة كل شاب .. فتأملها جيداً وخذ أجر هذه الدقائق ، ولن تخسر :
قال : أرى الفتاة الحسناء ، فأجهد أن أشوّه صورتها في حسي حتى لا يتعلق بها قلبي ، فأفشل فشلاً ذريعاً ، إذ لا يزال تيار جاذبيتها هو الأقوى على أعصابي ، فيفعل بي الأفاعيل ...!

- ضحكت ، ثم قلت له : مصيبتك في نفسك من داخلك ، أرأيت إلى أرمد العين ، هل يمكن أن يرى الأشياء على طبائعها ، مهما حاول أن يصورها في حسه على غير حقيقتها ؟ إن رمده لابد أن يوصل إليه رسالة واضحة :
إن ما تحاوله لا يصلح معي أنا بالذات ..! العب غيرها !! أرأيت إلى المرآة التي غمر الغبار وجهها ، هل يمكنك من خلالها أن ترى الأشياء واضحة مهما حاولت أن تصورها في نفسك جميلة براقة ، أن نظرة إلى المرآة تريك عبث محاولاتك ..!

أرأيت لو أن لك قلباً مستنيراً بإشراقة السماء ، تفيض من نواحيه إشعاعات نصوص الوحي ، هل تحسب أنك ستبقى مُـستعبداً أمام لحظة شهوة ، وطائف فتنة يمر بك ، كلا والذي برأ الخلق ، وفلق الحب والنوى.

وواصلت حديثي : مشكلتك من داخلك يا صاحبي .. أنت مريض من حيث لا تشعر ، ومرضك في قلبك ، ولذا لا يزال قلبك يهفو للمحنة ،ويتسقط على الفتنة ،ويستذل نفسه للشهوة ، فكل محاولاته وهو على هذا الوضع عبث في عبث ..
في الحديث الصحيح يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إلا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب . "

أصلح قلبك أولاً ، وأنره بوحي السماء ، واجعله يتلألأ بهدي الأنبياء ، ثم انظر ماذا يصنع بك ومنك وفيك ، انظر بعدها كيف سيكون حالك أمام فتن الحياة ، وهي تتراقص على مرمى عينيك صباح مساء ..

- إن حالة استعلاء عجيبة _ لا يصنعها إلا فيض نور سماوي ينصب على القلب - ستجدها تهز عليك روحك وقلبك ، وبداية البداية أن حالة الاستعلاء هذه لن تسمح لك أن تتتبع النظرة النظرة ، فالنظرة الأولى لك ،ولكن الثانية عليك ، والنظرة إلى النظرة سهم مسموم من سهام الشيطان ..كما أن حالة الاستعلاء تلك لن تسمح لك أن تقترب من مناطق الخطر عند الخطوط الحمراء ، ذلك أن القاعدة السماوية تقرر أن : من حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه .. وفي المثل المشهور : الباب الذي تأتيك منه الريح ، سده تستريح ! .. من ناحية نظرية : ما أسهل هذا الأمر ، ولكن ..آه ما أصعب ما وراءها !

ولكن لأنك مريض _ ومفتون أيضاً _ فإنك لا تزال تحوم حول مواطن الفتنة ، ثم تقول إني عاجز أمامها ..لكن الحقيقة التي تستحي من إعلانها هي : انك لا تزال عبداً لها ، مستذلاً بين يديها ، لم تستطع أن تتحرر من رقها ، وقد خانتك شجاعتك ، فلم تقدر أن تحطم أغلالها من عنقك .. !! غير أن باب التوبة لا يزال مفتوحاً يستقبل وفود التائبين مرحباً بهم ، ليفيض عليهم من خيرات السماء وبركاتها ، فأقبل يقبل الله عليك ..

يا هذا ، اشتر نفسك قبل أن تباع في سوق القيامة بثمن بخس ، ويومها لن ينفعك أن تعض بنان الندم ..! تأمل هذين البيتين فإني أحسب أنهما سيقا إليك ، وإن كان بينك وبين قائلهما قرون طويلة !
فقلتُ من التعجّب: ليت شعري*****أأيقــاظٌ أُميّــة أم نيــامُ ؟
فـإن كانوا لحينهم نـيـاماً*****فقـل :قوموا فقد طـال المنامُ !

.......



الرد مع إقتباس