عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 26-08-2004, 05:11 PM
دايم العلو دايم العلو غير متصل
مشرف عام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 7,232
إرسال رسالة عبر MSN إلى دايم العلو
إفتراضي السعودية ..... الله يسعدها

السعودية .. الله يسعدها

هي امرأة حسناء سمراء البشرة ، لها وجه مليح ، و ثغر باسم ، تزينه سن ذهبية ، في قسماتها طيبة ، ولعينيها بريق ، قالت لي يوماً في صدق : ما شاء الله ، و لا قوة إلا بالله ، السعودية .. الله يسعدها ! ، في بلادكم عرفت الامان الذي لم يعرفه أحد من أهلي و عشيرتي ، على أرضها عشت ثلاثين عاماً ، دون خوف أو ورع ، ولو تعرفين ما يحدث في بلادنا ، لو رأيت جثث القتلى تنتشر في الشوارع كأوراق الشجر الجافة ، لو عرفت مدى الرعب الذي تشعر به الأم إن خرج ابنها فلا تعرف إن كانت ستراه ثانية على قيد الحياة أم لا ، لو عرفت كل ذلك لقلتِ معي : السعودية .. الله يسعدها !
في بلادكم لم أعرف الجوع يوماً ، يأتيني الرزق ، الجار يسأل عن جاره ، يتفقد حاجته ، و بريال واحد اشتري طعاماً يسد جوعي يوماً بأكمله ، حتى صاحب البيت طالما تأخرت عن سداد الإيجار إليه لشهور طويلة فيذكرني بذلك أحياناً وهو يتردد استحياء أن يطلب حقه من شخص محتاج ، و علاوة على ذلك فهو يرسل إلينا الطعام في شهر رمضان و أيام الأعياد ، وينقد أطفالي بعض الريالات يفرحهم بها ، و لو رأيت الأطفال في بلادنا وهم يضمحلون و يموتون جوعاً لقلت معي : السعودية ... الله يسعدها !
في بلادكم توجد أسواق ضخمة تبيع ثياباً فاخرة ، و ملبوسات بالآف الريالات ، ومع ذلك تستطيع امرأة مثلي أو أي شخص أن يكتسي بريالات قليلة من محلات تبيعك ما ترغب بعشرات الريالات أو خمسة ، فانتقي ما يحلو لي ، و ارتدي ما اشاء بأقل القليل ، و لو رأيت ما يعاني غيركم من العري و الاسمال وغلو الأسعار ، لقلتِ معي : السعودية .. الله يسعدها .

كانت تتكلم في تلقائية و بساطة تأثرت لها ، و ما أن انتهت حتى قلت معقبة : أن هذه البلاد يا سيدتي احب بلاد الله إلى الله ، و احب بلاد الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، اكرمها الرحمن ، و رفع شأنها بين الأمم و جعلها مهبط الوحي و منبع الرسالات ، وحفظها بعينه التي لا تنام ، و اطعم أهلها من جوع آمنهم من خوف ، و أنا أحبها ، و احب كل حبة رمل و كل حجر ، وكل قطرة ماء ، وكل نسمة هواء ، بل كل إنسان يعيش على أرضها اكراماً لها !

يا سيدتي .. إن هذه التي تتحدثين عنها هي بلادي حبيبتي ، مسقط رأسي ، ومصدر فخري و عزي و أمني ، وهي كل ثروتي و عتادي .

يا سيدتي لو أن هذه البلاد ظلمتني يوماً أو جارت علي ، لو أنها توقفت عن محبتها لي وحنانها و عطفها علي ، لو أنها حرمتني من خيراتها و عطاءها ، فسأظل وفية لها ، باقية على حبها ، و سيظل عقلي و فؤادي و روحي و دمي و أنفاسي ، وكل خلية في جسدي تردد في كل لحظة ، و مع كل نبضة من نبضات قلبي .. السعودية .. الله يسعدها !


المقال للدكتورة أمل محمد شطا

جريدة الأسرة العدد 13472


** من الإيميل **

وأنا أقول السعودية الله يسعدها ويديم عزها ، وأمنها وأمانها

آمين
__________________


فضلاً لا أمراً .. اضغط بالفأرة على الصورة ..