عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 20-09-2003, 05:04 AM
تمساح بري تمساح بري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: شبه جزيرة التماسيح
المشاركات: 202
إفتراضي ---( تابع )---

تطور المؤسسة الدينية

* ولكن هناك اتهام للمؤسسة الدينية أنها لم تتطور في خطابها أو طريقة تعاملها مع الأجيال أو في طريقة توجيهها لعامة المسلمين وخاصتهم؟
- أولاً التطوير يحتاج إلى وقت وأنا أعتقد أن المؤسسة الدينية متطورة, وقد لا تكون بلغت الطموح, لكن لا شك أنها متطورة ووصلت إلى الناس في توجيهاتها وأفكارها وآرائها. وشرحت الدين ووصل إلى قطاعات كبيرة في العالم. الإشكالية هي أن التطوير يحتاج إلى إمكانات. منها الإمكانات البشرية والمادية. الإمكانات البشرية تحتاج إلى تأهيل, نحن لدينا مثلاً دعاة وطلبة علم وخطباء وأئمة مساجد وكتاب ودعاة في الخارج. هؤلاء يحتاجون إلى تطوير عن طريق الدورات, فهناك المعرفة والمهارة ؛ المعرفة بالعلم لابد من تجديده. والمهارة لابد أن تأتي بالدورات, وهي تحتاج إلى آلية عمل كبيرة ونفقات. فالمؤسسة الدينية متطورة. لكن قد يكون تطور العالم أسرع أو المعطيات أسرع. وكون أننا نوازي بين جهات لديها إمكانات عالية مع جهات إمكانياتها محدودة هذا ليس بإنصاف. إذا نظرنا إلى الإعلام ؛ فالمؤسسة الدينية ترغب أن تخاطب الناس من خلاله بأسلوب عصري, لكن الإعلام يحتاج إلى نفقات.

* المشكلة ليست في الأدوات, بل في مضمون الرسالة ؛ هل تعتقد أن خطاب المؤسسة الدينية ورسالتها مواكبان للعصر، ويتصفان بالاجتهاد الملائم لروح العصر وللقضايا الشائكة التي تواجهها الأجيال ؟
- لا أحبذ أن يكون اختيارك أو اختيار أي أحد هو أن يفرض على المؤسسة الدينية - إن صح التعبير - أو على العلماء أو طلبة العلم أو الدعاة أن يفرض عليهم اجتهاداً معيناً لغيرهم. هم لديهم تصور للأمور, هذا الاجتهاد عند غيرهم قد لا يوافقونه في كل تفاصيله. لهذا قد يكون من القصور أنه لم يكن هناك التقاء مفتوح ما بين الاتجاهات المختلفة ليسمع كل منهم الآخر ويعرف وجهة نظره في اجتهاده. هناك بعض المسائل يكون فيها اجتهاد خاص. ومثلما ترى كل واحد يرى رأيه هو الصواب. ويأتي من يتهم العلماء أو طلبة العلم بأنهم لم يقوموا بشيء وهو لم يتابع أصلا ما يقومون به يومياً من توجيهات. لكن في ذهنه نوعاً معيناً من العمل لم يقوموا به. وهذا العمل لا يصح أن يفرض على العلماء .

* ولكننا وصلنا إلى مأزق .. إلى حافة الهاوية فضيلة الشيخ, إذا العلماء لا يتصدون إلى هذه المسائل بالتنوير والتوجيه .
- أي مسألة ؟

* مسألة وضع الفكر الإسلامي والانفجار الأمني والسياسي والصراع مع العالم ؟
- من قال إنهم لا يتحدثون، لكنهم قد لا يتحدثون على طريقة اجتهاد معين .

* الغرب يتهمنا بعدم التسامح ؟
- التسامح أصل شرعي. الله - جل وعلا - يقول " وقولوا للناس حسنى " والتعامل مع الناس يجب أن يكون وفق أصول الشرع التي تدعو إلى أن تحب للناس ما تحب لنفسك وأن تعطيهم ما تعطي نفسك التسامح الذي لا يكون فيه مزية للمؤمن على غيره. هذا غير مطلوب. الشريعة فيها التسامح, ولكن ليس معنى التسامح الذلة والتميع. بل لن يقوم لنا كيان أو مجد إلا بالعزة .
في هذه القضية هناك اتجاهان ؛ من يرى أن التسامح أن توافق الغرب في كل ما يريده حتى تكون مواطناً صالحاً في هذه الأرض. وهناك من يقول التسامح أن تعطي للناس ما يستحقونه وأن تعاملهم بالعدل لكن ليس معنى ذلك أن تتنازل عن ما يميزك. وعن خصوصياتك وعن قدراتك, لأنك إذا ذبت في العالم فإنك ستذوب إلى الأبد, ولكن إذا حافظت على أصولك فإنك ستبقى محافظاً على كيانك وشخصيتك. وهذا يعني البقاء .


لعن الكفار

* لعن الكفار هل يدخل في هذا الإطار ؟
- لعن الكفار منسوخ, النبي صلى الله عليه وسلم لعن أقواما من الكفار, و نزل عليه قول الله جل وعلا " ليس لك من الأمر شيء, أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ". العلماء يقولون إن لعن الكافر بعينه منسوخ. وليس مشروعاً أن تلعن الكفار .

* إذاً أنتم تنبهون دعاتكم وأئمة المساجد وخطبائها بعدم رفع الدعاء على الكفار ؟
- اللعن شيء والدعاء شيء آخر. الدعاء على الكافر فيه تفصيل وضحناه. الدعاء على من ظلم هذا حق لك أن تدعو على من ظلمك. النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ " واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " فالكافر إذا كان ظلمنا واعتدى علينا، فإن جزءاً من الدفاع أن تدعو عليه. لكن الكافر المسالم إن تعميم الدعاء على غير الظالم, هذا ليس مأموراً به فالدعاء هو جزء من السلاح الذي توجهه على من ظلمك, وعلى من اعتدى عليك. أما المسالم لا يدعى عليه.

---( انتهى )---

رابط الحوار: http://www.alwatan.com.sa/daily/2003-09-20/affair.htm
__________________
لطيف جداً مع التمساحات