عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 24-01-2004, 04:58 AM
kimkam kimkam غير متصل
فنان مبتديء
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,476
إفتراضي الغلو .....والتطرف ...والغلو المضاد

الفلك يدور

أليس هذا غلوا مفرطاً؟!!!

محمد صلاح الدين



طالعتنا صحيفتان سعوديتان احداهما هذه الجريدة الغراء (المدينة المنورة) بتمجيد غير مسبوق لسيدة أعمال سعودية شاركت في منتدى جدة الاقتصادي واختارت ان تلقي خطابها على الملأ حاسرة الرأس على غير ما التزم به أهلنا في هذه الديار المقدسة، ورأى محرر ملحق (الأربعاء) ان السيدة الكريمة قد بنت - بما فعلت - صرحا تعلو عنده القمم ويسال علوه المجد الوثاب، واعتبر المحرر الذي افقدته نشوة الاعجاب توازنه ان السيدة الكريمة: (مداد خص نفسه بالافصاح جهرا، وقلم خطر سطر المجد فجرا، وسفر لكفاح امرأة سعودية أنجزت الممكن وتهفو للمستحيل في اقصى ركن من الإمكان، إنها مثال فوق المثال لهزيمة افتراء الغرب على المرأة السعودية!!) (الاربعاء 29/11/1424هـ)
وفي البلد ألوف ألوف الفاضلات من أساتذة الجامعات والطبيبات والأمهات والعاملات والكادحات اللائي لم يسمعن في حياتهن المباركة عشر معشار هذا الغلو في التمجيد والاسراف في الثناء.


***



ومن قبل حملت الينا جريدة الوطن الغراء بشرى ان الشبكة الاخبارية الأمريكية الشهيرة (سي إن إن) قد بثت ولأول مرة تحقيقا متلفزا عن المغنية اللبنانية هيفاء وهبي، وهي احدى أبرز مغنيات التهتك والإثارة الجنسية الفاضحة، وأوضح لنا المحرر الفني للوطن الغراء ان كاميرا (سي إن إن) تجولت في الشارع اللبناني ترصد انطباعات الشباب عن المغنية التي تلاقي جماهيرية عالية بسبب جمالها الملفت وجرأتها في ارتداء الملابس المثيرة، لكن المثير حقا ان المحرر الهمام يبشرنا بأن (أوساط الجالية العربية المقيمة في الولايات المتحدة اعتبرت أن هيفاء وهبي بإمكانها ان تحدث تأثيرا على انطباعات الرأي العام العالمي تجاه المنطقة العربية، ونقلت (الوطن الغراء) عمن أسمته المشرف على موقع الجالية العربية في الانترنت: (إن الرأي العام العالمي اعتاد ان يرى المجتمع العربي دموياً فقط، وعندما يرى جمال هيفاء سيفاجأ من وجود جمال عربي إلى هذا الحد. وفي الجدل الدائر حول الموضوع أيد ما يقارب من مئتي شاب وشابة ضرورة تصدير أشباه هيفاء وهبي للعمل على اقناع الرأي العام العالمي بأننا شعوب جميلة وليست قبيحة فقط) (الوطن 12/11/1424).


***


في افغانستان الشقيقة فاجأ التلفزيون الأفغاني الرسمي البلاد لأول مرة بظهور مغنية افغانية حاسرة الرأس، خلافا لقرارات المحكمة العليا ودستور البلاد، وزعم وزير الإعلام الأفغاني بان ذلك مقتضى ما ينص عليه الدستور من مساواة المرأة بالرجال، وهللت وسائل الإعلام الدولية للنبأ وتناقلته بعض صحفنا العربية، لكأنما سفور هذه المغنية يشكل علاجا لمآسي افغانستان المروعة وفقرها المدقع ودمارها الواسع وأمنها واستقلالها الضائعين وعيشها على الصدقات، أو ربما توقف زراعة أخطر أنواع المخدرات التي عادت افغانستان لتكون من جديدة مصدرها الأول في العالم بعد ان اوشكت حركة طالبان على اجتثاثها، فلما وقع الغزو الأمريكي عادت زراعة الأفيون وتجارته أقوى وأوسع مما كانت من قبل!؟


***


من جهة أخرى تعرض شيخنا الجليل صالح بن عبدالرحمن الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ورئيس الحوار الوطني لما يشبه التوبيخ من بعض كتابنا الشباب لأنه تجرأ فوجه رسالة رقيقة موجزة معبرة للرئيس الفرنسي جاك شيراك بشأن اعتزام حكومته إصدار قانون يحظر الحجاب، ولم يكن نقد الشباب موجها لمحتوى الرسالة بقدر ما كان منصبا على مبدأ بعث الرسالة وأحقية الشيخ في توجيهها للرئيس الفرنسي، بل لقد تجاوز أحدهم فاستغرب ان يجرؤ مركز بدأ ثقافة الحوار (لتوه) في بلده على كتابة رسالة عن فضائل الحوار ووجوب صون الحرية إلى بلد هو مهد فلسفة حقوق الإنسان ومحضن الثورة الفرنسية، وهكذا تجاوز التحقير لينال هذا البلد وأهله وتاريخه وتقاليده، وما دري هؤلاء بأن الرئيس الفرنسي شأنه شأن الرئيس الأمريكي وملكة بريطانيا وغيرهم من ملوك ورؤساء أوروبا يتلقون يوميا مئات الرسائل من مختلف انحاء المعمورة بما في ذلك افريقيا وآسيا فلا يرون في ذلك اجتراء ولا بأسا بل يهشون لها ويسعدون بالاجابة على الكثير منها.


***


في ملحق (الأربعاء) أيضا يقول أحد الأخوة المشاركين في حوارات هذا الملحق الذي يحاول - فيما يبدو - تجديد الفكر الديني والثقافة الوطنية!!؟: (بعد مرور ربع قرن من عمرنا، ينبغي أن يكون قد ترسخ في ضميرنا ووجداننا واذهاننا قناعات فحواها أنه ليس من الضرور الاحتكام للرؤية الدينية في كل شاردة وواردة تطرأ على حياتنا) (الأربعاء 22/11/1424). وهكذا اباح هؤلاء الأخوة الذين يعدون على أصابع اليدين لأنفسهم الفتيا في الدين والتقنين لأحكام الشرع والانفراد بتفسير نصوص الوحي، وتوبيخ شيوخ العلم وعلماء البلاد، ونصبوا أنفسهم هداة محدثين للبلاد متترسين بمحاربة التطرف والغلو ومتسترين بالتنديد بالإرهاب، وما دروا ان ما يفعلون هو غلو مفرط وتطرف هدام مسرف وإرهاب فكري يعوق مسيرة الاصلاح ويستجلب غضب الناس ويستنزل سخط المولى عز وجل.

فاكس: 6530693-02 البريد الإلكتروني: msalahuddin@makkahadv.com
_________________

جريدة المدينة , السبت 2/12/1424هـ الموافق 24/1/2004م


هذه نماذج من الغلو المضاد
__________________

kimkam